غالبية المصريين فى ظنى لم ينتظروا فتوى الأزهر أو دار الإفتاء أو المشايخ الثقاة بعدم جواز تحريم الإخوة الأقباط المسيحيين فى مصر، لتهنئة شركاء الوطن بأعياد الميلاد المجيد للسيد المسيح عيسى ابن مريم عليه السلام، كما أنهم لم يعيروا فتوى الشذوذ السلفى بتحريم التهنئة للأقباط فى أعيادهم أدنى اهتمام ولم يتوقفوا عندها كثيرا، لأنهم الأعلم من الجميع بشؤون دنياهم ودينهم وبشؤون علاقاتهم التاريخية والمصيرية وعلاقة النسب والمصاهرة مع أشقائهم المسيحيين..» (إن الله سيفتح عليكم بعدى مصر، فاستوصوا بقبطها خيراً، فإن لهم منكم صهراً وذمة)، كما قال رسولنا الكريم (صلى الله عليه وسلم).. فالسيدة هاجر أم إسماعيل كانت قبطية، والسيدة مارية زوجة النبى أم ابنه إبراهيم كانت أيضا قبطية.
المصريون أيضا يعلمون أن مئات المحاولات من الفتاوى الشاذة من أمثال السلفيين لم تفرق بينهم ولم تشق صفوفهم منذ مئات وآلاف السنين وعاشوا فى نسيج منصهر فى مواجهة قوى الشر والاحتلال وزرع الفتنة بينهم، ولفظوا كل من فكر فى الاقتراب من الخط الأحمر فى علاقة «النسب والذمة» والدم الواحد الذى اختلط فى ميادين الشرف والكرامة ومعارك الدفاع عن الوطن واسترداد الأرض، هذه معانى لا يدركها أصحاب العقول المنغلقة والوجوه التى عليها غبرة وترهقها قترة، فقد عاشوا فى عزلة عن المجتمع المصرى الحقيقى وخصوصيته ولم يقرأوا تاريخه ولم ينتموا إليه، وعندما خرجوا من قبور النسيان حاولوا نشر ثقافة الفتنة بأفكار رجعية متخلفة.
السلفيون أو مرجعيتهم فى الدعوة السلفية لديهم إنكار و«عمى حيسى» بحقائق الواقع الاجتماعى والثقافى والدينى للمجتمع المصري، وعليهم أن يقبلوا بهذا الواقع إذا أرادوا الحياة والعيش معنا، وإلا فأرض الله واسعة فليسيحوا فيها ويهاجروا إليها. وليبحثوا عن أرض لا يعيش فوقها مسيحيون ليهنأوا بحياتهم وليطلقوا لشذوذهم الفكرى العنان، وليتركوا المصريين وشأنهم فلن يفلحوا فى كسر عزيمتهم ووحدتهم وتآخيهم وانصهارهم. على شواذ الأفكار والفتاوى ألا يعكروا صفو احتفالات المصريين منذ مئات السنين، فالإسلام، الذى يدعون انتماءهم إليه، عندما دخل مصر لم يعاد المصريين فى عاداتهم وتقاليدهم واحتفالاتهم بالأعياد على طريقتهم الخاصة، ولذلك رحب به غالبية الشعب المصرى ودخلوا فيه أفواجا.
التهنئة للأقباط المسيحيين واجبة وأمرنا بها القرآن الكريم، فهى من البر والقسط والقول الحسن، وأوصانا بها الرسول المصطفى، فكل عام وإخوتنا الأقباط بخير وسلام.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة