محمد الدسوقى رشدى

الرئيس فى القداس!

الخميس، 08 يناير 2015 10:04 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
المواطن المصرى يعرف جيدًا معنى الزغاريد، ومن بين المصريين نوع معجون بشوارعها يستطيع أن يميز زغرودة عن أخرى، واحد من هؤلاء كان جالسًا بجوارى ونحن نشاهد تقدم الرئيس عبدالفتاح السيسى السريع على سجادة الكاتدرائية الحمراء، ليلة قداس عيد الميلاد المجيد، وميز من بين صراخ إخوتنا الأقباط مجموعة من الزغاريد النسائية المرتبكة، ثم قال: «الزغرودة دى.. زغرودة فرحة جبر الخواطر».

هى كذلك ببساطة بعد سنوات طويلة، يفعلها عبدالفتاح السيسى، ويطيب خواطر إخواننا الأقباط بحضوره قداس عيد الميلاد المجيد، وتقديم التهنئة للأقباط الذين عاشوا فى حيرة سؤال واحد: لماذا لا يحضر رؤساء مصر قداس عيد الميلاد المجيد؟!

فعلها عبدالفتاح السيسى، وزار الكنيسة ليلة عيد الميلاد، فى زيارة لا يمكن أن تصفها إلا بالتاريخية، وقبل أن تسأل لماذا تستحق هذا اللقب؟!، واجب عليك أن تنتبه إلى الظرف الحالى، الذى جاءت فيه الزيارة بمثابة جراحة جديدة للم شمل هذا الوطن وأبنائه، ومن بعد ذلك واجب عليك النظر إلى الماضى، لتكتشف أن الزيارة لم تكن فقط تاريخية بل شجاعة أيضًا، شجاعة لأن السابقين كانوا يخشون مزايدة المتطرفين، كانوا يخشون الاتهامات بالميل إلى الكنيسة، لكن السيسى فعلها رغم أنه الأكثر تعرضًا للانتقاد والهجوم والمزايدة من قبل الإخوان، ومتطرفى تيار الإسلام السياسى.

«فى كتابه «الحجة فى بيان المحجة» يقول الإمام إسماعيل بن محمد الأصبهانى إن أكثر ما يدخل الإنسان الجنة بجانب التقوى، وحسن الخلق، هو تطييب النفوس المنكسرة، وجبر الخواطر، لأنها من أعظم أسباب الألفة والمحبة بين المؤمنين».

أنت أمام نموذج عملى لرجل قال ففعل، خرج قبل أيام فى الاحتفال بالمولد النبى يطلب من الأزهر الشريف تجديد الخطاب الدينى، والثورة على الأفكار المتطرفة القديمة، ثم ذهب بهمة واضحة ودخل إلى الكنيسة بخطوات واثقة، كأنه يعلن بداية الثورة على أصحاب الفتاوى المتطرفة الذين يحرمون تهنئة الإخوة الأقباط بأعيادهم.

هى إشارة البدء إذن فى أهم المشروعات التى تحتاجها مصر الآن، مشروع تجديد الخطاب الدينى، فلا تقدم دون عقول قادرة على الاجتهاد، وتملك شجاعة اقتحام الماضى، ومشروع لم شمل الكيان المصرى الممزق، فلا دولة قادرة على الصمود والتحدى دون كيان متماسكة.

فرحة المسلمين قبل المسيحيين بحضور السيسى قداس الميلاد يمكنك أن ترجعها إلى شعور تولد داخل البعض بأن مصر تستعيد نفسها، شعور ربما كان يحتاجه المصريون فى تلك الأجواء التى تسيطر عليها روائح التهديد والفتنة، لتأتى الزيارة بكل ما تحمله من معانٍ لتؤكد للناس أن نسيج هذا الوطن جاهز دومًا لأن يصنع منه المخلصون- والمخلصون فقط- ثوبًا بلا رتق، وخيمة يستظل أسفلها الجميع دون خوف، وراية تتقدم الصفوف.








مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة