يبدو أن فيلم «الحب فى القاهرة» الذى أعلنت عنه وزارة السياحة باعتباره أول فيلم مصرى - هندى يروج لمعالم مصر، ويعيد السائح الأجنبى إليها مرشح قوى ليكون واحداً من المهازل الفنية مع بدء العام الجديد، فمخرج الفيلم الهندى «جافيد رحمان خان» الذى يصف نفسه بأنه منتج ومخرج وكاتب وشاعر لا وجود له فى الوسط الفنى الهندى «بوليوود» فهو مغمور فى بلده الهند ولا يعرفه أحد.
المخرج لا توجد له سابقة أعمال غير فيلمين وثائقيين عرضا منذ ما يقرب من 30 عاماً وهما فيلم «Qanoon Tumhara Jung Hamaari» عام 1983، وفيلم آخر عام 1990 بعنوان «Main Tumhaari Hun» ولم يخرج أى عمل درامى روائى من قبل.
تفاصيل واقعة الخداع التى قام بها المخرج لوزارة السياحة بدأت بتدشينه لشركة وهمية «شبكة أفلام رخشان» لم تنفذ ولم تنتج من قبل أى أعمال سواء درامية أو وثائقية، ولو تجاوزنا أن المخرج والممثلين وشركة الإنتاج مغمورون سنجد أمامنا سيناريو مهلل حصلت عليه «اليوم السابع» ويكشف ضعف الفيلم الذى مازال يتم تصويره لا يخرج عن كونه وثائقيا عن الأماكن السياحية المصرية، يمكن أن يذاع فى برنامج سياحى.
الفيلم من واقع السيناريو الذى حصلت عليه «اليوم السابع» يبدأ بمشهد «ليل / داخلى» فى طائرة مصر للطيران، والشخصيات الموجودة فى المشهد هى «أمير على والركاب وطاقم الطائرة».
أما الحوار فهو ركيك ولا يوجد به أى تشويق درامى ولا نستطيع تصنيف الفيلم باعتباره وثائقيا أم دراميا، فمن كتب السيناريو ليس له علاقة بالكتابة، فلا حبكة درامية ولا حوار ولا أى تشويق ويستطيع أى طالب فى معهد السينما تنفيذ الفيلم بكاميرا ديجيتال لو منحته وزارة السياحة والآثار نفس التسهيلات التى منحتها للهندى «جافيد رحمان خان».
الشخصيات الرئيسية بالفيلم يتصدرها «أمير على» وهو نجم هندى يقع فى حب «نهى» الفتاة المصرية من أول نظرة، ويطلب منها أن تكون مرشدته فى رحلته بالقاهرة ويظل مصاحبا لها طوال الفيلم وينتهى الفيلم بعودة «أمير» لبلده الهند فى المشهد رقم 40 بالسيناريو.
وينتهى الفيلم بوداع بين البطل والبطلة ويقبل كل منهما الآخر وتتساقط الدموع على الخدود وتقلع الطائرة، «هكذا كتب بالسيناريو» فلا نهاية منطقية، فالأمر مجرد «سبوبة» خدع بها مواطن هندى وزارة السياحة وهيئة تنشيط السياحة وشركة مصر للطيران الرعاة الرسميين للفيلم مع عدد من الفنادق الكبرى.
وحتى كتابة هذه السطور انسحب من الفيلم أكثر من 5 شركات إنتاج مصرية كانت مكلفة بتنفيذ الفيلم لكنها اكتشفت أن المخرج يضع الكاميرا فى مكان التصوير ويتركها دون توجيه أو تقطيع أو تغيير كادر.
الوزارة استعانت بمكتب تأجير كاميرات ومعدات تصوير عندما شعرت ومن معها من الرعاة بالحرج، بعدما تقدم عدد من الشركات المنسحبة بمذكرات فنية تؤكد عدم احترافية فريق العمل وعدم كفاءتهم لتنفيذ فيلم يظهر صورة مصر.
ومن ضمن المفارقات أن المؤتمر الصحفى للفيلم حضره عدد من النجوم كان منهم المطرب سامح يسرى الذى ما إن شاهده المخرج الهندى «جافيد رحمان خان» حتى أسند إليه بطولة الفيلم ليقوم بدور المرشد السياحى الذى يصطحب الهنود لمجرد غنائه مع فريق العمل، حيث وقع معه عقدا بقيمة 10 آلاف دولار وقد حصلت «اليوم السابع» على صورة من العقد.
يأتى ذلك فى الوقت الذى انسحب فيه عدد من النجوم بالفيلم معتذرين عن المشاركة بعد أن قرأوا السيناريو «المهلل»، واكتشفوا حقيقة الهندى المغمور «جافيد» الذى لا وجود له فى الوسط الفنى الهندى «بوليوود».
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة