فوز اليسار المتشدد بالانتخابات فى اليونان يحيى المخاوف الأوروبية.. كاميرون: حزب سيريزا يزيد الغموض الاقتصادى فى أوروبا.. وسياسى ألمانى يهدد: على اليونانيين تحمل عواقب اختيارهم

الإثنين، 26 يناير 2015 05:46 م
فوز اليسار المتشدد بالانتخابات فى اليونان يحيى المخاوف الأوروبية.. كاميرون: حزب سيريزا يزيد الغموض الاقتصادى فى أوروبا.. وسياسى ألمانى يهدد: على اليونانيين تحمل عواقب اختيارهم انتخابات- أرشيفية
كتبت إنجى مجدى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
تحققت مخاوف دول الاتحاد الأوروبى بفوز اليسار فى الانتخابات التشريعية فى اليونان، الأحد، الأمر الذى دفع المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل للتلويح قبل أشهر قليلة باحتمال خروج آثنيا من منطقة اليورو إذا تحقق ذلك بسبب وعود الحزب اليسارى المتشدد للناخبين بتقليص إجراءات التقشف.

وبينما هنأ مارتن شولز، رئيس البرلمان الأوروبى، ألكسيس تسيبراس، زعيم حزب "سيريزا" اليسارى، وأكد عليه أن اليونان يجب ألا تتوقع تنازلات مالية كبيرة من الدائنين، وبحسب صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية، فإن رئيس الوزراء البريطانى ديفيد كاميرون كان أكثر صراحة حيث كتب على حسابه بموقع توتير قائلا "الانتخابات اليونانية سوف نزيد حالة الغموض الاقتصادى فى أوروبا".

وفاز حزب سيريزا بنسبة 36.3% من الأصوات و149 مقعدا فى البرلمان اليونانى، وهو لا يوافى النسبة المطلوبة لتأمين الأغلبية المطلقة إذ كان بحاجة للسيطرة على 151 مقعدا، لذا سيضطر إلى تشكيل ائتلاف حاكم.

وأعلن رئيس الحزب اليسارى أمام الآلاف من أنصاره الذين تجمعوا فى باحة جامعة أثينا "إنها إشارة مهمة لأوروبا التى تتغير، حكم الشعب اليونانى يعنى نهاية الترويكا"، وهى الهيئة التى تشرف على الاقتصاد اليونانى بقيادة الاتحاد الأوروبى والبنك المركزى الأوروبى وصندوق النقد الدولى، التى تعهدت منذ 2010 بتقديم قروض بحوالى 240 مليار يورو مقابل سياسة تقشف قاسية.

وقال الزعيم اليسارى، ذو الـ40 عاما، فى وقت متأخر الأحد عقب ظهور نتائج الانتخابات، أن عهد التقشف انتهى، واعدا بإحياء الاقتصاد.

وأضاف أن حكومته لن تسمح لدائنى اليونان بخنق البلاد، وأشار أمام حشد من الصحفيين إلى أن الديمقراطية ستعود إلى أثنيا، فالرسالة أن مستقبلنا المشترك فى أوروبا ليس مستقبل التقشف".

وكانت صحيفة دير شبيجل الألمانية قد نقلت، آواخر عام 2014، عن مصادر قريبة من الحكومة الألمانية أن المستشارة أنجيلا ميركل تعتبر أن لا مفر من خروج اليونان من منطقة اليورو إذا ترأس زعيم المعارضة ألكسيس تسيبراس، رئيس حزب سيريزا اليسارى، الحكومة بعد الانتخابات التشريعية، وتخليه عن مسار التقشف فى الموازنة، وأحجم عن سداد ديون البلاد.

وبالفعل كان رد برلين على نتائج الانتخابات سريعا جدا، إذ سرعان ما حذرت اليونان حيال التخلى عن مسار الإصلاح الاقتصادى، وقال هانز بيتر فريدريتش، العضو البارز فى الكتلة المحافظة التى تنتمى لها ميركل: "إن الشعب اليونانى من حقه انتخاب ما يريده، ونحن لدينا الحق فى ألا نمول الدين اليونانى بعد".

وأضاف فريدريتش، فى تصريحات لصحيفة بيلد الألمانية، الاثنين: "اليونانيون عليهم الآن أن يتحملوا العواقب وألا يورطوا دافعى الضرائب الألمان معهم".

وتقول صحيفة "الديلى تليجراف" البريطانية أن فوز اليسار فى انتخابات اليونان يضع منطقة اليورو فى مهب طريق محفوف بالمخاطر، كما أنها قد تحول المسار السياسى فى أوروبا بالكامل.

وأوضحت أنه فى الوقت الذى يحتفل أنصار الحزب ومؤيدوه بهذا الفوز الساحق فى أثينا بدأ صداع المخاوف من عواقب ذلك الفوز فى التسرب إلى بلجيكا وستراسبورج فى إشارة إلى مقرات الاتحاد الأوروبى والبرلمان الأوروبى والعديد من المؤسسات التابعة للمفوضية الأوروبية.

وتشير إلى أن التصريحات التى أدلى بها تسيبراس بشأن التفاوض على الديون وإغلاق دائرة التقشف، أذكت المخاوف الأوروبية، فمن ناحية ستمثل عامل ضغط شديد لتخفيف الضغط الأوروبى على اليونان ماليا وسياسيا وهو ما سيدفع ثمنه الدائنون سواء كان صندوق النقد الدولى أو الاتحاد الأوروبى.

أما موضع الخطورة الآخر، وفقا للصحيفة، فإنه يتمثل فى أنه حال تعنت الطرف الدولى بشأن خطط التقشف والإنقاذ المالى وتمسك اليونان بخطة الحكومة المرتقبة الجديدة فإن ذلك يهدد بانسحاب اليونان من الاتحاد الأوروبى والتملص من ديونها واستعادة عملتها حتى وإن انخفضت قيمتها وهو النموذج الذى قد ترغب عدة دول مثل إسبانيا وإيطاليا فى اتباعه فيما بعد مما يهدد بتفكيك الاتحاد الأوروبى بشكل كامل.

وعلى الرغم من أن تسيبراس أكد أنه يود بقاء اليونان فى منطقة اليورو، لكنه تعهد، فى وقت سابق، بالامتناع عن دفع أجزاء من ديون اليونان ودحر إجراءات التقشف المطلوبة من قبل الدائنين الدوليين للبلاد مع إعادة التفاوض بشأن الصفقات التى قطعتها اليونان معهم والتى حصلت بموجبها على المليارات من المساعدات.

ومثل هذه التعهدات ربما تكلف دائنى اليونان ودافعى الضرائب الأوروبيين، عشرات المليارات من الدولارات، خاصة إذا ما ازدادت الأسواق المالية توترا بفعل حالة عدم اليقين، وهذه الاحتمالات تثير تساؤلا رئيسيا للقادة الأوروبيين بشأن التكلفة التى يمكن أن يتحملونها من أجل بقاء اليونان فى منطقة اليورو؟.








مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة