عبد الرحمن طايع يكتب: معا نحب النبى كل يوم

السبت، 03 يناير 2015 06:07 م
عبد الرحمن طايع يكتب: معا نحب النبى كل يوم الروضة النبوية الشريفة التى يرقد بها صاحب المقام الرفيع محمد صلى الله عليه وسلم

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
فى الثانى عشر من شهر ربيع الأول من كل عام يحتفل العالم الإسلامى بذكرى مولد سيد الخلق أجمعين وخاتم المرسلين سيدنا محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم. حباً وتوقيراً لنبينا العظيم.

وسألت نفسى ولماذا لا نترجم هذا الحب الكبير لرسولنا الكريم صلوات الله وسلامه عليه كل يوم ووقت وحين دون أن يكون الاقتصار على الاحتفال بشهر ربيع الأول. وأعتقد أن ذلك من اليسر أن يحدث لنا إذا تدبرنا الآية القرآنية العظيمة الأخيرة بسورة الكهف "قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يُوحَى إِلَى أَنَّمَا إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ".

وكما يقول فضيلة الإمام الجليل المرحوم الدكتور عبد الحليم محمود شيخ الأزهر رحمات الله عليه فى كتابه تحت عنوان (الرسول صلى الله عليه وسلم) بأننا حينما نريد أن نكون صورة واضحة تامة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فإن الوحيد لذلك هو الإحاطة بالقرآن الكريم وعن طريق السيرة الصحيحة والأحاديث المعتمدة لنفهم عن الرسول صلوات الله وسلامه عليه كل يوم جديداً وهذا الفهم إنما هو تفسير وإيضاح لجوانب من القرآن الكريم لكون الحبيب صلى الله عليه وسلم قد امتزج بالقرآن روحاً وقلباً وجسماً وامتزج القرآن به عقيدةً وأخلاقاً وتشريعاً، فكان صلوات الله وسلامه عليه قرآناً يسير على الأرض وكان القرآن روحاً ينتقل وكان قلبا ينبض وكان لساناً ينطق بالهداية والإرشاد.

فالقرآن الكريم تحدث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فى كثير من سوره فيقول ربنا سبحانه وتعالى " يا أيها النبى إنا أرسلناك شاهدا ومبشرا ونذيرا وداعيا إلى الله بإذنه وسراجا منيرا "
ويقول سبحانه وتعالى: " مَنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ وَمَنْ تَوَلَّىٰ فَمَا أَرْسَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظًا " ويقول سبحانه " قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِى يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ"، ومن أجل ذلك أرشدنا وأمرنا سبحانه وتعالى أن يكون لنا الحبيب صلى الله عليه وسلم القدوة والأسوة الحسنة.

فقال سبحانه " لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِى رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا ". بل أمرنا سبحانه أن نأخذ ما آتانا وأن ننتهى عما نهانا عنه فقال سبحانه وتعالى " وَمَا آَتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ".

ذلك لأن الرسول صلى الله عليه وسلم لا ينطق عن الهوى ولا ينحرف عن الصراط المستقيم ولقد اقسم الله سبحانه وتعالى على ذلك فى قوله " وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَى* مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَى* وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى* إن هُوَ إِلاَ وَحْى يُوحَى" ولقد كان رسولنا الحبيب صلوات الله وسلامه عليه كما وصفته أم المؤمنين السيدة عائشة رضى الله عنها وعن والدها سيدنا أبى بكر وعلى سائر آل البيت والصحابة أجمعين فقال: "كان خلقه القرآن" وإن الإله الواحد العظيم ذكاه وقال فى حقه" وإنك لعلى خلق عظيم".
ولعلنا نعى رحمة ربنا بنا الذى جعل رسوله يستغفر لنا وبمكانته العظيمة يشاور المسلمين فى الأمر ويأمرهم بالشورى حتى قيام الساعة، فقال سبحانه وتعالى:
(فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظّاً غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِى الْأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ).
ونعود إلى كيفية التنفيذ لأوامر الحق سبحانه وتعالى ولنستجيب لكافة الأوامر التى أمرنا بها أرحم الراحمين ولنفعل ولنقول سمعنا وأطعنا غفرانك ربنا وإليك المصير. ذلك بألا نقف عند كلمة بشر ولا نحاول التركيز عليها بالآية العظيمة" إنما أنا بشرٌ مثلكم يوحى إلى "بل نتدبر ونفهم جيداً فيما يناسب ما ورد فى الآية الكريمة" يوحى إلى "ولا ننسى أن الحبيب صلوات الله وسلامه عليه لا ينطق عن الهوى وقد قال "لست كهيئتكم" والحق أمر (لا تجعلوا دعاء الرسول بينكم كدعاء بعضكم بعضا) لكون الحق سبحانه وتعالى قد بين للأمة الإسلامية أن رسول الله صلى الله عليه وسلم على صواب دائماً وأن أفعاله وأقواله صلى الله عليه وسلم تستقيم مع قول الوهاب الكريم "وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ" وقد شهد الله سبحانه وتعالى له بذلك حيث قال "وإنك لتهدى إلى صراط مستقيم صراط الله الذى له ما فى السماوات وما فى الأرض ألا إلى الله تصير الأمور".

وأخيراً نوصى أنفسنا جميعاً بأن نحب الحبيب" صلى الله عليه وسلم" بصدق وإخلاص ونطيعه ونصلى عليه كما أمر ربنا الكريم :(إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِى يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً). عسى أن نكون معه بالفردوس الأعلى بجنات الخلد ومن الناظرين إلى وجه الغفور الشكور.








مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة