حنان شومان

حمدين والحلم الذى كان ولم يعد

الجمعة، 09 يناير 2015 10:07 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
أعلن التيار الشعبى، فى بيان له بثته وسائل الإعلام، أن التيار الشعبى الذى يرأسه حمدين صباحى قرر عدم الدخول فى سباق الانتخابات البرلمانية، اعتراضاً على قانون الانتخابات، كما أن المناخ السياسى لا يسمح بالتواصل مع الجماهير والقاعدة العريضة، وأن هذا لن يمنع التيار من استكمال خطواته نحو إنشاء حزب سياسى يرتب له ويثبت قاعدته الشعبية.. تلك كانت الكلمات باختصار التى شرحت موقف التيار الشعبى من المرحلة المقبلة.
وبعيدًا عن السخرية أو الشماتة أو قلة الأدب التى يتسم بها الخطاب الموجه للحديث عن التيار الشعبى كتجمع أو حمدين نفسه كوجه سياسى، أود أن أشير إلى أن حمدين وتياره ما هم إلا تلخيص لحالتنا السياسية الماضية والراهنة على اختلاف تسمياتها من أحزاب أو معارضة أو موالاة لنظام، أى نظام، بل يكاد يكون تحليل الحالة الصبّاحية تحليلا للحالة السياسية فى أغلب الوطن العربى وتلخيصها «كثير من الضجيج بلا طحين».
حمدين منذ سنوات حين كان بعدُ شابا مفعما بالحماسة والوطنية، كان نجما فى جامعة القاهرة معارضاً لحكم السادات مناديا بالعيش والحرية والعدالة الاجتماعية التى كان يظن أن نظام ناصر هو صاحب الحل فيها، ومرت الأيام ودخل حمدين السياسة من باب الأحزاب وعضوية مجلس الشعب فى زمن مبارك، ولم تكن الحياة السياسية تسمح فى هذا الزمن بأكثر من وقفة احتجاجية أو كلمة نارية فى أرجاء المجلس الموقر، كما كانوا يقولون عليه، وانفصل صباحى فى هذه الفترة عن حزبه الأثير الناصرى الذى كان أكبر إنجازاته صحيفة، وقدم طلبا لإنشاء حزب باسم الكرامة لم يكن أيضاً له من إنجاز إلا صحيفة لم تكن ذات تأثير مهنى أو سياسى فلا شىء فى ذلك الزمن كان له تأثير فعلى سياسى فقد كانت المركب تسير والمعارضة الهشة تعوى ككل الشعب.
ثم جاء يناير 2011 الذى بدا أنه تاريخ مغير لشكل السياسة فى مصر، وأقول بدا، لأن المعارضة هنا بدأت تأخذ الصدارة على المنصات وأمام الميكروفونات وبدت وكأنها فاعلة وستأخذ دورا على الأرض، وكان حمدين من بين هؤلاء، فبعد أن كان مجرد سياسى محلى لأهل بلدته ولبعض نخبة القاهرة صار «واحد مننا» كما قالت حملته الانتخابية كرئيس، وتطلعت الآمال أو بعضها إليه عله يكون قاطرة تغيير السياسة فى مصر حتى بعد أن خسر الانتخابات الأولى فأطلقوا عليه الحصان الأسود، وهنا كان على حمدين أن يستغل تلك الفرصة الذهبية ليحول مؤيديه أربعة الملايين إلى عمل حزبى منظم ولكنه لم يفعل وظل يكتفى بالبيانات والتعليقات، ولن أدخل فى تفاصيل لن تسمح لى المساحة بها، ولكن المهم أن حمدين أضاع الفرصتين الأولى والثانية، ثم جاءت له فرصة ثالثة بعد 30 يونيو حين كان هو الوحيد بين وجوه كثيرة الذى قبل أن يواجه السيسى بشعبيته الجارفة، ووقتها كتبت أحييه على شجاعته فى مقابل هجوم كاسح تعرض له رغم أنى انتخبت السيسى ولكنى اعتبرت أن مواجهته للانتخابات موقف مشرف وعليه أن ينظم صفوفه، ليكون لنا أملاً فى معارضة قوية الشكيمة فى مواجهة حكم ارتضيناه، ولكن من قال إن الشعوب فقط تعيش بحكامها مهما كان لهم من مؤيدين، إن المعارضة هى جزء من الديمقراطية بل هى الجزء الأهم، فعلينا كما نختار حكامنا أن نختار معارضتنا أيضاً، وقد تصورت أن صباحى سيضطلع بها، لكنه للمرة الثالثة يضيع الفرصة.
حمدين صباحى كان فرصة لنا وله ولكثير من الشباب التائه فى دهاليز السياسة، ولكنه للأسف سار على مسلك معارضتنا الخائبة دائما، الشاكية أبدًا، الباكية دومًا.. صحيح أن الانتخابات البرلمانية فى بلدنا صعبة مكلفة ولن تكون معبرة عن الآمال ولكنها فقط ترفع لواء اللى تغلب به العب به، ولكن حمدين ما غلب وما لعب.
لقد ابتلينا كشعب وسياسة طوال الثلاثين عاما الماضية وما قبلها بحكم خائب تماماً، وابتلينا بمعارضة من نوعية معارضة زكريا عزمى بتاع الفساد للركب وهو من أصحابه، كما ابتلينا بمعارضة بتوع الكبدة والمقاولات وغيرهم وما كانوا إلا ديكورا، وصال وجال الفصيل الذى يرفع شعار الدين على الأرض وكانت النتيجة ما عشناه ومازلنا نعانى من آثاره ويعلم الله متى تنتهى، والآن نحن نحمل آمالاً عريضة تجاه حاكم جديد ولكن ليس لنا أمل فى معارضة جديدة حقيقية غير مصطنعة، وبالتالى فلا معنى لحديث عن ديمقراطية وتداول سلطة وحساب وعين مفتوحة.








مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة