(افتح قلبك مع د. هبه يس).. مشاعر حائرة

الأربعاء، 21 يناير 2015 01:08 م
(افتح قلبك مع د. هبه يس).. مشاعر حائرة د. هبه يس

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
أرسلت ( ... ) إلى افتح قلبك:
كنت قد تعرفت على شاب محترم ومن عائلة كريمة- بعلم أهلى- منذ 4 سنوات تقريبًا، كنا نتحدث عن طموحاتنا المتشابهة، حيث إن كلانا يدرس دراسات عليا، وكلانا كان ينتظر بعثته إلى الخارج لإكمال رسالة الدكتوراه، ولم يستمر تعارفنا سوى لشهر واحد لأنه سافر بعدها إلى دولة أوروبية، حاولت التواصل معه بعدها عن طريق الإيميلات لكنه لم يرد، فأرسلت له فى آخر إيميل أخبره أنه إذا لم يرد على فى تلك المرة سأعتبر الموضوع منتهيًا، خاصة وأنه قال لى إن والدته لم تكن راضية عن الموضوع لأنها تريده أن يعود إلى مصر، ولا تريده أن يرتبط بمن تشجعه على البقاء بالخارج بعد إنهاء دراسته.

لم يرد، بالفعل أغلقت الموضوع كله، والتفت لحياتى لأنى أنا أيضا سافرت بعدها بفترة قصيرة، وركزت على دراستى، وها أنا على وشك إنهاء رسالة الدكتوراه الخاصة بى، لكنى فوجئت به يرسل لى إيميلا منذ شهر تقريبا يحكى لى فيه أنه لم ينسانى، وأنه لم يكن ليريد أن يبتعد عنى، ولكنه وبعد سفره بفترة بسيطة تعرض إلى حادث كبير، كانت نتيجته أنه بقى فى العناية المركزة لمدة 9 شهور كاملة، وحتى وبعد خروجه منها لم يكن يستطيع الكلام أو الحركة، لهذا لم يكن يرد على.

إلا أن الله منَّ عليه بالحياة من جديد، وبالشفاء الجزئى، وعاد إلى مصر مؤخرا على كرسى متحرك، بعد أن أنهى رسالة الدكتوراه، وهو الآن يعيش بمفرده بعد أن توفت والدته، على أمل أن يخضع لجراحة دقيقة فى العمود الفقرى يستطيع بعدها أن يمارس حياته بشكل طبيعى إذا نجحت.

قبل اختفائه من حياتى كنا متفاهمين إلى درجة كبيرة، وكنت أشعر أنه هو الرجل الذى أريد أن أكمل معه حياتى، والغريب أنى مازلت أشعر تجاهه بنفس الشعور حتى بعد أن قرأت إيميله الأخير، لكنى أخشى أن يكون هذا من باب التأثر والشفقة، فأنا لم أتمالك نفسى من البكاء بعدما قرأت ما حدث له، وطلبت منه هاتفه لأكلمه وأتواصل معه، فاذا بصوته يعيد إلى كل ما كان بيننا منذ 4 سنوات، وكأننا كنا سويا بالأمس.

قال لى إنى أنا الجائزة التى أعدها له الزمان بعد كل ما عاناه فى حياته، وأنه أبدا لم يحب أحدا كما أحبنى... أنا أيضا أشعر بميل شديد له، وبأننا متفقان فى كثير من الصفات والطموحات والأحلام، كما أشعر بدعمه القوى لى لإكمال دراستى والعودة سريعا لمصر حتى نلتقى.

لكنى وبعد سنين غربتى، وبعد كل ما رأيت من تجارب فاشلة، لا أخفيكى سرا أفكر فى أنه قد يكون يحبنى حب مصلحة، نظرا لأنه من الصعب أن يجد من ترتبط به بمثل ظروفه الحالية، لكنى وفى نفس الوقت أخاف أن أضيع من يدى حبا حقيقيا وشخصا أجد معه توافقا كبيرا بسوء ظنى.

أنا كأى إنسان وحيد فى الغربة يهفو دائما إلى من يعود إليه فى بلده، ويجد قلبه ضعيفا ومحتاجا إلى أى مشاعر حب وود تربطه بأى شخص آخر، فأنا الآن أعد الأيام حتى أنهى رسالتى وأعود إلى مصر لرؤيته من جديد
أنا أرسل إليكِ لتساعدينى أولا على معرفة حقيقة مشاعرى، هل هى حب فعلا؟، أم تعلق كاذب؟، أم مجرد شفقة؟، وثانيا لتنصحينى ماذا أفعل معه عند عودتى لمصر؟.

وإليكِ أقول:

بداية لا يعرف ما فى قلوب العباد إلا رب العباد يا حبيبتى، لهذا أنا لا أستطيع أن أجزم بحقيقة مشاعرك، خاصة وأنك أنت نفسك لا تعرفين حقيقتها، لكن كل ما أستطيع فعله هو تحليل كلامك، ومحاولة الوصول إلى الحقيقة...

تقولين إنكما تعارفتما لشهر واحد فقط، صحيح قد تكونين قد لمستى تفاهما بينكما فى هذه المدة، إلا أن هذا لا ينفى أنها مدة قصيرة جدا على أن تجعلك تتأكدين من حكمك على شخص ما، فمن الممكن أن نقول إن ما حدث حينها كان قبولا شديدا، واقتراب بين وجهتى نظريكما فى الحياة، لكنه ليس حبا قطعا، بدليل أنك استطعت نسيانه وتخطيه بسهولة بعدما فقدتى الأمل فى أن يرد على إيميلاتك، لهذا أعتقد أنك (زودتيها) قليلا عندما شعرتى بأنك تحبينه الآن، فأنت لم تكونى أحببتيه من قبل أصلا، لكن كل ما حدث هو أن مجموعة من المشاعر قد اجتمعت عليكِ الآن لتجعلك تشعرين بذلك، من أهم هذه المشاعر إحساسك بالوحدة والغربة طبعا، إلى جانب شفقتك عليه، إلى جانب حنينك إلى تكوين بيت وأسرة بعد سنوات كفاحك العملى تلك.

صديقتى أرجوكى حكمى عقلك جيدا، ولا تجعلى وضعه ووضعك يضعانك فى حالة رومانسية حالمة، أو حالة شهامة مؤقتة، تدفعين ثمنهما من عمرك غاليا فيما بعد.

ماذا تفعلين؟... أنت حتما ستعودين إلى مصر بعد إنهاء دراستك، إذا فلتقابليه حينها، وتطلبى منه- بشكل غير مباشر- تقاريره الطبية التى تثبت ما يقول، بما فى ذلك تاريخ الحادث، لتتأكدى من أنه لم يكن يتهرب منك فعلا بعد سفره وقبل أن يصاب فى الحادث، وبعد ذلك عليكِ بمعرفة مستقبله العلاجى، متى سيقوم بالعملية؟، وما هى نسبة نجاحها؟، ومتى سيتعافى بعدها؟، وكل التفاصيل المتعلقة بحالته الصحية بعدها، وهذا شىء من حقك تماما، فلا أنصحك أبدا أن تأخذك (الجلالة) وتلقى بنفسك فى هذه الزيجة وأنت مغمضة العينين، كمن يلقى بنفسه فى البحر وهو لا يعرف هل سيستطيع السباحة أم لا.

ولتأخذى وقتك فى التفكير بعد معرفة كل هذه المعلومات، ولتختبرى التعامل بينكما كيف سيكون، لكن دون أن تسمحى لكلماته بأن تتسلل إلى قلبك وتدغغ مشاعرك فتسيطر عليكِ وتجبرك على الموافقة قبل أن تحسمى أمرك بشكل عقلانى فى البداية، فأنا لا أتهمه بخداعك أو استغلالك، ولكنه احتمال قائم فعلا، فقد يكون أعاد حساباته ليجد أنه لن يجد من هى بمثل مواصفاتك لترتبط به بعد كل ما حدث له، فقرر أن (يركز) معكى حتى تستسلمى دون مقاومة أو تفكير.

الارتباط به قد يكون تضحية كبيرة اذا لم يتعافَ، أو إذا تعافى لكن مع آثار جانبية، لهذا لا أنصحك أبدا بالتسرع فى هذا القرار، خذى كل الوقت لتتأكدى من أنك تريدين هذا الشخص بعينه دون غيره، وليس أنك تريدين من يسمعك كلاما رقيقا، ويمنحك شعورا تفتقديه، ويجعلك تشعرين بأنك طوق النجاة بالنسبة له، الزواج أكبر وأدوم من ذلك بكثير.

صلى استخارة كثيرا، وادعى الله أن ينير بصيرتك وأن يلهمك الصواب، ثم خذى بالأسباب وادرسى شخصه عن قرب، واختبرى مدى صلاحيته كزوج المستقبل لك... كم أتمنى أن أسمع عنك خيرًا.

الصفحة الرسمية للدكتورة هبه يس على الفيس بوك: Dr. Heba Yassin













مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة