رسائل الرئيس السيسى خلال الأيام الماضية كثيرة وتقدم تصورا شاملا لحركة الدولة فى استعادة مكانتها المستحقة عربيا وإقليميا ودوليا، وتحقيق الاستقرار على المستوى الداخلى والحفاظ على القانون ودولة المؤسسات رغم إغراء الحكم الفردى الذى يمكن أن يحقق شعبية كاسحة.
على المستوى الإقليمى، ومن خلال الزيارات المتتابعة إلى الكويت والإمارات والسعودية، يكرر الرئيس رسالتيه شديدتى الأهمية «مسافة السكة» و«أمن الخليج خط أحمر»، وقد استطاع الرئيس من خلال تأكيد مفهوم مساندة مصر القوية عسكريا للخليج وللدول العربية فى مواجهة أى أخطار تتهددها أن يحقق توازنا بين احتياجات مصر وما يمكن أن تمنحه لأشقائها ليصبح الاتحاد والتكامل فى مواجهة برامج الفوضى الموجهة للمنطقة العربية، هو الحل الحتمى فى المستقبل المنظور، وبدلا من سياسة المناشدة وطلب المساعدات والمنح أو الاقتراض من الدول العربية، يمكن أن تتكامل عناصر القوة العربية من عنصر بشرى وفوائض اقتصادية وقوة عسكرية وأمن معلوماتى، ليظهر مفهوم للأمن القومى العربى تضعه القيادة المصرية وترعاه سائر الدول العربية، وهو ما يمثل عودة قوية لمصر المعزولة لتتبوأ مكانتها عربيا وإقليميا من جديد ونجاح كبير لسياسة السيسى الخارجية.
على المستوى الداخلى ومن خلال الخطاب الأخير فى عيد الشرطة، يؤكد السيسى على دولة القانون والمؤسسات فى مواجهة محاولات دفع البلاد إلى الفوضى أو محاولات دفعه شخصيا إلى حكم الفرد والإجراءات الاستثنائية، وفى هذا الملف تحديدًا يبدى السيسى مرونة شديدة فى التعامل مع آثار ثورتين مرت بهما البلاد وحالة الشغف بالتظاهر والاعتراض باعتبارها الأسلوب الوحيد للتحرك الثورى، ويراهن السيسى على تحمل جميع الفئات السياسية ومنظمات المجتمع المدنى والحركات والائتلافات والنشطاء لمسؤولياتهم أمام دولة القانون، مع استخدام حقه فى العفو للإفراج عن الشباب المحبوسين احتياطيا على ذمة قضايا الرأى والتظاهر بدون تصريح.
لا يمل السيسى من شرح وتكرار موقف البلاد من الإرهاب والديمقراطية والأزمات الاقتصادية والظواهر المراد مقاومتها مثل التعدى على النيل والتواكل على الحكومة واستخدام موارد الدولة بغير حق، فى ظل مقاومة عدد من الفئات المختلفة معه سياسيا التى لا تريد لمشروع الدولة المصرية القوية المزدهرة أن تنجح، ومع ذلك يصر السيسى على أن يتحمل الجميع مسؤولياتهم، وهو بالفعل يقطع خطوات ثابتة فى هذا الاتجاه.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة