رحم الله شيماء الصباغ، شهيدة الذكرى الرابعة لثورة يناير، مشهد استشهادها مؤلم، وقاس، كانت تحمل باقة ورود للاحتفال فى ميدان التحرير، فإذا بباقة من الخرطوش تنفجر فى جسدها لتفارق الحياه، لم تخرب، لم تعطل الطريق، لم تحمل مولوتوفا لم، ولم، ولم.
لأن استشهادها جاء فى وقت صعب، لذا فتعامل الجميع معها بألوان مختلفة، منهم من تاجر بدمائها فى المزايدة السياسية ومنهم من استغلها فى الحشد الإخوانى فى الشوارع والمحافظات ومنهم من يستغلها للتسويق بأن النظام الحالى يرتكب جرائم بشعة بحق المواطن المصرى ويسعى لتصفية كل معارض.
لست مع كل هذا، وأرفض كل هذا، أنا فقط مع حق شيماء الصباغ، مع الكشف عن القاتل سواء كان مندسا فعلا أو فردا من أفراد الشرطة، أنا مع أى سبيل يشفى غليل أسرة شيماء وكل مصرى شاهد فيديو مقتلها وهى تتلقى الخرطوش.
أنا مع التحليل المنطقى للواقعة ورصد الأخطاء التى وقعت فيها الداخلية كى لا يتكرر الأمر، وكى لا تتحول ثقتنا فى رجال الشرطة إلى شك، ولكى لا تعود نظرتنا القديمة فى رجال الشرطة إلى ما قبل 25 يناير، لأن حفاظى على أداء سليم للداخلية هو حفاظ على استقرار وأمن البلاد.
1 - الداخلية أخطأت فى التعامل مع الواقعة، وأخص تحديدا التشكيل الذى تعامل على أرض الواقع مع الوقفة السلمية التى نظمتها شيماء وزملاؤها، لأن الداخلية لجأت للفض سريعا فى وقت لا يتجاوز 3 دقائق من بداية الوقفة ودون اللجوء لأى محاولة أخرى للفض مثل التنبيه بميكروفون أو خراطيم مياه، أو طلقات تحذيرية أو حتى تفاوض شفوى بين أى قيادة أمنية ومنظمى الوقفة.
2 - الداخلية تسرعت فى المعالجة الإعلامية للواقعة، وأصدرت بيانا خاليا من أى معلومات وبدون البدء فى أى تحقيق رسمى، حيث افترضت وجود مندس بين صفوف الشرطة، وهو من أطلق النار، وهو ما يلزمها تقديمه للمحاكمة حماية لها وحفاظا على حق الشهيدة.
3 - أسهب قيادات وزارة الداخلية فى التصريحات الإعلامية من دون ذكر أى معلومات جديدة، ووصل الأمر إلى أن قيادة كبيرة بالداخلية قال فى التليفزيون: «الوطن خسر شيماء الصباغ، خسارة كبرى»، وإذا كان ذلك حقا، فلماذا لم يتركوها تدخل ميدان التحرير وفضوا المظاهرة سريعا سريعا.
4 - نحن فى وقت صعب، حقيقة، كل مواطن حريص على الوطن، يقف بجوار رجال الشرطة ويدعمها فى مواجهة الإرهاب، ولكن فى الوقت ذاته يبقى على الشرطة وقياداتها تحمل المسؤولية الكاملة تجاه كل حدث يرتبط بها قد يتسبب فى قلق بالبلاد.
5 - لنا حق على الداخلية فى احترام المواطن المصرى وحرمة دمه وإعلان من قتل شيماء الصباغ، مندسا كان أو من صفوفها.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة