انتهاكًا للقانون والدستور وانتقاما من ثورة يناير ورموزها، بدأ بحبس رموزها بقانون تظاهر باطل،، ثم حبس احتياطى لمدد طويلة من دون إدانة ولا تبرئة ضد كل القوانين والدستور، وصولا للمنع من السفر من دون علم الممنوعين ومن دون استدعاء للتحقيق ومن دون إدانة فى قضية ومن دون تحديد مدة محددة، كما تنص المادة 62 من الدستور المصرى (حرية التنقل، والإقامة، والهجرة مكفولة، ولا يجوز إبعاد أى مواطن عن إقليم الدولة، ولا منعه من العودة إليه، ولا يكون منعه من مغادرة إقليم الدولة، أو فرض الإقامة الجبرية عليه، أو حظر الإقامة فى جهة معينة عليه، إلا بأمر قضائى مسبب ولمدة محددة، وفى الأحوال المبينة فى القانون )، لقد جاوز الظالمون المدى. بعد هذه المقدمة التى تتعلق بكلامى الذى سوف أوجهه للدكتور عصام حجى، أتمنى أن يصله كلامى ليعلم ما نحن فيه، فأنا أعلم جيدا أنه ليس بيده شىء، وأنه كان ضحية التشويه والتنكيل مثلنا تماما، ولكن لأرد على رسالة قام هو بتوجهها إلينا نحن «الشباب المحبط».
عزيزى دكتور عصام
قرأت كل كلامك ورسائلك للشباب المصرى المحبط بعد الإنجاز العلمى الأخير الذى وفقك الله إليه، وبما أننى أعد نفسى واحدة منهم فقد توقفت عند جملة واحدة قلتها لأنى وجدت فيها الحل والخلاص مما نعانى منه وهى «ادرسوا ما تحبون من الإبداع لتغيير مصائر أوطانكم»، وفسرتها فى مقال سابق لى بعنوان «علمتنى درساً، عصام حجى» وكتبت فى هذا المقال دعوة للشباب «أن يستثمروا فى أنفسهم أولا ويوما ما سيعود هذا الاستثمار فى النفس بالفائدة العظمى للبلد، فهنا تكمن كلمة السر الحقيقية فى هذا الدرس، وهو العلم والدراسة، هما الحل للخروج من حالة الإحباط واليأس، ولنترك السياسة ولو قليلا حتى تنتهى المعركة التى يقاتل فيها الجهل والعبث مع القمع والفساد، واطرقوا أبواب العلم والدراسة أينما كانت وغيروا بعلمكم مصائر أوطانكم، وتأكدوا أن فى النهاية لم ولن يصح إلا الصحيح، وأن الحق سينتصر مهما تأخر وأن الباطل مهما استقوى سينتهى ويهزم».
وبدأت بنفسى يا دكتور عصام وسعيت بكل طاقتى أن أدرس خارج مصر، وعندما تم قبولى فى منحة دراسة بجامعة ستانفورد بكاليفورنيا لأدرس ما أحب وهو «الإعلام الإلكترونى» تم منعى من السفر كيدا وانتقاما ومن دون أى سند قانونى ومن دون علمى ومن دون استدعائى للتحقيق، وأنتظر بكل رحب وسعة باقى مسلسل انتقامهم منى بتحقيقات كيدية وحبس احتياطى أو دائم ظلما وافتراء، فأثق فى نزاهتى وأثق فى ظلمهم وأثق فى المولى عز وجل. يكفى أنه حتى العلم يمنعوننا منه، يقفون فى طريق مستقبلنا، ولا يريدون لنا أى خير أو توفيق، لا يريدون لنا إلا السقوط فى بئر الإحباط والاكتئاب، يغلقون كل أبواب الأمل، حتى إن أردت أن تتركهم فى ظلمهم وترحل لتفيد نفسك أولا لا يسمحون لك.
وها هو اليوم الحادى عشر منذ منعى من السفر من دون استدعائى للتحقيق ومن دون رد على الطلبات المقدمة منى لقاضى التحقيقات للتحقيق معى ومن دون الرد على خطابى الذى نشرته للنائب العام، فماذا يريدون منا إذًا لكى يتم التحقيق معنا؟ وكيف ينتهى مسلسل التعطيل والمماطلة الذى ضرب فى مقتل بحقوقنا القانونية والدستورية، واستغلال سيئ للسلطة الغرض منه فقط منعنا التعسفى من السفر والدراسة وإهدار حقوقنا كمواطنين مصريين؟
الغل والانتقام والظلم والافتراء وانتهاك القانون والدستور هو عنوان مرحلة دولة الظلم الحالية.
فلا عدل على الأرض، العدل فقط فى السماء عندما لا يستطيع أحد فى الآخرة أن يقول لله الواحد الأحد «هذه التهم أنكرها جميعاً».
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة