قبل ثورة يناير كانت كلمة الخرطوش مرتبطة فى الأذهان ببندقية الرش لاصطياد العصافير، ثم تصدرت المشهد بجدارة وبقذارة منذ 25 يناير وأصبح السلاح الشعبى فى متناول اليد للقيام بأى عمل إرهابى، فلم يخل أى حدث من الأحداث الدموية بدءا من ماسبيرو ومحمد محمود «1و2» ومجلس الوزراء والعباسية والاتحادية وأحداث ما بعد ثورة 30 يونيو وقتلى كل مظاهرات الإخوان وأخيرا مقتل مينا وسندس وشيماء من استخدام الخرطوش كأداة للقتل، هذا غير ربما آلاف المصابين فى أنحاء متفرقة من الجسد.. الاستخدام الرئيسى لسلاح الخرطوش هو الترويع والشغب والبلطجة و إصابة أكبر عدد ممكن من الأشخاص فى وقت قصير، حيث يستطيع أن يصيب «-30 40» شخصا عند إطلاق رصاصة واحدة على تجمع أو مشاجرة، وليس الهدف الرئيسى من استخدامه هو القتل إلا إذا كانت الطلقة موجهة لأقل من «5-8» أمتار تبعا لقوة الدفع وحجم البلية «تسمى الحلبية».
وإن كان الخرطوش قد تسبب فى مقتل الكثير منذ يناير 2011 إلا أنه فى كثير من الحالات كان انتقائيا ويمتلك قدرا من الذكاء السياسى فى استهداف شخصيات بعينها وفى توقيتات معينة.أحداث مجلس الوزراء مثلا كانت المواجهة بين المعتصمين وقوات الجيش فكان مقتل الشهيد عماد عفت رجل أزهرى له مكانته، فكان المشهد كأن الجيش يقتل رجلا يمثل الأزهر والدين الإسلامى، ثم إشعال الأحداث فى الجامعات فى توقيتات بعينها كان اصطياد طلاب فى وسط الهرج والتدافع، ويبدو أن هناك معيارا آخر للقتل وهو الناشطون المعروفون على الشبكات الاجتماعية ولهم صفحات مؤثرة مثل كريستى وجيكا وأخيرا شيماء.
فى يومين متتاليين فى أحداث ما قبل 25 يناير 2015 بدا التحضير للمشهد، الإخوان بعد فشل ذريع فى 28 نوفمبر لم يتبق لهم إلا 25 يناير 2015 لعمل أقصى ما عندهم فرقصوا رقصة الموت! سندس فتاة إخوانية قتلت بخرطوش فى مظاهرة بالإسكندرية ثم شيماء قتلت فى طلعت حرب فى اليوم التالى، فتاة إخوانية محجبة ثم فتاة غير محجبة وتنتمى لتيار سياسى اشتراكى مختلف تماما والاثنتان من الفتيات! يا للمصادفة.. ثم بدأت القصة تاجر بها الإخوان ونشطاؤهم خارجيا وداخليا، وخارجيا قبل داخليا؟!! فتاتان فى عمر الشباب لا يجمعهما توجه سياسى واحد بل على العكس الحزب الاشتراكى الذى تنتمى له شيماء هو حزب كاره للإخوان وضد الفاشية الدينية ومن الحركات المشاركة فى ثورة 30 يونيو ضدهم! وهذه هى الرسالة: أن النظام يقمع المعارضة بكل أطيافها من اليمين إلى اليسار، فبعد أن فقد الإخوان كثيرا حتى خارجيا كان لابد من لقطة غير إخوانية فى الصورة، فكانت المسكينة شيماء! أى شخص يحاول أن يتحرى الحقيقة المجردة يضع كل الاحتمالات مفتوحة! طبعا الإخوان وشلة نشطائهم لا يعنيهم الحقيقة من قريب أو بعيد لكن إسقاط الداخلية هو الهدف الأول منذ ثورة 25 يناير إلى الآن! لو بمنطق المصلحة السياسية لا شك تصب فى جماعة الإخوان وعيالهم لتسخين المشهد قبل يوم 25 يناير، ولكن حتى هذه اللحظة لا أستطيع أنا أو غيرى ممن يبحث عن الحقيقة المجردة أن يجزم من القاتل.. طبعًا معلوم أن الخرطوش على مسافة أكثر من 8 أمتار بيفرش ولابد أن يصيب أكثر من شخص ولم تحدث أى إصابة لآخرين رغم وجود الكثير من المتظاهرين بجوار شيماء كما هو واضح فى كل الصور، وبالتالى الإصابة لابد أن تكون من مسافة قصيرة جدا، عموما نحن فى انتظار التحقيقات.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة