فاينانشيال تايمز: "روحانى" يهدد بإجراء استفتاء حول انهاء عزلة إيران

أفادت صحيفة (فاينانشيال تايمز) البريطانية الصادرة اليوم الاثنين، أن الرئيس الإيرانى حسن روحانى هدد بإجراء استفتاء غير مسبوق فى بلاده فى ضوء تحذيره للمعارضين للتوصل لاتفاق نووى مع الغرب ليتناول الاستفتاء ضرورة انهاء العزلة الدولية لإيران وحل أزمتها النووية.

وقالت الصحيفة –فى تقرير لها بثته على موقعها الألكترونى- إن روحانى أكد عزمه بحث إمكانية إعمال حقوقه الدستورية فى منح السلطة للمواطنين للتعليق على المواضيع المهمة، فى خطوة فسرها المحللون على أنها تحذير بأنه قد يضع أى اتفاق نووى قيد التصويت العام.

وفى هذا قال روحانى: " إن خبراتنا السياسية تؤكد أن البلاد لا يمكن أن تحقق النمو المستدام وهى منعزلة دوليا"...مؤكدا فى الوقت ذاته أن هذا الأمر لا يعنى أن مفاوضات إيران مع السداسية الدولية – التى تضم الدول الخمسة دائمى العضوية فى مجلس الأمن الدولى وألمانيا- سوف تمس مبادئ الثورة الإيرانية التى قامت عام 1979.

وأوضحت الصحيفة البريطانية أن روحانى يتعرض لضغوط من قبل المتشددين فى البرلمان الإيرانى وصفوة الحرس الثورى الذين يصرون على أن أى مفاوضات نووية مع الغرب يجب أن تضمن اولا رفع جميع العقوبات المفروضة على إيران. ويرى العديد من المحللين الإيرانيين أن هذا الشرط يبدو مستحيلا على نحو أثار معه شكوك حول إمكانية عدم توصل طهران إلى اتفاق نهائى.

وأشارت إلى أنه بينما دعا روحانى إلى وحدة الصف فى الداخل، أعلن فى الوقت ذاته أنه قد يلجأ لإجراء استفتاء حول "أمور مهمة تخص جميع المواطنين نظرا لأنها ستلقى بتداعياتها على حياتهم" فى حال تم الاعتراض على سياساته.

وفى هذا، نقلت (فاينانشيال تايمز) عن محلل سياسى إيران –رفض ذكر اسمه- قوله: " إن روحانى حتى وإن لم يملك حاليا الخطة لإعمال هذا الحق الدستورى، فإنه هدد بالفعل باللجوء إلى تحكيم الرأى العام بشأن مسائل الاتفاق النووى. .وهذا الأمر قد يخيف المعارضين ويدفعهم إلى عدم التمسك بالشروط المستحيلة مثل رفع العقوبات".

وأبرزت الصحيفة البريطانية حقيقة أن الاقتصاد الإيرانى يعانى بالفعل من تداعيات العقوبات الدولية المفروضة على طهران بسبب برنامجها النووى، وكذلك تدنى أسعار النفط الدولية.

وكانت إيران قد أعلنت مؤخرا، بعد أن كانت تلقى دوما باللوم على المملكة العربية السعودية فى شن حرب نفطية لأجل تدميرها، أن هناك قوى دولية اخرى لها يد فى هذه الحرب.

إلى جانب ذلك، دعا الرئيس الإيرانى أيضا إلى ضرورة إنهاء الفساد فى قطاع الاقتصاد فى الداخل – فى إشارة واضحة منه إلى قوات الحرس الثورى التى تملك زمام الأمور الاقتصادية فى البلاد، حيث قال: " إن الاقتصاد لا يمكن أن يتحرك إلى الامام وهو مكبل بسياسات الاحتكار. لذلك يجب علينا إنقاذه من سياسات الاحتكار والامتيازات غير المشروعة".