أصابعه الصغيرة تعرف طريقها جيدا بين خيوط النول المشدودة أمامه، يستند إلى جواره كتاب الصف الرابع الابتدائى فى انتظار أوقات الراحة، بينما يشبّ بكامل جسده ليوصل الخيوط ويحول الرسم المستقر أمامه إلى سجادة نول تخرج من بين يديه وتسافر العالم كواحدة من قطع سجاد النول اليدوية التى لا يعرف أسرارها وأسرار فنها سوى مجموعة محدودة من العائلات التى توارثت المهنة منذ مئات السنوات.
زياد يبتسم أثناء تصنيع السجاد
زياد محمد سعيد، ذو الـ8 سنوات هو أصغر صانع نول مصرى، آخر أعضاء بيت عيسى فى منطقة كرداسه، والذى يعتبر واحدا من المنازل التى حفرت تاريخ صناعة النول فى مصر وأحد أقدم وأشهر عائلات صناعة النول فى مصر.
زياد ولحظة مرح
يقول طالب الصف الرابع الابتدائى: دية أول سنة ليا فى تصنيع النول، لما شفت بابا بيشتغلها حبيت أتعلمها وبدأت أنزل معاه وأتعلم وحسيت إن الموضوع كبير قوى، وفن لازم أدخل فيه وأعرفه، وفعلا كل يوم باتعلم جديد ودلوقتى بقيت بقعد على النول لوحدى واشتغل من غير ما حد يساعدنى.
أصغر صانع للنول
فى عائلة "عيسى"، دخول عالم النول بالاختيار، ولكن فى الغالب من يدخله لا يتركه مثلما يحكى الطفل: أنا اللى حبيت أنزل أتعلم ومحدش بيخليك تدخل لكن أنا اللى حبيتها، وتقريبا كل اللى بيدخل الشغلانة بيحبها ومبيقدرش يسيبها.
حول "زياد" يستقر العديد من أهل المهنة المخضرمين، على كل نول حوله تستقر صنعة تغذى دولة بالكامل بما يلزم من السجاد ومن الجلاليب التى تصنع على النول، ويقول: كل دولة بيكون ليها الشغل اللى بتحبه، وكل واحد متخصص فى دولة تقريبا، فى اللى مسئول عن شغل ليبيا، وفى المسئول عن شغل أوروبا، وفى المسئولين عن شغل دول الخليج، وحتى فى مصر فى أكتر من نوع يعنى الشغل اللى بيروح لسيوة غير اللى بيروح للصعيد والقاهرة.
تصنيع النول
وإلى الجوار والد عيسى، الرجل الأربعينى الذى يعد واحدا من قادة الصناعة فى مصر الآن، يقول: بنحلم بس يرجع الاهتمام بالسياحة لأن الصناعة دلوقتى بتعانى بشكل كبير لأنها صناعة صعبة وغالية بتقوم فى الأصل على السياحة والتصدير وغياب السياحة أثر علينا جدا.
آخر أعضاء بيت عيسى
بالصور.. "زياد" أصغر صانع سجاد بالنول فيكى يا مصر
الجمعة، 30 يناير 2015 12:07 ص
زياد ولحظة مرح
كتب حسن مجدى - تصوير ماهر إسكندر
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة