نصر القفاص

هكذا علمنى موسى صبرى

السبت، 10 أكتوبر 2015 08:00 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
كان يوما عاصفا فى تاريخ مصر، كنت محررا برلمانيا، ذهبت مع أستاذى «عباس الطرابيلى» إلى مقر مجلس الوزراء، كنا على موعد مع الدكتور «على لطفى» رئيس مجلس الوزراء لإجراء حوار تنشره جريدة «الاتحاد» فى أبو ظبى، قبل أن ندخل خرج من المكتب ذاته الأستاذ «موسى صبرى» رئيس مجلس الإدارة ورئيس تحرير أخبار اليوم- بعد أن غادر مواقعه الرسمية- صافح الأستاذ «عباس الطرابيلى» بحرارة وصافحنى باحترام.. دخلنا وأجرينا الحوار، استأذنت من الأستاذ «عباس الطرابيلى» للذهاب إلى البرلمان لتغطية واحدة من أهم جلساته، كان الوقت مبكرا، ذهبت للقاء الدكتور «حلمى الحديدى» وزير الصحة- آنذاك دون موعد- وخلال الانتظار خرج الأستاذ «موسى صبرى» من مكتب وزير الصحة، دخلت والتقيت بالوزير، أنهيت عملى، تحركت إلى البرلمان، كان الغليان واضحا والحوار شديد السخونة.

فى شرفة الصحافة فوجئت بأن الأستاذ «موسى صبرى» يأخذ مكانا بين المحررين البرلمانيين لمتابعة الجلسة، هذا يوم استجواب النائب «علوى حافظ» الذى حفظته ذاكرة البرلمان باسم «استجواب عصابة الأربعة».. التقاليد وظروف الجلسة فرضت على الدكتور «رفعت المحجوب» مغادرة المنصة، تولى رئاسة الجلسة «محمود دبور» وكيل المجلس، بغض النظر عن التفاصيل فى الواقعة، يهمنى أننى اقتربت من الأستاذ «موسى صبرى»، قدمت له نفسى من جديد، استأذنته فى سؤال، استقبلنى بترحاب شديد، سألته: «يا أستاذ موسى، كنت فى مكتب رئيس الوزراء، ثم فى مكتب وزير الصحة، ثم الآن فى شرفة الصحافة لتغطية جلسة للبرمان، وأعلم أنك لم تعد رئيسا لمجلس الإدارة ولا رئيسا لتحرير أخبار اليوم، فهل يمكن أن أسألك عن سر هذا النشاط؟»، أجابنى بعد ابتسامة فهمت معناها الآن: «أظنك تعلم أننى أعمل محررا صحفيا، ففى مكتب رئيس الوزراء أخبار، ولدى وزير الصحة أخبار، وهنا فى تلك الجلسة مئات وعشرات الأفكار والأخبار، إذن أنا أمارس عملى المهنى كصحفى».. لم يرد على دهشتى الواضحة وعكستها ملامح وجهى.. انصرفت وتركته.

تلك هى الصحافة التى قالوا إنها صاحبة الجلالة، ليست بحثا عن منصب أو نجومية، هى حالة بحث عن الحقائق، والحقيقة تضنى الباحثين عنها، فالصحفى لا يصنعه موقعه داخل الجريدة، ولا تحميه نجوميته أو ادعاءاته بأنه مناضل سياسى، الصحافة مهنة تفوقت فيها مصر، عندما كان لدينا أساتذة يحترمونها، لا يتاجرون بها أو يتربحون منها!!








مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة