هل فوجئت الحكومة بكثافة العمليات الإرهابية بالتزامن مع الذكرى الرابعة لثورة يناير المجيدة؟ هل ظنت أجهزة الأمن أنها قضت على الإرهاب نهائيًا؟ وبالتالى أربكتها نوبة ذهول من تناسل التفجيرات المخيفة من خط مياه الشرقية إلى اتحاد نقابات بورسعيد، مرورًا بنقطة شرطة أبوزعبل، وتفجير أبراج الكهرباء، فضلا عما حدث فى المطرية؟
إن الناس فى حالة حيرة بالغة.. ويتساءلون: (ألم يخبرونا أنهم قضوا على الإرهاب أو كادوا؟ فمن أين يأتى هؤلاء المجرمون الذين يهددون ويروعون ويفجرون؟ ألا توجد نهاية لهذه الخسة التى تمارسها جماعة الإخوان وأنصارها من تجار الدين؟ هل عشق السلطة يعمى الأبصار لدرجة تجعل تيارات التأسلم السياسى لا تتورع عن تدمير المعدات والأجهزة وقتل الناس بدعوى عودة الشرعية)، أما السؤال الأخطر الذى يتردد فى المقاهى والبيوت والمواصلات العامة: (هل هناك أمل فى أن يتوقف الإرهاب؟ ومتى؟).
الحق أن البذرة الفاسدة للعنف منزرعة فى عقل جماعة الإخوان وأنصارها، وأن قيادات الجماعة المسجونين أو الهاربين، أو قيادات المنظمات الإرهابية التى ترفع راية الإسلام بالباطل..كل هؤلاء يؤمنون بأن العنف هو حق شرعى «إسلامى» لما يعتقدون أنه صواب، ومن ثم لا أمل فى توبة هؤلاء أو تغيير أفكارهم المعطوبة، وإنما الأمل، كل الأمل، فى م نع انضمام جنود جدد من الصبيان والشباب إلى تلك الجماعات المقضى عليها بالإخفاق التام حتمًا، لأنها جماعات تخاصم العصر وتعادى الإنسان، لكن كيف يمكن لنا أن نحمى عقول شبابنا الصغير من التلوث الإخوانى؟
إنه العدل، ولا شىء سوى العدل، فإذا تمكنت الحكومة من تقديم ما يثبت أنها تنحاز نحو تحقيق العدل الاجتماعى، وتعمل على تعزيز هذا العدل، سيشعر المواطن - خاصة الشاب - أن هناك أملا فى مستقبل أكثر حرية وجمالا. ترى.. هل تتخذ الحكومة قرارات جادة لدحر ظاهرة الفساد المستشرى؟ هل تحاكم الذين نهبوا ودمروا وخربوا؟ هل تعمل بجدية على القضاء على الزحام المرعب والتكدس البشرى المخيف؟ هل تسيطر على ارتفاع الأسعار؟ هل تحمى الفقراء وقليلى الحيلة؟ عندما تفعل ذلك.. سيترنح الإرهاب ويتلاشى الإرهابيون.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة