أكرم القصاص - علا الشافعي

أسماء مصطفى

شعب مصر والعالم

الأربعاء، 28 يناير 2015 08:11 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
إن الأيام الماضية وما شهده الشارع المصرى بكل ما فيه من الآلام ودماء والحرب الإلكترونية المشتعلة بين المصريين على صفحات التواصل الاجتماعى، وكيف أصبح كثيرون منا يقومون بدور القاضى والجلاد والسجان وتراشق العبارات والأخبار الواهية أحيانا والمضللة أيضا، مع كم تبادل الاتهامات من التخوين إلى العمالة، والتى اسمحوا لى من وجهة نظرى المتواضعة كانت أشد فتكا من المولوتوف وطلقات الخرطوش، لأنها كانت تقتل نفوس البشر وهم أحياء يرزقون قنابل موقوتة مليئة بالظلام واليأس والتنبؤ بالمجهول، وأصبح البعض أيضا لديه براعة فى تصدير طاقة سلبية شديدة السخونة كفيلة بأن تجعلك تكره المستقبل كله، بل والأكثر من ذلك أنها يمكنها أن ضعف إيمانك أن تدفعك إلى الانتحار من شدة اليأس من عدم الإصلاح.

إن الدولة التى بدأت تتمالك نفسها منذ ٦ أشهر فقط لم تحقق العدالة الاجتماعية والتى فى الأساس هى نظام اقتصادى اجتماعی يهدف إلى إزالة الفوارق الاقتصادية الكبيرة بين طبقات المجتمع، وهنا مربط الفرس كما يقال إذا لابد أن يكون لدينا نظام اقتصادى قوى ولدينا أيضاً زيادة فى معدلات النمو إذا لابد أيضا من الاستقرار أعلم أنى أتحدث عن مطالب قد تبدو بديهية.

وهذا ما جعلنى استرجع تجربة زيارتى للصين هذه الدولة، التى كانت عبارة عن بلد زراعى فقير يعانى من البطالة وفقر الموارد كيف خرج هذا الشعب العظيم من المأزق أنا غزو العالم بدون حروب ودخلوا بمنتجاتهم كل بيوت العالم تقريبا ومن أين بدأ الإصلاح وبدأت أسأل وأقرأ عن التجربة الصينية، فوجدت وهذا مسجل ومدون أن النهضة الاقتصادية بدأت فى الصين من الفرد من المواطن نفسه لقد وضع الشعب الصينى حلم وهو التقدم والعلم ومحاربة الفقر واجتمعوا على تحقيق هذا الحلم فبدأت المشروعات العملاقة، التى نراها الآن كانت فى الأساس أفكار لمشروعات فردية صغيرة قام بها المواطنون بحثوا ماذا يريدون فهم دولة فقيرة وليس لديهم القدرة على الاستيراد، وبالتالى لابد أن يقوموا بالإنتاج لتلبية احتياجاتهم فى الأساس وانطلقوا فى بناء المشروعات الصغيرة والمتناهية الصغر ونجد أيضا فى الوقت الحالى أن الاقتصاد الإنتاجى فى العصر الحاضر هو أحد الأعمدة الرئيسية للقوة الوطنية الصينية ومن حقق هذه القوة الحاكم ام الفرد ؟

وإذا نظرنا إلى اليابان وهذا التقدم الرهيب وتلك المعجزة اليابانية والتى جعلت الشعب اليابانى يبدأ من الصفر بل أقل من ذلك بعد كارثة الحرب العالمية الثانية، والتى ضربت المثل لكل دول العالم كيف تكون العزيمة والإصرار والقدرة على النجاح والمثابرة على بناء الدولة واستعادتها مرة أخرى أن الأزمة التى مر بها الشعب اليابانى جعلته يفجر كل طاقاته ودفعته إلى الانتصار على الجميع حتى على نفسه.

ودعونا الآن نترك دول شرق آسيا ونذهب سويا فى جولة إلى ألمانيا ومدى العراقة والتطور الرهيب فى شتى المجالات من فعل هذا، ومن أعاد ألمانيا بعد الحرب العالمية الثانية وانتحار هتلر ومدى العداء الذى أنصب على هذا الشعب من جراء أفعاله والذل والمهانة الذى تعرض له الأطفال والنساء من اغتصاب وقتل بوحشية.. نساء ألمانيا جمعوا أنفسهن بمبادرات فردية بهدف واحد بس هو تنظيف ألمانيا من دمار الحرب ورفع الأنقاض.. سيدات فى منتصف العمر هناك سيدة اسمها لويزا شرودر من الناجيات من القتل بعد الاغتصاب كانت أول واحدة نظمت النشاط فى برلين ومن بعده انتقلت هذه الروح الإيجابية لكل مدن ألمانيا.

كانت جنرال المعركة وتولت بنفسها جمع وتوزيع السلاح على النساء بدأوا بفأس لتكسير الحطام وجاروف حديدى ومقطف يحملون به حطام بلادهم فوق الرؤوس لتجميعه على هيئة جبال، ونجحوا فى إزالة الدمار وحققوا لما ربما يحجز عن رجال مفتولى العضلات أنه تاريخ طويل ومن الصعب اختزاله فى مجرد كلمات تحية تقدير وإعزاز لقوة المرأة.

ويؤكد جميع الخبراء أن التنمية المرتكزة على الأفراد هى أحد أقوى أساليب التنمية الدولية، والتى تعتمد على الذات مع التأكيد أيضاً أن تحقيق العدالة الاجتماعية هو الترجمة الصحيحة لكون الثورة عملا تقديما، وبالتالى لابد أن يحدث توافق بين المصلحة العامة للفرد والمصلحة العامة للمجتمع ومنع أى تعارض بينهما فلنعود معا إلى مصر وشعار الشعب فى ثورة يناير عيش حرية عدالة اجتماعية، وقد تناولنا مفهوم العدالة الاجتماعية فيما سبق وبإيجاز وكيف كان للفرد فى مجتمعات كثيرة دول كبير، وكان أيضاً بمثابة الشرارة الأولى لتفجير طاقة هائلة من التقدم والنجاح وتحقيق النمو لبلاده فى ظل غياب كامل لنظام أو مؤسسة وسط كل هذا الدمار.

إن العيش يحتاج إلى عدالة اجتماعية والحرية تحتاج إلى العدالة الاجتماعية إذا كيف ستتحقق تلك العدالة فى مصر فى ظل غياب مواردها، والتى هى فى الأساس تنبع من الفرد.

إن مصر تقدمت بخطوات جدية وثابتة نحو مشروعات ضخمة واستثمارات حقيقة تساعد على تحقيق العدالة المنشودة ولكننا فى ظل الظروف الراهنة وعدم تغليب مصلحة المجتمع على مصلحة الفرد وأيضا احترام مبدأ أن الحرية الشخصية تنتهى عند حرية الآخرين نساعد بشكل غير مباشر على إعاقة تحقيق التقدم، فمن المستثمر الذى سوف يذهب إلى دولة مهددة بعدم الاستقرار وأين العامل أو الموظف الذى سوف يذهب إلى عمله ملىء بطاقة إيجابية تدفعه نحو العمل بجدية فى ظل هذا الحراك وهذا الميدان، الذى أصبح بالنسبة لأصحاب الشركات المتواجدين فيه من المناطق المنكوبة بالنسبة لهم، وكم الموظفين الذين انضموا إلى قائمة البطالة والباحثين عن عمل، وسوف أعيدها ثانيا وتكررا حتى نعى أننا نحتاج أن نبدأ بالإصلاح من أنفسنا أولا، لقد ذكرت تلك التجارب السابقة لدول حتى نعى الدرس ونتعلم أن هناك دولا قامت من عدم وأن الحكومات والنظام لم يصنعوا التقدم وحدهم بل إيمان الشعب بدولته وسعيه للحفاظ عليها، وإذا كنا بالفعل نرغب فى إصلاح المؤسسات التى طالها الفساد فعلينا ألا نقوم بسياسة الاستنزاف والإنهاك وإعطاء فرصة حقيقة للإصلاح ولا مانع من التوجيه وتسليط الضوء على الأخطاء.

إن شهداء الوطن الغالى من مدنيين وضباط وأفراد شرطة أو جيش لا يحتاجون منا إلى مسيرات أو تظاهرات لإحياء ذكراهم بشكل فردى وغير منظم وإنما يحتاجوا إلى صناعة مستقبل ودولة تحافظ على الأرواح والحقوق والحريات.. أن نبنى مستقبلا يؤمن حياة كريمة لأبنائهم وذويهم وأن نحافظ أيضاً على مشاعر الجميع ونفسية هذا الطفل ابن الضابط الذى فقد والده ووجد أن حوله أناس شامتين فى موته، يرشقونه ذلك الشهيد بأبشع التهم وذلك الطفل أيضاً الذى ماتت أمه أو أبوه ووجد البعض يتهمون أغلى ما عنده بالعمالة.

هؤلاء الأجيال القادمة المشتتة وأطفالنا الذين يشاهدون الشاشات مكسوة بالعنف والدم بدلا من تكون شاشات مليئة بالتنمية الإعلامية، اوقفوا هذا الصراع رجاءً.. اوقفوه إن كنا نريد عيش حرية عدالة اجتماعية.








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
التعليقات 1

عدد الردود 0

بواسطة:

Magdy afify

مصر

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة