منذ ثورة 30 يونيو وهناك تقصير واضح فى التعامل مع الإعلام الغربى الذى سيطرت عليه البيانات والأرقام والمعلومات المزورة والملفقة لجماعة الإخوان الإرهابية عن الأوضاع الداخلية فى مصر، فى ظل غياب تام لأجهزة الدولة وسفاراتها وهيئة الاستعلام التى يعمل بها آلاف مؤلفة من الموظفين لا يفعلون شيئا على الإطلاق ولا يشعر بعملهم أحد، إذا كانوا يعملون، فالجماعة فشلت فى الداخل ولكنها استعارت طريقة أداء اليهود فى الخارج فى الوصول إلى وسائل الإعلام الغربية والأمريكية المؤثرة فى الرأى العام لتبث أكاذيب وتلفيقات ومزاعم عما يجرى فى مصر من انتهاك لحقوق الإنسان واعتقال مئات الآلاف فى سيناء مع التهجير الإجبارى لأهالى شبه الجزيرة.
الجماعة الإرهابية هزمتنا فى حرب الدعاية السوداء والإعلام الكاذب للأسف وأجهزتنا المعنية استسلمت لذلك أو أن قدراتها لا تؤهلها للعب هذا الدور فى مواجهة الإله الإعلامية للإخوان.
لدينا أزمة ومشكلة حقيقية فى التسويق لما يجرى فى الداخل المصرى، وهى أزمة مزمنة، فليس لدينا متخصصون فى الترويج والتسويق الخارجى أو حتى الداخلى، وعلينا البحث والاهتمام بهذا الجانب التى استغلته دول كبرى وصغرى لترسيخ صورة وانطباع معين فى عقول ووجدان العالم الخارجى أو الشرائح المستهدفة من الدعاية والتسويق، والإنفاق على هذا الجانب يؤتى ثماره بشكل سريع.
الأرقام المفاجئة التى ذكرها الرئيس السيسى فى الاحتفال بعيد الشرطة المصرية عن الأوضاع فى سيناء تستحق أن تلف وتدور وتنشر وتذاع فى كل أرجاء الأرض لإطلاع العالم على الحقيقة لا غيرها، فالآلة الإعلامية الإخوانية روجت الأكاذيب عما يحدث فى سيناء وصدقها العالم، فى الوقت الذى لم نجد فيه من يحدثنا ويطلعنا على حقيقة الوضع. فرغم أنها حرب حقيقية ضد إرهاب محترف ومنظم وممول بالمعلومات والأسلحة، إلا أن قوات الأمن من الجيش والشرطة لم تقتل من عناصره سوى 208 إرهابيين فقط وألقت القبض على 955 شخصا، تم الإفراج عن نصفهم - كما ذكر الرئيس - بعد عدم إدانتهم.
الجميع بالتأكيد فوجئ بأرقام الرئيس التى تعكس الحرص على «حقوق الإنسان» المترسخة فى جينات الجندى المصرى حتى وهو فى حالة حرب قذرة مع الإرهاب. وهذه هى الصورة التى تحتاج إلى تسويق حقيقى وخوض حرب إعلامية ضد طيور الظلام فى الخارج.