سياسيون ومثقفون يمنيون يشخصون أسباب الأزمة: على عبد الله صالح المسئول الأول.. منى صفوان: المقاومة الشعبية هى الحل.. على المقرى: الحوثيون امتداد لحراك الخمسينيات.. بشرى المقطرى: الانزلاق للتقسيم "وارد"

الأربعاء، 28 يناير 2015 11:17 ص
سياسيون ومثقفون يمنيون يشخصون أسباب الأزمة: على عبد الله صالح المسئول الأول.. منى صفوان: المقاومة الشعبية هى الحل.. على المقرى: الحوثيون امتداد لحراك الخمسينيات.. بشرى المقطرى: الانزلاق للتقسيم "وارد" الحرب فى اليمن
كتب مدحت صفوت

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
يمر اليمن بظرف استثنائى فى تاريخه المعاصر، عقب سيطرة جماعة الحوثيين على مقاليد الأوضاع فى العاصمة صنعاء، فيما تشهد البلاد حراكًا شبابيًا ومدنيًا رافضًا للاحتراب الأهلى، متمسكًا بوحدة البلاد ومستعيدًا أحداث «ساحة التحرير»2011.

واتفق عدد من السياسيين والمثقفين اليمنيين على أن الأزمة الراهنة ليست وليدة اللحظة، مشيرين من قريب إلى دور الرئيس السابق على عبد الله صالح، ومدى استفادته من الحراك الحوثى، محذرين من دور جماعة الإخوان التى سعت فصل بقية أقاليم الجمهورية اليمنية وتأجيج الصراع الأهلى.

الإعلامية والصحفية منى صفوان قالت: الأزمة الحالية بدأت بسلسة تحركات، يمكن وصفها تحركات إزاحة الخصوم، بإزاحة القوة القبيلة والعسكرية والسياسة التى يستند عليها الإخوان فى اليمن، ترجم نفسه بحروب قبيلة فى محافظات عدّة منذ أشهر، بين الحوثيين وقبائل تدين بالولاء لقبيلة حاشد "الحاضن القبلى للجماعة"، وبعد أن فرض الحوثيون سيطرتهم على هذه المناطق وهى "شمالية" متاخمة لصنعاء دخلوا العاصمة سبتمبر الماضى، بالتعاون مع على عبد الله صالح والقبائل الصغيرة التى تدين له بالولاء وبعض القادة العسكريين.

وتضيف مقدمة برنامج "خارج القيد" على قناة الميادين، بعد ذلك بدأ التحرك لرأس الدولة بفرض الحكومة التى يريدونها بعد استقالة حكومة الإخوان أو إقالتها وهرب معظم قادة الإخوان إلى تركيا كالشيخ حميد الأحمر وتوكل كرمان، وأقبضوا سيطرتهم على صنعاء، وشكلت حكومة تحت إشرافهم لا تمثلهم لكنها ليست إخوانية فى الوقت ذاته. واصفة التحرك بـ«مستهدف الرئيس منصور هادى شخصيًا، مع ضعف شخصيته وتواطئه مع الحوثى، لكنه كان يعمل على تقوية نفسه فى الجنوب، ويعمل على فصل «صعدة»- مركز الحوثيين- لذلك تخلصوا منه» على حدّ قولها.

وشددت «صفوان» على أن صنعاء حاليًا مدينة «محتلة» وتحل المقاومة الشعبية ضد الاختلال الحوثى «شرعية»، مشيرة إلى مخطط الإخوان بفصل الأقاليم عن العاصمة وتحويلها لمركز احتراب بين القاعدة والحوثيين. مطالبة بعدم الاصطفاف وراء أى طرف.

وبالنسبة للمسئول عن الأزمة قالت صفوان «على عبد الله صالح، الذى صعّد الإخوان إلى الحكم، وسمح بتفريخ القاعدة وحارب الحوثيين، ثم جعلهم قوة عسكرية، وحارب الجنوب وجعله يطالب بالانفصال». وبالنسبة للروائى على المقرى فالرئيس المخلوع جزء من الأزمة، التى بطبيعتها نتاج لتراكم النظام الاستبدادى السابق، ففى الوقت الذى تريد فيه كلّ الأطراف أن تعبِّر عن وجودها وتستعيد ما حرمت منه خلال العقود السابقة هناك أيضاً من يسعى من النظام السابق إلى استعادة مكانته فى السلطة، مشيرا إلى أهمية تجاوز الأساليب القديمة فى الاستحواذ على السلطة من منطلق القوة والأيديولوجية الواحدة، فلابد من مشاركة لجميع القوى السياسية والاجتماعية وترسيخ مبدأ تبادل السلطة بأسلوب ديمقراطى سلمي.

وبيّن مؤلف رواية «اليهودى الحالي» أن الحوثيين عانوا من ويلات حروب ستة ومن تنكيل متعمد وإقصاء كحال الجنوبيين، وهم يستعيدون حالياً آلية الثورات الانقلابية العربية، التى صعدت للسلطة فى خمسينات وستينيات القرن الماضى واعتبرت أحزابها هى الأحزاب الشرعية الوحيدة المعبّرة عن مصالح الشعوب وبالتالى يحق لها وحدها احتكار السلطة والمال والرأي، على حد رأيه. وتابع «لهذا من المهم أن تستوعب الحركات السياسية أن من غير الممكن إعادة التجارب الفاشلة فى القرن الماضى، وفى المقابل من المهم إقرار الدستور وإجراء انتخابات رئاسية ونيابية مبكرة لتجاوز الفراغ السياسى الانتقالى».

وفى رأى «المقرى» هناك فارق بين التقسيم وبين النظام الفيدرالي، فالنظام الفيدرالى يبدو له صار مطلوبًا لمعالجة النظام الاستبدادى المركزى الذى كان يستحوذ على كل مقدرات الدولة، إضافة إلى احتكاره للسلطة السياسية وقمعه حرّية الرأى. وما يبدو له – أيضًا- أن السلطة المركزية المهيمنة هى السبب فى أى تقسيم «حتميًا»، كما أنها هى التى تسبب فى إيجاد النزعات الانفصالية والاستقلالية. متوقعًا «بوجود مغامرين لم يتعلموا من دروس التاريخ ولا من الأحوال العربية المحيطة تصير كل الاحتمالات واردة». معولًا على دور المثقف «المحارب» فـ«لا يوجد لمثقف يقرأ ما يحدث من مسافة تبتعد عن التكتلات الجهوية المناطقية والطائفية سوى ما ندر».

واختلف الكاتب أحمد العرامى فى دور المثقف مع ما سبق أن اوضحه «المقرى»، فـ«المثقف دوره خافت وصوته لم يعد مسموعًا، وفى أضعف حالاته عمداً من قبل السياسى، كما أن صوت السياسى نفسه لم يعد مسموعاً، ما يعنى أن المكونات السياسية والأحزاب المدنية فى اليمن باتت أقل فاعليةً من أى وقت مضى، حالة من اللافعل هى السمة الغالبة على المشهد اليمنى، والقوة هى سلطة الأمر الواقع، وهى الفاعلة، ومع ذلك أيضاً فثمة رؤى من قبل مثقفين ومدنيين تتبلور وتتشكل فى الأفق الآن، لتغدو رؤية واضحة وذات جوهر وطنى محض.

وحمّل «العرامي» كافة الأطراف السياسية باليمن عن حالة الميوعة التى خلقتها أو كانت جزءاً منها فى العملية السياسية برمتها، من بينها ترحيل كثير من الإشكاليات وأخرت الحسم فى خروج البلد من المأزق الذى تركته متغيرات 2011، كما يتحمل جزءا من ذلك الرئيس منصور هادى وإدارته التى كانت عاملاً أساسياً فى هذه الميوعة.

وتابع: «كل شىء غامض ليس على المواطن اليمنى، ولا على المراقب السياسى، وحسب، ولكن حتى على النخبة السياسية ذاتها، بلاد بلا رئيس بلا حكومة، وجماعة مسلحة قوضت الدولة، وليس بإمكانها سوى إنتاج سلطات العصور الوسطى، حيث الدولة هى جنود وجباية، لهذا تترجم جماعة الحوثى سيطرتها على البلاد على هذا النحو: تتسلم الأمن، وجباية الضرائب والإيرادات، فيما عدا ذلك فإنها تبقى على كل شىء مكانه، بما فى ذلك الأشخاص المسؤولين، لكن تحاول أن تملى عليه، ومن لا يستجيب لإملاءاتها تسعى نحو تغييره بالقوة. بشخص آخر، يصغى إلى املاءاتها».

وتذهب الروائية والناشطة بشرى المقطرى إلى أن سبيل الخروج من الوضع الكارثى، هو تخليق مشروع وطنى جامع يحقق مصالح جميع اليمينين ويحترم حقوقهم فى مواطنة متساوية، وتكريس خطاب السلم ورفض التحريض الطائفى والمناطى ويجافظ على الهوية الوطنية اليمنية، ولابد أن تتعاضد القوى السياسية والمدنية ومنظمات المجتمع المدنى فى تشكيل قوى مدنية تحقق أيضًا توازنًا سياسيًا على الأرض .

وتضيف مؤلفة «خلف الشمس» أن الصورة العامة لدور المثقف اليمنى كان سلبيًا طيلة السنوات الأخيرة، بل كان جزء من السلطة القهرية فى اليمن، فكان إما متواطئاً بالصمت على انتهاكات وممارسات السلطة أو محرضًا ضد القوى السياسية التى قامت بالثورة، وربما يلخص موقف المثقف اليمنى من كل الأحداث السياسية، هو موقف اتحاد الأدباء والكتاب اليمنيين الذى شرعن لسلطة صالح ولم يتضامن مع الانتهاكات التى تعرض لها الأدباء فى فترة الثورة.كما تعرض المثقف للاستقطاب سياسى وطائفى وتحول إلى أداة للقمع وتبرير الانتهاكات.

ورجحت الحائزة على جائزة فرانسواز جيرو للدفاع عن الحقوق والحريات من باريس، انزلاق اليمن إلى مربع التقسيم والتفتيت، بخاصة بعد تصاعد موجات العنف والانفلات الأمنى، الأمر الذى أدى الى تصاعد دعوات انفصال المحافظات تحت مظلة الأقلمة، بالإضافة إلى الوضع المعقد فى جنوب اليمن ومطالبة بعض قوى الحراك الجنوبى بفك الارتباط عن الجمهورية اليمنية، وتوسع رقعة الصراع الطائفى فى أكثر من مدينة يمنية.



موضوعات متعلقة

رجل دين حوثى: الثورة اليمنية شعبية وليست طائفية

اليمن السعيد "حزين".. التمزق يضرب الدولة بإعلان سبأ وعدن وحضر موت انفصالها.. والمبعوث الأممى يفشل فى إقناع الرئيس بالتراجع عن الاستقالة.. والانقلابيون الحوثيون يُحاصرون القيادات ويعتقلون المتظاهرين











مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة