دبى ما زالت قادرة على الإدهاش والإبهار، ما زال فى جعبة هذه الإمارة العربية الصغيرة، الساكنة على ضفاف الخليج العربى، الكثير من المفاجآت للعالم، أصبحت صانعة البهجة والسعادة للعالم العربى ونموذجا فى التحدى والقدرة على البناء والعمل والتطور والنمو لكثير من المدن بل الدول العربية، لا تسمع أحد فى نقاش عن الإصلاح والنمو إلا ويأتى ذكر دبى وأهمية الاقتداء بتجربتها، هناك فارق بين الرغبة والأمل والحلم وبين الإرادة والقدرة على تحقيقه، دبى اختارت الإرادة والقدرة فحققت ما أرادت أو بعضا مما تريده. أذكر أننى سألت الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس دولة الإمارات رئيس الوزراء حاكم دبى، بعد إعلانه عن مشاريع تنموية عملاقة مثل جزيرة النخلة والمدن الحرة الكثيرة ومطار دبى الجديد«إلى أين تسير دبى»؟ فكانت إجابته قاطعة: «لم نحقق سوى %5 من أحلامنا. مفاجأة الإجابة أصابت الحضور بالدهشة وتساؤلات عديدة وكثيرة ملأت عيون الحاضرين: «ماذا يريد هذا الرجل أن يفعل بنا وبدبى؟ إلى أين يمضى؟ أى نوع من القادة أصحاب المغامرات هذا الرجل؟».
محمد بن راشد أثبت أنه طراز فريد من القادة الذين لا يعرفون للمستحيل طريقا، ولا يرتضى سوى بقمم الجبال سكنا مثل الصقور التى يعشقها ويهواها، حتى فى ظل الأزمة المالية بعد أزمة العقارات الأمريكية لم يهتز، وكان المتفائل الوحيد بين رجاله، وعمل بالتعاون مع بعض أصحاب الخبرات على المرور من الأزمة بإجراءات تقشف لم يشعر بها المواطنون هناك، وكانت تصريحاته فى كل مناسبة وفى «عز الأزمة» تبعث على التفاؤل والأمل والثقة فى الذات على تجاوز المرحلة الصعبة، ونجحت دبى بالفعل فى عبور العاصفة التى كادت أن تعصف بها بأمان وسلام وعادت أقوى مما كانت، ونافست مدنا عريقة على استضافة المعرض الدولى «اكسبو 2020» وفازت بتنظيمه.
دبى تستحق السعادة - كما جاءت قائمة أعدتها مجلة «ناشونال جيوغرافيك»، إلى جانب مدن عالمية أخرى مثل بكوالالمبور، وجولد كوست الأسترالية، وأوكلاند فى نيوزيلندا، وسان سباستيان فى إسبانيا، فالمدينة بالنسبة لزائرها عالم من السحر والخيال والإدهاش، طرق راقية وخطوط مترو حديثة وفنادق مبهرة وأعلى برج فى العالم، وصروح عمرانية فخمة وشواطئ ساحرة، وخدمات صحية وتعليمية عالية المستوى.
الإمارة أصبحت مرادفا للفخامة والتطور والرقى فى سنوات قليلة، وتفوقت على كثير من المدن العريقة داخل وخارج منطقة الشرق الأوسط. ولم تشأ أن تغادر العام 2014 إلا بأضخم اختفال برأس السنة الجديدة ودخولها موسوعة جينيس.