تحتدم حرب الأعصاب بين منتجى النفط الصخرى فى الولايات المتحدة وكبار منتجى النفط الخليجيين حيث يعول الأعضاء الأبرز فى أوبك على عنصر الزمن الكفيل بأن يفقد منافسيهم الجدد الشيء الوحيد الذى يقيهم من انهيار الأسعار - مراكز التحوط.
وربما ينبغى أن يتحلى منتجو أوبك بقدر أكبر من الصبر عما كانوا يعتقدون إذ أن مراكز التحوط تلك أهداف متحركة. ويقول مستشارون فى قطاع النفط ومصرفيون ومحللون مطلعون على صفقات التحوط إن الشركات لن تنتظر خسارة وثيقة التأمين الذى تقيها عواقب هبوط الأسعار بل إنها تسابق الزمن لتحديث هذه المراكز وتبيع مراكز تحوط جيدة للتوسع فى مراكز التحوط المستقبلية.
وصرح وزير الطاقة الإماراتى سهيل بن محمد المزورعى لرويترز ووكالات الأنباء الأخرى الشهر الماضى بأن بعض شركات التى تتبنى سياسات التحوط لديها مراكز تغطى الإنتاج حتى نهاية 2014 أو بداية 2015 مضيفا أن على أوبك الانتظار حتى الربع الأول من السنة لترى كيف ستسير الأمور.
إلا أن أوبك تبنى آمالها على التقارير الفصلية للشركات التى صدرت قبل عدة أشهر وكشفت من خلالها شركات التنقيب عن محافظ التحوط. وفى حين لا تظهر مؤشرات على تحول فى الاتجاه النزولى فإن بعض الشركات على الأقل يبنى مراكز تحوط جديدة لتفادى تراجع أكبر للإيرادات وكى تواصل الإنتاج لفترة أطول من المتوقع هذا العام.
وقال إد مورس رئيس أبحاث السلع الأولية فى سيتى جروب وهو من أكبر البنوك الأمريكية المنخرطة فى أنشطة التحوط "ينبغى ألا تتوقع أوبك أن ترى تأثيرا على وتيرة نمو (إنتاج) النفط الصخرى الأمريكى فى النصف الأول من العام.. والتأثير سيضعف كثيرا فى النصف الثانى بسبب تحوط المنتجين."
ركوب الموجة
وفى الوقت الحالى لا تتضح هوية الشركات التى تستحدث مراكز تحوط. ومن المستبعد كشف النقاب عن استراتجيات التحوط الجديدة قبل صدور تقارير الأرباح الفصلية فى أواخر يناير كانون الثاني.
وقال كريج بريسلاو رئيس مكتب تسويق مشتقات الطاقة لدى سوسيتيه جنرال فى هيوستن والذى يشارك فى إعادة هيكلة عدد من الصفقات "إنه موضوع الساعة الذى يبحثه الكثيرون ويناقشونه."
وتابع أن نسبة الشركات التى تنفذ هذه الصفقات ليس كبيرا بالفعل إلا انها صفقات كبيرة من حيث الحجم والقيمة حتى الآن.
وبحسب أحدث إشعارات للبورصة قامت شركات مثل إي.أو.جى ريسورسز وأناداركو بتروليوم وديفون إنرجى كورب ونوبل إنرجى بإبرام صفقات تحوط تغطى جزءا من إنتاج 2015 عند 90 دولارا للبرميل أو أكثر.
ونما صافى المراكز المدينة لمنتجى النفط وشركات أخرى غير مالية فى الأسواق الآجلة للخام والخيارات فى الولايات المتحدة - والذى يستخدم كمعيار تقريبى لأنشطة التحوط - من 15 مليون برميل فى أغسطس آب إلى أكثر من 77 مليون برميل الأسبوع الماضي.
وبالنسبة لعدد كبير من الشركات التى احتفظت بمراكز تحوط قبل هبوط الأسعار فإن موجة الهبوط تتيح فرصة لتحقيق مكاسب أو تمديد فترة الحماية.
فعلى سبيل المثال يمكن للشركات التى باعت عقود مبادلة لحماية جزء من إنتاج عام 2015 عند 90 دولارا أن تشتريها مرة أخرى عند نحو 57 دولارا لتحقق ربحا حوالى 33 دولارا.
وبدلا من الاحتفاظ بالأموال تستغل بعض الشركات السيولة لحماية نفسها من هبوط أكبر فى الأسواق بشراء عقود مبادلة وخيارات عند مستوى أقرب للأسعار الحالية.
وفى ظل تداول خيار البيع لشهر ديسمبر كانون الأول 2015 بسعر 60 دولارا للبرميل عند حوالى تسعة دولارات للبرميل حاليا فإن تسييل عقود المقايضة الآن قد يتيح للمنتج حماية أكبر بنحو أربعة أمثال عند ذلك السعر.
ورفضت معظم الشركات الست التى اتصلت بها رويترز - والتى تحتفظ بمراكز تحوط ضخمة - طلبات التعقبب أو امتنعت عن الرد.
وقالت متحدثة باسم إي.أو.جى إن الشركة لن تبيع مراكز التحوط. وأحجمت ديفون إنرجى عن الإفصاح عما إذا كانت الشركة تعيد هيكلة مراكز التحوط لكنها قالت إنها لم "تسيل" أى مراكز.
ولم تؤكد حتى الآن سوى شركتين تصفية مراكز تحوط مربحة.
وجمعت شركة كونتننتال ريسورسز 433 مليون دولار من تسييل مراكز تحوط فى سبتمبر أيلول وهى خطوة أدت لانكشاف الشركة على هبوط الأسعار 20 دولارا أخرى. ولم يتضح إذا كانت شكلت مراكز تحوط جديدة.
ويوم الثلاثاء الماضى أعلنت إيجل انرجى الأمريكية الصغيرة أنها باعت 414 ألف برميل من مراكز التحوط فى النفط عند سعر 89.59 دولار للبرميل حتى نهاية ديسمبر كانون الأول وحققت ربحا 13 مليون دولار لتعزيز السيولة لكنها أوضحت أنها ستتوقف عن الإنتاج لحين تحسن الأسعار.
ويبدو أن تلك هى النتيجة التى ترجوها أوبك لكن حالة إيجل إنرجى تمثل الاستثناء لا القاعدة.
وقال مندوب خليجى لدى أوبك "وضع الشركات متين.. وهو ما سيؤخر تأثير هبوط أسعار النفط."
تعديل مراكز التحوط لشركات النفط الأمريكية قد يختبر صبر أوبك
الثلاثاء، 06 يناير 2015 08:03 ص
برميل نفط
نيويورك (رويترز)
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة