لماذا لا يأتى بابا نويل مصر؟؟ السؤال الأكثر شيوعا وسط المصريين مع نهاية عام وبداية عام جديد، والذى يشعرهم بالتفرقة عندما يعلمون بأنه دايس على الرابع فى بلاد العالم، ويأتى عند مصر ويفرمل، لكن إجابته بسيطة وتتجلى فى أن بلاد العالم مع نهاية عام وبداية عام جديد تتجدد الأحلام والأمانى لديهم، وتبدأ العقول فى رسم صور حالمة عن الحياة المثالية المرغوب تحقيقها هذا العام، والتى قد تكون مجرد رحلة استكشافية لبلاد "الواء الواء" أو البحث عن مغامرة عاطفية ساخنة، أو على أقصى تقدير الانتقال إلى منزل أوسع، وهنا يأتى دور بابا نويل لتحقيقها بإشارة إصبع".
أما إذا انتقلنا إلى النسخة المصرى فيجب أن نحذف كل الكلمات السابقة من ذاكرتنا فورا، فالأمر مختلف كثيرا قد يدفعنا لاسترجاع الشريط من البداية.
فمع بداية العام الجديد تتجدد الشكاوى والطلبات، وتبدأ العقول فى رسم صور وهمية عن أهداف السنة الماضية التى لم تحقق بعد، والتى قد تختزل فى الرغبة فى الحصول على شقة قانون قديم، تسديد قسط التاكسى، البحث عن فرصة عمل وأخيرا كيلو البامية يقل عن 15 جنيها، وغيرها من الأحلام والتى يعجز بابا بل وماما سانتا كلوز عن تحقيقها فى حين أنها قد تدفع نويل نفسه للانتحار، وهنا نكتشف الإجابة وهى أن بابا "نويل" لا يأتى مصر خوفا على ابنه".
لذلك قرر أن يستعير "اليوم السابع" دور "بابا نويل" خلال جولة ميدانية تسأل فيها المصريين عن أحلامهم وطموحهم فى عام2015، لتجد الكثير من البسطاء وسط همومهم ومشاكلهم، متفائلين بعام جديد قد يقلب الموازين ويجعل من الرئيس "عبد الفتاح السيسى" رجل الأحلام الذى طال انتظاره.
وكعادة الشعب المصرى بين الشكاوى والطلبات ورحلة البحث عن السعادة، تتولد الكوميديا وتظهر خفة الدم المعروف بها المصريون، وتتجلى فى قول "محمود رجب" صاحب إحدى عربات الفول فى منطقة الدقى "أنا عايز أبقى سعيد بأى شكل بأى طريقة ولو وصل الأمر لأنى أغير اسمى من "محمود" لـ "سعيد" مش هتأخر لحظة، يعنى عشت 54 سنة من عمرى وأنا محمود كان إيه اللى حصل".
واستكمل حديثه "يمكن لو بابا نويل كان جه مصر وأنا صغير وحققلى اللى عايزه كنت عرفت السعادة، لكن هحاول مفقدش الأمل وأتمنى يكون الرئيس "السيسى" رجل الأحلام اللى يسعد أولادى حتى لو ملحقتش أنا من السعادة نصيبى".
بينما يأتى رد "رمضان شعبان" شريكه الثانى فى عربة الفول أكثر عنادا وتحديا لـ2015 "مش عايز حاجة أصل يعنى اتمنيت كل حاجة فى 2014 واهى خلصت ومحصلش ولا حاجة، 2015 بقى هى اللى هتجيب الديب من ديله".
وتابع "أنا راجل حر مبحبش حد يذلنى وإذا كانت السنة اللى فاتت خلتنى أقعد أترجاها كتير ومحصلش أى حاجة من اللى عايزها يبقى بالعند بقى مش عايز حاجة ولا حتى عايز بابا نويل".
فى حين يأتى تعليق "عمرو عبد الستار" شريكهم الثالث بالعربة ملخصا آمالهم الحقيقى فى هذا العام، معبرا عن حلمهم فى الحفاظ على لقمة عيشهم بوجه بشوش يملأه التفاؤل بتغيير الأحوال بهذا العام":
نفسى البلدية تنسانا السنة دى وتخف علينا فى لقمة عيشنا، مش كل ما هنجمع فلوس عربية ومعدات جديدة بدل اللى بياخدوها مننا يرجعوا يخدوها تانى.
وتابع "لكنى هحاول أكون متفائل لأنى بصراحة كدة عندى أمل فى عهد السيسى تتبدل الأحوال ونعرف ناكل عيش".
واستكمل "أنا والحمد لله بشتغل ومكفى بيتى، حتى ولادى متجوزين وشغالين!!، طب عايز إيه يا عم " نجيب" ما كل حاجة عندك اهو؟؟ عايز شقق لولادى المتجوزين ومش لاقين مكان يلمهم!! "أسئلة وأجوبة دارت برأس" نجيب عذرا سائق التاكسى"عندما حاول أن يتمنى شيئا لم يستطع تحقيقه فى الأعوام الماضية ويتمناه من الله هذا العام، قائلا:
"كل لما بشتكى لحد حالى وابدأ فى شرح تفاصيل حياتى وإنى متجوز وعندى تاكسى وربنا قدرنى وجوزت أولادى، وهما كمان شغالين، يستغرب أوى إنى بشتكى وبحلم بحاجات تانية، لكن أنا مش بتمنى أو بحلم بحاجة ترفيهية كل اللى عايزه أن أولادى يمتلكوا شقق قانون قديم خوفا على أحفادى من بهدلة التنقل من شقة لشقة، غير حلمى الشخصى فى إنى أقدر أخلص قسط التاكسى".
بينما كانت "سعيدة محمد" هى الأكثر تفاؤلا بهذا العام، فهى مقدرة ظروف البلد وعلى دراية واستيعاب تام لمجريات الأمور، لذلك على الرغم من جلوس زوجها بالمنزل لعدم قدرته على العثور على وظيفة مناسبة، واضطرارها النزول إلى العمل، إلا أن وجهها الصبوح لم يفقد علامات الرضا والتصالح مع النفس "كل إللى بتمناه من دنيتى أن جوزى يشتغل علشان يشيل عنى شوية وما اضطرش أقبل بالشغل المتعب اللى بيتعرض عليه".
وتابعت "لكنى عارفة ومقدرة الظروف اللى بتمر بها البلد علشان كدة راضية وكلى تفاؤل بالسنة دى أن ربنا هيقدر رئيسنا وهيبقى بابا نويل المصرى، وهيحل أزمة البطالة وجوزى واللى زيه هيشتغلوا ومصر هترجع تنور من تانى".
بينما جاءت أحلام "حنان محمد" ربة المنزل لتضرب بأمانى وأهداف 2015 عرض الحائط، فاقتصرت أمنياتها حول انخفاض أسعار الخضار والفاكهة التى أصبح دخولها البيت فى السنوات الماضية، يشكل خطرا استراتيجيا على ميزانيتها طوال الشهر، ليصبح كيلو البسلة والبامية الذى وصل إلى 15 جنيها هو أكبر همها، وانخفاض سعره أعلى طموح لها فى عام 2015 على حسب حديثها:
"نفسى الخضراوات والفاكهة وطبعا باقية السلع الاستهلاكية ترخص شوية، هى صحيح فرقت عن السنة اللى فاتت، لكن بتمنى السنة دى توصل لأسعار مناسبة أكتر تخلينا نقدر نجيب الكميات اللى تكفى الأسر طول الشهر من غير أى عجز فى الميزانية".
فى حين يأتى رد المهندس "هشام عبد الله" مختزلا فى جملة واحدة "بتمنى نبطل نقول لا ونعترض" هكذا حاول أن يعبر عن حلمه فى وقف سلسلة التمرد التى أصبحت صفة من صفات المصريين فى الفترة الأخيرة، على حسب تعبيره.
واستكمل حديثه داعيا كل أفراد المجتمع المصرى بالتركيز فى أعمالهم واستهلاك طاقتهم المهدرة فى الثرثرة، فى التطوير من الذات بدلا من إضاعة وقتهم فى الاعتراض دون وجه حق وفقا لكلامه.
لكن جاء أمنيات عم "محمد كامل" الجناينى بأمنية واحدة بعيدة عن هذا العالم وصخبه، فقرر أن تنحصر أمانيه الشخصية لعام 2015 فى حلمه بالحج وزيارة بيت الله الحرام الذى لم يستطع تحقيقه السنوات الماضية، تاركًا وراء ظهره هذا العالم بحلوه ومره.
"بعد 78 من عمرى مابقاش ينفع أتمنى أو أدور على حاجة تانية من الدنيا لا فى 2014 ولا حتى 2015، كل اللى بتمناه هو الحج وغسل الذنوب لعل وعسى تكون السنة دى خير وربنا ينولهالى".
وجاءت "إيمان حسن" الفتاة العشرينية لترجعنا إلى الواقع وأمنياته التى لخصتها فى الوظيفة والعريس "صحيح أنا عمرى لسه صغير لكن تجارب الناس اللى حواليا تخلينى أخاف من صغرى يعدى بيه الزمن وتفوت سنة ورا سنة وأنا لسه مش لاقية وظيفة تناسب دراستى وابن الحلال اللى يسعدنى بقيت سنينى".
واستكملت "علشان كده كل اللى بتمناه من 2015 أنها متكونش زى أخواتها الكبار وتبقى سنة خير عليه وعلى كل بنات مصر، وكل واحدة تحقق ذاتها فى شغلها وتكون الأسرة اللى بتمناها".
"هاتولى بابا نويل" هى أمنية "سيد محمد" غفير أحد مواقع البناء، الذى أعلن عن رغبته الصريحة فى أن يزوره بابا نويل لربما يحقق له ما يتمناه هذا العام:
من وأنا صغير بشوف بابا نويل فى الأفلام بيزور الناس كلها يجبلها الهدايا وكل اللى بيتمنوه وطبعا مبصدقش، وجربت أتمنى واحلم كتير السنين اللى فاتت وعمر ما اتحققت أحلامى، فقولت يمكن السر فى بابا نويل وأنا معرفش.
بينما جاءت أمنيات كل من "إيمان" 3 ابتدائى و"طارق" 6 ابتدائى مؤيدة لهذا المطلب الذى تحول لمطلب جماهيرى، راغبين فى أن يزورهم بابا نويل لتحقيق آمالهم فى الحصول على " أى باد" أو حتى "بلاى ستشن 4"، كما يشاهدونه فى الأفلام والمسلسلات الأجنبية.. متمنيين "إحنا عايزين ألعاب وحاجات حلوة كتير بابا وماما مش بيرضوا يجبوهلنا كلها، علشان كدة مفيش غير بابا نويل اللى هيجبها لنا زى ما بيعمل فى القصص والأفلام، لكن احنا زعلانين منه أوى لأننا بنستناه كل سنة وبرضوا مبيجيش".
محمود وشعبان وعمرو بائعا الفول
نجيب عذرا سائقالتاكسى
سعيدة محمد
حنان محمد ربة منزل
المهندس هشام عبد الخالق
محمد كامل الجناينى
الغفير محمد كامل
الطفلة مريم
الطفل طارق
بالصور..اليوم السابع" يشارك البسطاء أحلامهم فى 2015..بابا نويل أصبح مطلبا شعبيا.. وأمانى المصريين فى العام الجديد "عايز أحج.. نفسى أتجوز.. البامية ترخص.. جوزى يشتغل.. بلاى ستيشن4..والسيسى يحقق أحلامنا
الأحد، 04 يناير 2015 07:09 م
بابا نويل – أرشيفية
كتبت جهاد الدينارى - تصوير كريم عبد العزيز
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة