محمد فودة

محمد فودة يكتب.. 25 يناير عيد «رد الاعتبار» للشرطة المصرية

الأربعاء، 21 يناير 2015 10:25 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
على الرغم من أن يوم 25 يناير كان وما يزال عيداً للشرطة المصرية، فإننى أراه هذا العام مختلفاً تماماً، حيث سيكون وبكل تأكيد مناسبة للاحتفال الشعبى بإعادة الاعتبار للشرطة المصرية وإعطائها التقدير والاحترام الذى يليق بها وبرجالها الشرفاء، كما سيصبح هذا اليوم أيضاً بمثابة نقطة تحول حقيقية فى تلك العلاقة التى تربط بين الشعب والشرطة، خاصة وسط هذه الأجواء المفعمة بالوطنية التى أفرزتها ثورة 30 يونيو التى كانت سبباً رئيسياً فى انحياز الشرطة إلى الشعب ووقوفها إلى جانبه حينما ثار الشعب وخرج بالملايين إلى الشوارع والميادين، مطالباً بحقوقه المشروعة والعادلة فى حياة كريمة بعيداً رافضاً حكم تلك الجماعة الإرهابية التى كادت تقضى على بلد كبير فى حجم ومكانة مصر، فلا أحد يمكن أن يغفل الدور التاريخى والمشرف الذى قام به اللواء محمد إبراهيم حينما قرر وبمحض إرادته الانحياز إلى الشعب والوقوف إلى جوار الملايين فتحول جهاز الشرطة إلى ما يمكن أن نطلق عليه «الدرع الواقية» التى كانت بمثابة حائط الصد فى مواجهة قوى الظلم والاستبداد فى وقت كانت هذه المسألة مخاطرة كبيرة وغير مأمونة العواقب، خاصة أنه لا قدر الله لو لم يكن النجاح حليفاً لثورة 30 يونيو لدفع هذا الرجل ثمن هذا التصرف غالياً، أقلها انه كان من الممكن أن يفقد حياته لأنه فى هذه الحالة سيواجه أبشع التهم وأخطرها على الإطلاق.

ولكن صفات الشجاعة والوطنية الفياضة التى تلازم اللواء محمد إبراهيم جعلته يعلو فوق كل الصغائر، ويتحدى الظروف بل يتخطى التحديات الصعبة، فقد مر جهاز الشرطة بفترة من أصعب الفترات، وعانى رجال الشرطة كثيراً فى وقت كان الجهاز يعيش اسوأ فتراته، بل جعلته يتمكن أيضاً من إعادة بناء البيت من الداخل وإعادة هيكلة جميع قطاعات الوزارة لتتلاءم مع مرحلة ما بعد 30 يونيه التى اتسمت فيها العلاقة ببين الشرطة والشعب بالتلاحم والتوحد.

وعلى الرغم من ذلك فإن اللواء محمد إبراهيم، وزير الداخلية، لم يكتف بمجرد الانحياز إلى الشعب فحسب بل ذهب إلى ما هو أبعد من ذلك بكثير حيث استطاع بحكمته وبهدوئه المعتاد وبذكائه الحاد وبقدراته الخلاقة أن يصيب الجماعات الإرهابية فى مقتل بتوجيه عدة ضربات استباقية أجهضت الكثير والكثير من المخططات الإرهابية التى كانت وما تزال تستهدف أمن واستقرار البلد، وهو الأمر الذى دفع ثمنه رجال الشرطة الشرفاء غاليا من أرواحهم الطاهرة التى تروح ضحية للإرهاب الأسود الذى لا دين له ولا وطن.. وفى إطار تلك الرؤى والاستراتيجيات الأمنية التى وضعها وزير الداخلية كان لجهاز الأمن الوطنى دورا مهما لا يمكن إغفاله بأى حال من الأحوال وذلك بتوجيه ضربات موجعة للمتآمرين على مصر فقد تمكن الشرفاء من أبناء هذا الجهاز من وأد المخططات التخريبية التى تقف وراءها التنظيمات الإرهابية التى لا تعرف سوى الغدر والخيانة ولا تجيد سوى الانحطاط فى التفكير والخسة والنذالة فى تنفيذ تلك المخططات لأن تلك التنظيمات دأبت على الطعن فى الظهر فينتج عن تلك الأفعال الخسيسة إراقة المزيد من دماء الأبرياء حماة الوطن خيرة جنود وضباط الشرطة الذين كل ذنبهم أنهم يؤدون واجبهم فى حماية المواطنين والسهر على حماية المنشآت العامة والخاصة، غير مبالين بأى خطر يتهددهم ويتهدد حياتهم الشخصية، وكان لسان حالهم أن حياتهم لا تساوى شيئا أمام الحفاظ على أمن الوطن.. وعلى الرغم من ذلك فإن جهاز الأمن الوطنى قد ازداد حماسا وازداد قوة مع تزايد كل تلك المحن والأزمات التى أحاطت بالجانب الأمنى من جراء المؤامرات الخارجية التى كانت تتم من خلال قلة من المأجورين والخونة الذين باعوا الوطن من أجل حفنة دولارات.
إننا بكل تأكيد على موعد مع مناسبة غالية وعزيزة على قلوب كل الشرفاء الذين يلمسون بأنفسهم تلك الطفرة الهائلة التى شهدها الشارع المصرى من حيث الاستقرار الأمنى وعودة الانضباط والسيطرة بشكل لافت للنظر على الفوضى التى سادت الشارع المصرى فى أعقاب ثورة 25 يناير وما ترتب عنها من حالة ارتباك فى كل شئ والتى لم نكن نشهدها من قبل.

أعتقد أن تلك التضحيات التى تقدمها الشرطة بشكل شبه يومى من رجالها الذين يروحون ضحية جرائم الإرهاب الأسود، ليست جديدة على رجال جهاز الشرطة الذين يواجهون هذا الإرهاب الذى يتم بشكل ممنهج وبشكل يدعو للدهشة أيضاً على الرغم من أن هؤلاء الذين يقومون بتلك العمليات القذرة يعلمون جيداً أن قطار الدولة القوية قد تحرك بالفعل ولم ولن يعود إلى الخلف مرة أخرى. وأن دولة المؤسسات لن تسمع بأى حال من الأحوال بأن تقبل أن تكون تحت حكم فئة أو جماعة، فهنيئاً للشرفاء من ضباط وجنود وزارة الداخلية بعيدهم الذى سنحتفل به جميعا بعد بضعة أيام قليلة فى جميع أنحاء مصر، على الرغم من ظهور تلك الدعوات التى أطلقتها الجماعات الإرهابية والتى يستهدفون من وراءها إطفاء البهجة وقتل الروح المعنوية لرجال الشرطة فى يوم عيدهم الذى يجب على كل مصرى أن يفخر به.. هنيئا لمصر هذه المناسبة التى أرى أنها ستكون مناسبة للتخلص من تلك الجرثومة التى ظهرت فى حياتنا بشكل مستفز وهى جرثومة الإرهاب والعنف والتطرف.

واللافت للنظر أن مثل تلك الدعوات للفعاليات الإرهابية لم يعد لها أى صدى فى الشارع المصرى ولم تعد تمثل أى خطورة على تماسك الشعب والتفافه حول قيادته السياسية، فبعد عدة دعوات فاشلة تحولت هذه المسألة فى نظر الشعب مجرد تصرفات صبيانية تهدف فقط إلى الشو الإعلامى لأنها فى حقيقة الأمر ما هى إلا فقاعات فى الهواء سرعان ما تختفى وتتلاشى وتصبح فى غمضة عين نسياً منسياً، وكأنها مجرد زوبعة فى فنجان.لذا فإننى على يقين بأنها لم ولن تقتل فرحتنا بعيد الشرطة ولن تضعف يقيننا بقدرة جهاز الشرطة على تحقيق الأمن والأمان فى الشارع المصرى مهما تكبد من خسائر فى الأرواح من خيرة أبناء وزارة الداخلية فهذه التضحيات ليست جديدة على رجال الشرطة الشرفاء الذين يقومون بواجبهم على أكمل وجه، فإذا عدنا بالذاكرة إلى الخلف بعض الشىء نلمس بوضوح أن إخلاص الشرطة للوطن وانحيازها للشعب شيئاً متأصلاً فى وجدان رجال الأمن المخلصون لوطنهم، ففى هذا التاريخ الذى تم اختياره ليكون عيداً للشرطة وبالتحديد يوم الجمعة 25 يناير 1952 بمدينة الإسماعيلية وقفت كتيبة للشرطة قوامها 850 ضابطا ومجندا بما معها من عتاد ضئيل أمام جنود الاحتلال الإنجليزى الذين يفوق عددهم 7 آلاف جندى وضابط، كانوا يمتلكون أسلحة متطورة ومتفوقة كثيراً جداً عن تلك التى كانت تستخدمها الشرطة المصرية، وقتها قام القائد الإنجليزى بتوجيه إنذار للشرطة المصرية يطالبهم فيه بتسليم السلاح وإخلاء مبنى محافظة الإسماعيلية ليس هذا وحسب، بل طالبهم بالانسحاب إلى القاهرة، وذلك ليتسنى لهم الانتقام من الفدائيين المدنيين من أهل الإسماعيلية، حيث كانت الشرطة تتستر عليهم بل كانت تمثلُ درعاً واقية لحماية المواطنين هناك، فرفض وزير الداخلية آنذاك - وهو الراحل فؤاد سراج الدين - الاستسلام وأمر قواته بالدفاع عن المحافظة فقاتلهم أفراد الشرطة قتالاً مريراً تسبب فى سقوط أكثر من 50 شهيداً من جنود وضباط الشرطة المصرية فضلاً عن عشرات الجرحى، لقد كانت تلك المناسبة بمثابة معركة البطولة بالنسبة لرجال الشرطة فأصبح هذا اليوم يستحق وعن جدارة أن يكون عيداً للشرطة وفرصة لأن يزهو ويفخر كل شخص ينتمى إلى هذا الجهاز الوطنى بما حققته الشرطة المصرية من صمود ضاربة أروع مثل فى الوفاء للوطن. أليس من حق جهاز الشرطة أن يفخر وهو يحتفل بهذه المناسبة.. أليس واجبا علينا ونحن نعيش فى أجواء 25 يناير أن نقوم بإعادة الاعتبار إلى هذا الجهاز الذى تحمل الكثير من أجل الحفاظ على أمن واستقرار مصر.. أليس من حق هؤلاء الأبرياء الذين سالت دماؤهم وهم يقومون بواجبهم فى حماية الوطن أن نحيى ذكراهم العطرة باحتفال يليق بهم وبالشرطة المصرية التى كانت وما تزال صمام الأمان لنا وللأجيال القادمة. وفى هذه المناسبة العزيزة على القلوب والغالية فى النفوس أوجه رسالة إلى أبناء جهاز الشرطة الشرفاء من ضباط وجنود فى كل قطاعات وزارة الداخلية بأننا على العهد ماضون وأن الشعب الذى وقفتم إلى جواره فى أحلك الظروف سيظل معكم يداً بيد فى مواجهة قوى الظلم والقهر والاستبداد التى تحصد كل يوم واحداً تلو الآخر من خيرة أبناء الشرطة الشرفاء الساهرون على أمن الوطن. فتلك العيون الساهرة على حماية وحراسة الوطن تستحق منا أن نحتفل بهم هذا العام احتفالاً يليق بمن قال عنهم سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم «عينان لا تمسهما النار.. عين بكت من خشية الله وعين باتت تحرس فى سبيل الله» صدق رسول الله.








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة