مع بداية العام الجديد أكتب إليك رسالتى يا سيادة الرئيس، ولا أعرف إن كانت ستصل إليك أم أنها ستظل خيالاً بلا أثر مثل باقى أحلامى وطموحاتى، فأنا شاب مصرى مثل ملايين الشباب بإحباطاتهم وآمالهم، بكلماتهم وصرخاتهم التى يحبسونها فى صدورهم.
رسالة من شاب لا تعرفه الأضواء ولا يعرفها، لم يقابل مسئولاً يومًا ما، ولم يحلم بمقابلة الرئيس أو التحدث إليه، أحاول أن أحقق هذا الحلم فى هذه السطور فهل يصل صوتى إليك؟!
أكتب إليك سيادة الرئيس رسالة أحمل فيها همومى وآمالي انكساراتى وإحباطاتى أفضفض فيها معك، فأنا شاب عادى مثلى آلاف وملايين، عاطل يحبس طاقة يمكنها النحت فى الصخر، يومى مثل أمسى، وسنوات عمرى أصبحت حملاً علىَّ وعلى أهلى، مررت ورفاقى المجهولون شركاء الهم والثورة بسلسلة من المشاعر، أحلام توهمنا أنها ستتحقق، ونضال وتضحيات ظننا أننا سنجنى ثمارها، ظلم ونظام فاسد اعتقدنا أننا أزحناه بعد سنوات عمرنا القليلة التى قضيناها فى رحابه نتجرع مرارة القهر والذل.
خرجنا نحمل أرواحنا ومعها حملنا جثث رفاق الثورة التى ضاعت حقوقهم بعد أن كنا نظن أنها افتدت وطنًا مختطفًا عاد من بين براثن نظام ظالم، هتفنا يوم تنحى مبارك واهمين: "عاش الشعب المصرى عاش.. حق الشهدا ماراحش بلاش"، ولكننا أيقننا أن حقهم وحقوقنا راحت بلاش بعد أن صفعتنا أحكام براءة مبارك وأفراد نظامه.
سيادة الرئيس كنا قبل ثورة يناير نحمل أوجاعًا وآلامًا وطاقة مكبوتة ونار ظلم اكتوينا بها فانفجرت فى 25 يناير وظننا أنها بداية عهد جديد، لكن تلى الفرحة القصيرة انكسارات متتالية لم تتوقف حتى الآن، ظننا حينها أننا سنحقق أحلامنا البسيطة سنجد عملاً وشقة صغيرة ونحقق أبسط أمانينا فى الزواج والأسرة، حلم أصدقائى الذين هاجروا فرارًا من نار الوطن إلى نار الغربة بأن يكون لهم مكان، وأنهم سيعودون ليجدوا مصر أًمًا تفتح أحضانها لهم، لكن اختطف الثورة والبلد الوليدة تيار أرادها له وحده، فعاد الوطن أسيرًا من جديد.
سيادة الرئيس أنا شاب عادى لن ترانى فى البرامج والفضائيات مثل الكثيرين الذين استفادوا من الثورة واستثمروا دماء الشهداء ونصبوا أنفسهم متحدثين باسم الثوار والتقطوا الصور إلى جوار السياسيين والمسئولين أنا شاب مثلى مثل من وقف أمام سيارة الشرطة أثناء الثورة بوجهه وصدره وأعطى ظهره للكاميرات، مجهول كملايين المجهولين، لا أنتمى لحزب أو تيار، لكننى حين أعشق وأؤمن بفكرة أمنحها عمرى ودمى، قد تجدنى بين شباب الألتراس أو شباب الجامعات أو الذين لا يزالون يحملون بقايا الحلم ولم يستفحل فيهم داء اليأس والإحباط الذى تمكن من غيرنا فدفعهم للانتحار.
سيادة الرئيس أصارحك بأننى أشعر بالانكسار وأنا أرى دولة الشيوخ تعود من جديد، وحين أرى وجوهًا أكلت على موائد الأنظمة السابقة تنتشر وتحاول أن تقنعنا بأنها قريبة منك، يتملكنى اليأس وأنا أرى أبواقًا سيئة السمعة تحاول أن ترتدى رداء الوطنية وأن تتصدر المشهد من جديد.
سيادة الرئيس رغم ضعفى وهوانى وانكساراتى فأنا سندك، أنا ظهرك، لن تجد أفضل منى نصيرًا، لن أخذلك فلا تخذلنى، أنا وقود النهضة ونيران الثورة.
أشعر بالغيرة حين أرى جيلاً تربى فى زمن عبد الناصر استوعبته منظمة للشباب فى زمن تصدر فيه الشباب المشهد على اختلاف توجهاتهم وانتماءاتهم، فخرج منهم مفكرون وأدباء وسياسيون وعلماء، بنوا نهضة مصر وحاربوا من أجلها، حملوها على اكتافهم فى السلم والحرب وهم يوقنون أنها لهم وليست لتجار الحروب والدماء.
سيادة الرئيس أنا سندك ضد الإرهاب والتطرف، وذراعك للنهضة، أسعدنى تصريحك بأنه لن يكون هناك حزب للرئيس، فاجعلنى حزبك، افتح لى بابًا يجمعنى وملايين مثلى تحت رعايتك، منظمة تستوعب أحلامنا نتعلم فيها ونرتقى ونجد مكانًا نخدم فيه وطننا بأن أصبح طاقة مستغلة ونافعة تقف على بداية طريق الإنتاج والعمل ولا أصبح مجرد رقم فى طابور البطالة.
سيادة الرئيس عشقى لبلدى لا يحتاج أن أعبر عنه بالكلمات، فأنا على استعداد للموت فى خدمة الوطن، لكننى أتمنى أن يكون عشقًا متبادلًا.
سيادة الرئيس أنا سندك وأنت سندى فانظرنى..
الرسالة السابقة من شاب مصرى بسيط ومجهول أردنا أن نحقق حلمه فى أن يقرأ الرئيس كلماته فهل يتحقق الحلم؟!
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة