رغم أن القمة «109» شهدت عدم السيطرة على الأعداد الجماهيرية التى كان متفقًا عليها، ولن نركز سيدى القارئ مع الأسباب، وهل تم توجيه دعوات أكثر من العدد، وهل تم تسريب دعوات، أو حتى أن هناك دعوات تم استخدامها كدعاية لانتخابات البرلمان، لأن كل هذه الأسباب أو أحدها يعد فلكلورًا مصريًا بحتًا!
إذن لماذا نبرة التفاؤل؟!
ببساطة، لأن للمباراة بجماهير طعم مختلف، بل التواجد الجماهيرى وصوت التشجيع تستقبله الآذان كبديل لأصوات متفجرات الخونة، أو بيانات سقوط الشهداء!
أيضًا هناك لقطات مشجعة جدًا.. جدًا ونحن على أبواب استقبال الجماهير بالملاعب يوم 4 فبراير المقبل إن شاء الله، أهمها أن الخروج عن النص بالسباب كان يواجه بحسم شديد من المجلس الأبيض، رغم أن هذا الخروج لم يستمر لأكثر من دقيقة، ولمرة واحدة!
لكن.. هل يمكن السكوت على هكذا تصرفات!
بكل وضوح لا، فمن غير المقبول أن يتحول السباب إلى عراك، كان على وشك الحدوث، لولا تدخل العقلاء!
يا سادة قلنا مرارًا وتكرارًا، والقارئ النبيل يتذكر أن الطريق إلى المدرجات ممهد وواضح المعالم، وكلها أبسط من بعضها البعض،إذ لابد أن يحترم القانون، ولا شىء غيره، ولن ننتظر «جلسة عرب» للمصالحة فى الملعب.. إذًا ماذا ننتظر؟!
آه.. سهلة دى.. ننتظر أن نجد التزامًا كاملًا بدءًا من السماح بالتفتيش، والمرور عبر بوابات الحماية الإلكترونية، فلا عيب فى هكذا إجراء، مادام يحتفظ للمواطن بآدميته.. مش كده برضه؟!
المطلوب قانون حاسم، أولى أدواته تنفيذ الاشتراطات الدولية من كاميرات إلى... إلخ.. هكذا، مفهوم طبعًا.
يا سادة.. ألم يلحظ أحد أن المواطن الإسبانى جاريدو، المدير الفنى الأحمر، لم يخرج عن شعور سيادته، ولو مرة واحدة؟!
لا.. مش كده وبس، ده كمان قام بأكثر من وصلة تصفيق، وحاد جدًا لطاقم التحكيم!
اللاعبون تحدثوا مع الحكم.. بالإشارة طبعًا، لكن لاحظ سيدى القارئ أنه دائمًا حديث، واليدان خلف الظهر.. كالحمل الوديع.. وأدق كالمحترفين.. يا سلام يا ولاد!
المراقب.. والمنسق.. و.. و.. إلخ، قدموا نموذجًا غاية فى الدقة، على الأقل بالطريقة المصرية، فالعدد المسموح به لم يجرؤ أحد على الاستهانة بزيادته، آى والله!
الزملاء المصورون التزاموا.. أماكن تم تحديدها مسبقًا، فبدا الأمر كأن هناك بروفة أجريت على الشكل العام، بل وسمعنا صوت ميكرفون الملعب يحرك الجميع، مثل: الأساتذة المصورون توجهوا إلى «طرقة» خروج اللاعبين، كذا نداء للوقوف والتقاط صورة بدء اللقاء، وقال إيه التواجد فى الأماكن التى تحددها نواميس الاتحادات القارية والدولية والريفية كمان.. إيه الحلوة دى!
نسيت.. الصحفيون لم ينزعجوا من إجراءات الدخول التى طبقت على الكل، وللأمانة بابتسامة من المنظمين سواء الأمن الشرطى، أو أمن الملعب، وشاهدنا لكل مقام مقال، ولكل متواجد عمل.. واووو!
حدث كل هذا دون استحضار للقانون وبنوده، لكن كانت الأدوات متوافرة.. بس ده ملعب المؤسسة شبه الوحيدة التى تحترم قيمة العمل.. وقيم الوطن.
كل ما أصفه لك سيدى القارئ ليس حلمًا، إنما حدث على أرض 30 يونيو باستاد الدفاع الجوى.. والله العظيم!
ينقصنا حسم القانون، وأن يمتلك عصا غليظة لا تفرق بين الجماهير، ولا تعرف سبيلاً لمناشدة الحبايب.. حتى لو كان تطبيق القانون سيؤدى إلى أى شىء، فلا كارثة أكثر من الفوضى، والمحروسة تحتاج رفع عبارة: «الهدوء.. رأفة بالوطن»!
يبقى التأكيد مرة.. ليه مرة؟!
يبقى التأكيد ملايين المرات.. أن قادم الأحوال لا يمكن أن يتحمل أى حلول «بنبى».. بل الحل هو القانون.. ولا مكان أساسًا للجلسات العرفية الكروية.. ماشى!
ما نحلم به.. هو انتهاء مرحلة «مشيخة العرب» وجلسات المصاطب.. أو حتى الصالونات.. ليس لأنه عيب أوى خالص.. لكن لأنها تواجدت فى زمن مختلف، وكانت حلاً عصريًا.. يبحث عن قانون.. لقبيلة.. لفصيل.. أما لوطن كبير وعظيم بحجم مصر فتبًا لأى عبقريات.. البقاء فقط للقانون وسيادته.