حسنا فعلت جريدة الأهرام حين قررت إصدار صفحة كل سبت تحت عنوان (ذاكرة الأهرام)، بدءًا من 27 ديسمبر الماضى، ذلك أن الشعوب التى تقطع علاقتها بماضيها تخفق فى فهم حاضرها، وتفقد بوصلة المستقبل، مع ضرورة التأكيد على أن العلاقة بالماضى لا تعنى تقديسه على الدوام، وإنما التعرف عليه جيدًا واستيعاب الوقائع التى حدثت فيه وفق منهج علمى حديث، فالماضى ليس كله عسلا، ولكنه قد يحتشد بمرارات وخيبات وخزعبلات، ومع ذلك، فما من أمة وصلت إلى مستوى مرموق من التقدم الحضارى إلا إذا وضعت ماضيها تحت مجهر الفهم والتحليل والنقد.
من هنا وجب الشكر للأهرام على هذه المبادرة، فالأهرام ليست جريدة عادية، وإنما هى مؤسسة تمتد عميقا فى التاريخ لنحو 140 عامًا، وهى فترة زمنية حافلة بالمقاييس كافة، ويكفى أن مصر لحظة صدور الأهرام كانت تابعة للسلطنة العثمانية، وكان حاكمها يلقب بالخديو، فانظر أين نحن الآن؟ كما أن مصر فى هذه اللحظة- صدر العدد الأول من الأهرام فى 5 أغسطس 1876 - لم يكن بها أية وسيلة صناعية أو تكنولوجية حديثة باستثناء المطبعة، فلا كهرباء ولا جامعة ولا سيارة ولا صرف صحى ولا تليفون ولا ترام ولا سينما إلى آخره!
إن الأهرام ينطوى على كنوز لا نهائية من المعلومات والصور، وقد استثمر المؤرخ الراحل الدكتور يونان لبيب رزق هذا الكنز وأعاد قراءته سنوات طويلة تحت اسم (الأهرام.. ديوان الحياة المعاصرة)، وها هو الأستاذ مسعود الحناوى يغوص فى نهر «مركز الأهرام للتنظيم وتكنولوجيا المعلومات/ أسيوت» التابع للمؤسسة العريقة، ليستخرج منه الجواهر اللامعة واللآلئ البراقة، ويعرضها على القراء كل سبت فى صفحة بعنوان (ذاكرة الأهرام)، وليس عندى ذرة شك واحدة فى أننا سنفاجأ بمعلومات عجيبة لمن أراد أن يعرف ويتأمل ويستمتع. أذكر جيدًا كيف استقبل قراؤنا الكرام قبل عام- ومازالوا- باب «عطر الأحباب» الذى نصدره كل جمعة فى «اليوم السابع»، وغمرونا بحفاوتهم وثنائهم، فما أحوج الناس لمعرفة تاريخهم واكتشاف المخبوء منه حتى لا يكرروا أخطاءهم. شكرًا جريدة الأهرام .. شكرًا أستاذ مسعود الحناوى.
عدد الردود 0
بواسطة:
الشعب الاصيل
نأمل ان تكون هذه الذاكره منصفه وواقعيه وتساير مجرى التاريخ - لا نريد التزوير وتجاهل واقعنا الحقيقى
بدون