أن يرأس واحد من جيل التسعينيات مطبوعة تصدرها الدولة عن الهيئة المصرية العامة للكتاب، فهذا يعنى أن الدنيا تتحرك للأمام، وأن يكون هذا الشخص هو محمد شعير المحرر الثقافى الموهوب الذى ارتبط اسمه بأخبار الأدب، وعاش وسط المثقفين والمبدعين مدافعا عن الحرية وحق الاختلاف، وخاض معهم معاركهم ضد الاستبداد والتطبيع، فهذا يعنى أن صوتا رائقا سيغرد فى حقل الصحافة الثقافية إلى جوار سعد القرش فى الهلال وسيد محمود فى القاهرة وغيرهما من الذين أحدثوا انتعاشة حقيقية، العدد الجديد من مجلة عالم الكتاب الشهرية الذى صدر قبل أيام يؤكد أن مطبوعة تليق بالثقافة المصرية أطلت برأسها.
العدد غنى، من بين ما يحويه ملف رائع عن إدوار سعيد شمل كلاما لابنته وفواز طرابلسى وثائر ديب وابراهيم فتحى، وفصلا من كتاب يضم حوارات المفكر المغربى الكبير عبد الفتاح كيليطو، توجد قراءة لديوان اسمه «حسنى مبارك» للشاعر الأمريكى جاريد جوزيف يرى الديكتاتور فى قصره وقد شرع للمرة الأولى فى حياته يلعب، ولكن اللعبة التى بين يديه ليست للمرة الأولى بحجم تسعين مليون مصرى، قراءة فى كتاب الوظيفة السياسية للبارسا الذى يشرح علاقة برشلونة بالسياسة، وفى سيرة هانى درويش وعباس بيضون، فى العدد أيضًا تحفة صحفية كتبها أحمد بهاء الدين عن طه حسين وعلاقته بمكتبته، كتب أيضًا عبده جبير ومنتصر القفاش وعبد المنعم رمضان وشعبان يوسف وخليل صويلح وإيمان مرسال، وترجم عادل السيوى «ما المعاصرة؟» للفيلسوف الإيطالى جورجيو أجامبن، وعصام زكريا ترجم ما كتبه أستاذ أمريكى عن توفيق عكاشة.. حاجة حلوة.