الطريق البائس.. الإسماعيلية/بور سعيد!

إذا كنت من أصحاب الحظ السيئ، فحتمًا ستمر ليلا فى طريق الموت.. ألا وهو الإسماعيلية/بورسعيد، فطوال مائة كيلومتر تقريبا لا يوجد عمود نور واحد، وهكذا ستجد نفسك تخترق ظلمة على ظلمة، لتخرج من عتمة لتسقط فى عتمة، وليس لك سوى الدعاء بأن تخرج سالمًا من هذا الظلام الكثيف.لا أعرف كم اللعنات التى تنصب على مبارك وعصابته كلما اضطر أحد إلى المرور فى هذا الطريق البائس، لأن حياة الإنسان تصبح رخيصة للغاية خلال تسعين دقيقة، وفى كل ثانية يحلم المرء أن ينشق الظلام المهيمن عن إضاءة تكشف خبايا الطريق وأسراره، وهو ما لا يحدث أبدًا.
لقد مرت أمس ذكرى ثورة 25 يناير عندما خرج ملايين المصريين مطالبين برحيل مبارك، ثم جاء زمن آخر عندما دارت الأيام دورة معاكسة بسرعة مدهشة لنجد من يدافع عن مبارك، ثم نراه هو وزمرته خارج السجون!
إن طريقا طوله 100 كيلومتر بلا قنديل واحد أكبر إدانة لعصر مبارك البغيض لأنه يضحى بالبشر بكل بساطة ويقدمهم قرابين لإله الظلام، وليت المسئولين يخبروننا عن عدد الذين قضوا نحبهم فى هذا الطريق المرعب، المثير للغيظ أن هناك من يدافع عن مبارك حتى الآن، وأن السيدة زوجته تكلمت أخيرًا معلنة أنها كانت واثقة فى براءته هو وابناه، وهو كلام يندرج تحت بند الكوميديا السوداء، لكن إذا كنا لم نفلح فى محاكمة مبارك محاكمة سياسية واجتماعية على الخراب الذى ألم بالبلد فى زمنه التعيس وهو خراب ممتد فى كل شىء، فيكفى أن يمر أى أحد ليلا بطريق الإسماعيلية/بورسعيد ليرى الجريمة التى ارتكبها نظام مبارك فى حقنا، أنت تعرف أن مصر تحتل المرتبة الأولى فى عدد الضحايا الذين يموتون فى حوادث الطرق، الأمر الذى ينبغى أن يجعل الحكومة تعمل فورًا على إصلاح الطرق المعطوبة وإنارتها بطريقة تناسب المعايير الدولية المتفق عليها، لأن طرقنا فى مجملها شديدة البؤس لا تصلح لسير المواشى وليس الأتوبيسات والسيارات والبشر.نصيحة.. لا تسافر ليلا عن طريق الإسماعيلية/بورسعيد!