إبراهيم نجم:الانتهاكات المتكررة بحق الأقصى تمثل وقودًا للتطرف والمتطرفين

الخميس، 01 أكتوبر 2015 04:19 م
إبراهيم نجم:الانتهاكات المتكررة بحق الأقصى تمثل وقودًا للتطرف والمتطرفين الدكتور ابراهيم نجم مستشار المفتى
كتب - لؤى على

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
أكد الدكتور إبراهيم نجم، مستشار مفتى الجمهورية، أن مواجهة الأيديولوجيات المنحرفة تحتاج حربا فكرية يتعاون فيها علماء الدين مع وسائل الإعلام الدولية والأوساط الأكاديمية فى مجال النشر والبحث، من أجل تفنيد تلك الأيديولوجيات وفضح أفكارها الخاطئة، عبر إتاحة المجال للعلماء المسلمين الوسطيين واستضافتهم ودعمهم لتفكيك تلك الادعاءات الكاذبة والفهم المشوه للقرآن الكريم.

وأضاف مستشار المفتى فى محاضرة ألقاها أمس بمعهد الدراسات الاستراتيجية بمدينة نيويورك على هامش مشاركته فى قمة الأمم المتحدة لمكافحة التطرّف تحت عنوان "مخاطر التطرف فى الواقع المعاصر" أن مصر خطت خطوات واسعة فى محاصرة الفكر التكفيرى، فكما ثارت على الفساد ثارت أيضا على الإرهاب، الذى يدمرها ويقضى على الاستقرار فيها.

وأوضح مستشار المفتى أن الإرهاب أصبح ظاهرة عالمية ولا يوجد مجتمع أو دولة محصنة بالكلية من جرائمه، موضحًا أن مصر حذرت العالم من هذا الوباء مرارًا وتكرارًا ولم تجد دعوتها آنذاك آذانا صاغية.

وأشار مستشار المفتى فى محاضرته إلى أن الإسلام نسق عالمى مفتوح لم يسع أبدا إلى إقامة الحواجز بين المسلمين وغيرهم؛ وإنما دعا المسلمين إلى ضرورة بناء الجسور مع الآخر بقلوب مفتوحة، وبقصد توضيح الحقائق.

وشدد نجم على أن الإرهاب يريد الخراب والشعوب تريد التعمير والبناء، والإرهاب يريد الفناء والدمار، والشعوب تريد الحياة والأمل، الإرهاب يريد الفوضى وعدم الاستقرار والشعوب تريد الأمن والأمان، الشعوب تريد الخير والإرهاب يريد الشر مؤكدًا أن وجود الإرهابيين والمتطرفين وما يرتكبونه من جرائم ضد الإنسانية يُعد حجر عثرة فى طريق السلام والأمن الدوليين، وتشويهًا لصورة الإسلام، وقطعًا للعلاقات الدينية والثقافية المتبادلة بين الشعوب.

وتابع مستشار مفتى الجمهورية: دار الإفتاء المصرية شريك فاعل فى كل الأحداث العالمية، ويتمثل دورها فى نشر التوعية من خلال المحاضرات والإصدارات وإيفاد علمائها فى بقاع الأرض لبيان صحيح الإسلام، وقد قادت خلال الفترة الماضية حملة عالمية لتغيير النظرة السلبية عن الإسلام والمسلمين ولتصحيح الصور النمطية عن الإسلام ونبى الرحمة.

وأبدى مستشار مفتى الجمهورية استعداد دار الإفتاء للتعاون فى توضيح صورة الإسلام، وأن تكون الدار بيت خبرة لمراكز الأبحاث الأمريكية فيما يخص الفتوى وقضاياها.

واستطرد مفتى الجمهورية قائلا: "أريد أن أكون واضحًا مرة أخرى: الإسلام يرفض تمامًا التطرف والإرهاب، ولكن إذا لم نفهم العوامل والدوافع، التى تلقى بالشباب فى طريق التطرف والإرهاب، ونحاول إيجاد الحلول الجذرية لعلاج هذه الظواهر فلن نستطيع أن نقضى على هذه الآفة الخطيرة، التى تهدد العالم أجمع" منتقدا صمت المجتمع الدولى على الانتهاكات المتكررة بحق المسجد الأقصى تمثل وقودا للتطرف والمتطرفين.

وأوضح نجم فى محاضرته أن وسائل الإعلام الغربية نظرت إلى أعمال فئة قليلة لكنها عالية الصوت مثيرة للقلاقل فى العالم الإسلامى، نظروا لهؤلاء واعتبروهم ممثلين لمعتقدات أغلبية المسلمين، زاعمين أن الإسلام دين أساسه العنف، وللأسف ساهمت هذه الوسائل الإعلامية فى تأكيد هذا الرأى من خلال تناولها للإسلام.

وطالب مستشار المفتى بعدم الانجراف فى تبنى المُسميّات، التى تطلقها التنظيمات الإرهابية على أنفسها كمصطلح "الدولة الإسلامية" أو "الخلافة الإسلامية"، فهى من جانب تحاول أن تحصل على توصيف الدولة، رغم أنها ليست كذلك، كما أنها تحاول أن تلصق صفة الإسلامية إليها على غير الواقع؛ فلا هى دولة ولا هى تمت للإسلام بصلة.

أوضح مستشار مفتى الجمهورية أن الجماعات الإرهابية تأتى بنصوص مبتورة من التراث وتخرجها من سياقاتها لتحقيق أهدافها الدنيئة مؤكدا أن دار الإفتاء المصرية تفضح هذه الانحرافات الفكرية وتفندها من خلال مرصد الفتاوى الشاذة والتكفيرية، الذى أنشأته الدار ليقوم بهذه المهمة.

تابع نجم الوجود المسلم فى أمريكا وجود حيوى إيجابى لكافة الأطراف، لاسيما فى هذه الأوقات، وينبغى تعظيم الاستفادة من العنصر المسلم الذى تربطه بالعالم الإسلامى روابط وثيقة، مما يؤهله أن يقوم بدور السفير والممثل للحضارة الإسلامية فى الولايات المتحدة فى الميادين السياسية والاقتصادية والفكرية وغيرها، إضافة إلى دوره فى صناعة مستقبل مجتمعه الأوروبي.

شدد مستشار المفتى أنه على المجتمعات الغربية أن تدرك أن المسلمين لا يسعون إلى الانفصال عن مجتمعهم الغربي، بل غاية المسلم أن يندمج فى مجتمعه مع الحفاظ على هويته وحقوقه كمواطن دون التعرض له بقول أو فعل مسيء، وهو ما يستدعى ضرورة تفعيل القوانين التى تجرم نشر الكراهية والإساءة إلى الأديان.

ودعا مستشار مفتى الجمهورية المواطنين الأمريكيين إلى تكثيف الحوار بين الأديان والثقافات والنهوض بمبادئ السلام والحرية والمساواة والأخوة، من أجل مواجهة أولئك الذين يُريدون فرض الإرهاب والهمجية على العالم، مشددًا على أن الفهم الخاطئ للإسلام والأفكار المسبقة عن المسلمين تدفع بالبعض إلى ارتكاب أعمال معادية للإسلام وتزيد من العنصرية تجاه المسلمين.

كما طالب بصناعة خطاب دعوى عصرى واقعى ومقاصدى يكون قادرا على صياغة وتكوين فكر المسلم فى الغرب، بما يجعله قادرًا على أن يكون مواطنًا إيجابيًا يعتز بدينه ولغته وهويته، وينتمى لوطنه، ويسهم فى بناء حضارته فى ضوء نصوص الشرع وأحكامه.









مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة