لوحة ذاتية للفنانة إليزابيث لويز
لا وجود فى الفن لتصويرية نسوية معينة، ولا لسمات أسلوبية خاصة بأعمال النساء، عدا تلك المتعلقة بوضع المرأة فى هذه المرحلة، وبالرغم من أن مؤرخى الفن يؤكدون على أن النساء مارسن الرسم والتصوير منذ أقدم العصور، فإن عدد الرسامات اللاتى يحفظ التاريخ ذكرهن محدود جدا، والأسماء التى تخصص لها المعارض وتؤلف حول تجربتها الكتب ويحفظها الجمهور العريض فى ذاكرته تختلف باختلاف موضة الراهن.
لوحة ذاتية للفنانة إليزابيث لويز مع طفلها
من أرتيميسا جنتيليسكى إلى فريدا كالو مرورا بنكى دو سان فال وسنيا دولوناى وفيجيه لوبران، التى تحتفى بها باريس حتى مطلع شهر يناير القادم، قبل أن تحل ضيفة على متحف الفن بنيويورك ثم متحف الفنون الجميلة بأوتاوا.
نشأت فيجيه لوبران فى وسط بورجوازى ميال إلى الفن، وتتلمذت على يد أبيها منذ نعومة أظفارها، ولكنه لقى مصرعه فى حادث وهى فى الثانية عشرة، فأخذت أصول الرسم عن غبريال فرنسوا دوايان صديق العائلة، ثم جابريال بريار عضو الأكاديمية الملكية للفنون، واستفادت من نصائح جوزيف فرنيه وعلاقاته، وكان ذائع الصيت فى شتى أنحاء أوروبا، مثلما حظيت بمساندة رسام شهير آخر هو جان باتيست جروز فى تطوير أدواتها الفنية والتردد على الصالونات الفنية.
لوحة الملكة مارى أنطوانيت مع أطفالها
وكان لأسلوبها المميز وجمالها الفتان وذهنها المتوقد ما سهل احتضانها من قبل النخب الفرنسية والأجنبية، قبل أن تفتح أمامها بلاطات الملوك والأمراء فى فرنسا وإيطاليا والنمسا وروسيا، حيث سارت على نهج الكبار من أمثال رافاييل وروبانس وفان ديك فى رسم بورتريهات الأسر الملكية.
تميزت لوحاتها بالتقشف وتجميل الصورة، خصوصا عندما يتعلق الأمر برسم بورتريهات النسوة، ولكن دون أن تحيد كثيرا عن الأصل، فأحدثت بذلك ثورة فى العالم النسوى خلال تلك الفترة وحررت أجساد النساء لتكشف عن جمالهن الطبيعي.
لوحة الملكة مارى أنطوانيت وهى تمسك بأحد الأزهار
وسرعان ما صارت الرسامة الرسمية للعائلة الملكية، تراكم اللوحات بين أصول ونسخ، فتبقى الأصول فى القصر، ضمن ممتلكات الملك، وتُهدى النسخ إلى الأقارب والأصدقاء والسفراء، أو إلى الأسر الحاكمة فى البلدان الأخرى.
وعند اندلاع الثورة عام 1789 غادرت باريس مع ابنتها جولى وتركت زوجها ولوحاتها وثروتها، وظلت تتنقل بين فلورنسا وروما ونابولى وفيينا، وكانت تواظب الرسم باستمرار، وتصمّ أذنيها عن تعقب أخبار بلادها التى لم تكن تحمل غير إعدام كثير ممن كانت تربطها بهم صلة تحت المقصلة. ولم يسمح لها بالعودة إلاّ عام 1802، عرفت فيجيه لوبران برسامة الملكة وقد خصتها بعشرين لوحة، وحازت شهرة واسعة فى فرنسا وخارجها كرسامة بورتريه.
موضوعات متعلقة..
بالصور.. معرض فى بريطانيا يسترجع الثورة المنسية لنساء إيران ضد الحجاب
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة