محمد الدسوقى رشدى

الشحات منصور جداً

الجمعة، 23 يناير 2015 10:13 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
أحبوه.. امنحوه من الشهرة على قدر ما يطلب، رددوا قصته على المقاهى لعلها تكون سببا فى عودة شعور الخجل إلى صدارة المشهد مرة أخرى.

من بين كل الأخبار المنشورة، والمذاعة، يبحث المواطن المصرى عن خبر واحد مفرح، إيجابى، أو حتى بلا طعم، خبر لا يحمل تفاصيل كارثة، أو لا يتحدث عن أزمة.

فى الغالب لا ينال المواطن المصرى مراده، ويظل غارقا فى موجة الأخبار اليائسة البائسة، غير أن القدر الرحيم منحه فى الساعات الماضية خبرا جيدا.

بحكم العادة طبيعى أن تقرأ عن ابنة عميد كلية تحصل على درجات بالجملة وتفوز بمنصب المعيد على حساب غيرها، وطبيعى أن تسمع عن ابن دكتور جامعى يسهل له المشرفون الغش إكراما لوالده، هذا هو الطبيعى من أهل مصر، أما أن تسمع عن عميد كلية يتخذ قرارا بحرمان ابنته من الامتحان وإحالة المشرف إلى التحقيق بسبب تسهيل الغش لابنته، فهذه اللقطة جديدة تماما على شاشة الواقع المصرى.
الخبر القادم حقيقى ولكنه ينتمى إلى فئة أخبار صدق أو لا تصدق.

الدكتور الشحات منصور عميد كلية الحقوق ببنها اتخذ قرارا رسميا وتم تفعيله بحرمان ابنته من دخول واستكمال امتحانات دبلوم الدراسات العليا بسبب اعترافها أن ملاحظ اللجنة سهل لها الغش بعد علمه بشخصيتها، العميد المحترم لم يكتف بهذا، بل أصدر قرارا بإحالة ملاحظ اللجنة إلى التحقيق لتقصيره فى أداء عمله والسماح للطلاب بالغش.

فى جوف مستنقعات الفساد الغارق فيها أساتذة الجامعات وكبار الموظفين، دائما يوجد النموذج المحترم، والدكتور الشحات منصور لا يمكنك التعامل معه على أنه صاحب ضمير يقظ اتخذ قرارا إيجابيا فى وقت صحيح، بل يجب أن تنظر إليه نظرة الفارس الذى فشلت كل الأجواء الفاسدة فى دفعه إلى التصرف كما يتصرف قطعان التعليم العالى فى توريث أبنائهم ومجاملتهم على حساب باقى الطلبة.
الشحات منصور، نموذج فى حاجة إلى التعميم، فى جميع المصالح الحكومية والمؤسسات التى ترى فى تعيين أبنائهم بداخلها أو مجاملتهم حقا مشروعا كما يقول القضاة على سبيل المثال، عميد حقوق بنها هو بقايا بذرة الخير الكامنة فى أرض هذا الوطن، احتفلوا به بصخب، انشروا خبره بين الناس بكثافة، هو يستحق أن يدخل إلى كل بيت، فلا تخجلوا من مدحه، ولا تمنعكم عادة المهنة التى تعشق كوارث الأخبار عن إفشاء تجربة ضمير هذا الرجل بين الناس بنفس الهمة التى تنشرون بها أخبار صافيناز وحمام رمسيس.








مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة