إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم – صدق الله العظيم، وبلاط صاحبة الجلالة ملىء بالأمراض والجرائم التى تلطخ الثوب البهى للصحافة المصرية وتحتاج منا جميعا نحن حاملى لواء المهنة أن ننتفض لكرامتنا وأن نطهر صفوفنا من الدخلاء، وأن نبعد تجار الشنطة والمهربين والنشالين من بين صفوف الجماعة الصحفية لأنهم يسيئون لنا جميعا ويحطون من قدر الصحفى المصرى، ويكفى أن تسأل صحفيا محترما هل تقبل أن يكون ياسر بركات رئيسا لتحرير الصحيفة التى تعمل بها ؟ أو هل تقبل بالعمل فى جريدة الموجز التى تتكرر فيها كلمة الفضائح أكثر من أى كلمة أخرى؟
نعم نريد تطهير صفوف الصحفيين من أصحاب السبوبات ومندوبى الإعلانات الذين لا يعرفون للمهنة قواعد ولا أخلاق ولا شرفا ، ولا يسمعون عن نقابة الصحفيين إلا باعتبارها بوابة يزايدون بها على الراغبين فى الالتحاق بالعمل الصحفى أو يحتمون بها بالباطل بعد أن يرتكبوا جرائمهم التى لا يقبل أى صحفى أن يحاسب عليها، فلا يمكن لصحفى يحترم مهنته أن يقبل بالحيل التى تحول جريدة إلى مطواة قرن غزال فى جنب رجل الأعمال ورئيس تحريرها يخيره: هتدفع هنمجدك.. هتعصلج هتتشتم وهننشر كل يوم صورك مرتبطا بكلمة فضيحة .
هذه الصحف الصفراء لا تقدم منتجا صحفيا ولا يقبل الجمهور على شرائها وليس لها قراء يتابعونها، لكن المتاجرين بها وأصحاب السبوبة يريدون لها الاستمرار بأى صورة، لأنها تجارة يتكسبون من ورائها تماما مثل بيع المخدرات فى الشوارع والبلطجة وفرض الإتاوات، ولذلك يلجأون إلى ابتزاز رجال الأعمال خصوصا المشاهير منهم الذين يتمتعون بحضور إعلامى واجتماعى قوى بطلب إعلانات بالإكراه ويا ويله من كذبهم وبشاعتهم لو قال لا .
أصحاب سبوبة الصحافة الصفراء ، من عينة "الموجز" ينشرون صبيانهم فى الفنادق الفخمة وفى الأفراح الشهيرة وشتى المناسبات الاجتماعية التى هى مناسبات كما يقول أولاد البلد " واجب نؤديه " ، ويلتقطون الصور للمشاهير الحاضرين ، فنانين ، سياسيين ورجال الأعمال ، فتكون الشائعات والخوض فى الأعراض من نصيب الفنانين والسياسيين ، أما الصيد الثمين من وجهة نظرهم المنحرفة فهم رجال الأعمال ، فإذا التقط صورة مع العريس وعروسه وكان فى الفرح راقصة ، تقوم الدنيا ولا تقعد ، وتقرأ عناوين من قبيل" امسك .. رجل الأعمال فلان الفلانى يغازل الراقصة فلانة" ، وإذا صافح رجل الأعمال الفلانى ضيفة مشهورة ، يمكن أن تقرأ عنوانا من عينة " أسرار لقاء رجل الأعمال الفلانى والسيدة المجهولة" أو المعلومة إذا كان لها حضور اجتماعى.
وهكذا تواصل الموجز وأخواتها التربع على عرش صحف الفضائح الكاذبة ، فليس مهما ولا مطلوبا مع ياسر بركات أن تسعى للخبر أو أن تتعب نفسك فى قصة صحفية بحثا عن الحقيقة ، فما جدوى الحقيقة فى نظره ؟ وماذا يساوى ميثاق الشرف الصحفى عنده؟ لو سألته سيرد عليك متفاخرا : " بله واشرب ميته" ، أنا أدرى بشئون السبوبة ، أعرف إزاى أكسب من الورق ومن الحبر ومن المطابع ومن الأراضى ، مش مهم مرفوع عليا كام قضية ، مش مهم صدر بحقى كام حكم ، المهم إنى بعرف أطلع الآلاف من جيوب رجال الأعمال والمشاهير اللى مش عايزين شوشرة على الفاضى.
أمثال السبوبات الصفراوية من عينة " الموجز " يراهن أصحابها على أن القارئ المصرى لا يقرأ التفاصيل ، ويكتفى بالعناوين الساخنة ، ويراهن أيضا على أن كثيرا من المشاهير ورجال الأعمال يفضلون إسكات الجشعين المحسوبين على المهنة بقليل من النقود على أن ترد أسماؤهم بالباطل فى حكايات مختلقة وفضائح لا أساس لها ، لأن الخبر السيئ يبقى بذاكرة الناس، وينسون ألف تكذيب له . السؤال الآن : هل تظل نقابة الصحفيين صامتة أمام مثل هذه التجاوزات؟ ومتى يتم تفعيل ميثاق الشرف الصحفى؟
موضوعات متعلقة
رواد صحافة الشهرة على جثة الوطن..ياسر بركات و"موجزه" يهرولون خلف الترافيك باختلاق أكاذيب والخوض فى الأعراض.. يشوه خطط الرئيس للتنمية بنشر شائعات إلغاء زيادة أسعار الوقود وتعاقد التليفزيون مع باسم يوسف
غرائب وطرائف الصحافة الصفراء..الصحيفة مطواة قرن غزال فى جنب رجل الأعمال وعليه الاختيار بين أمرين الشتائم والشائعات أو الدفع؟ وفور أن يدفع يتم تمجيده فى اليوم التالى دون خجل.. عادى بتحصل فى "الموجز"
الثلاثاء، 27 يناير 2015 08:10 م
ياسر بركات
كتب محمد أشرف
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة