تامر شاهين يكتب: رحلة البحث عن السعادة

الأحد، 11 أكتوبر 2015 08:06 م
تامر شاهين يكتب: رحلة البحث عن السعادة ورقه وقلم

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
فى إحدى الليالى الصيفية شاهدت بصحبة صديق عزيز فيلما أمريكيا بعنوان " البحث عن السعادة ".
تتلخص فكرة هذا العمل السينمائى فى أن البطل كافح واجتهد وبنى نفسه من الصفر كأى رجل عصامى نزيه وانطلق فى عالم المال والأعمال إلى أن حقق ما كان يربو إليه من غنى شديد وأموال طائلة بعد أن كان فقيرا مدقع الفقر، يعانى من شظف العيش ويبيت ليالى كثيرة فى بيوت الإيواء المخصصة للمتشردين.
سألت صديقى بعد انتهاء الفيلم: لماذا يوجهون الناس إلى أن السعادة فى المال ؟ هل حقا السعادة فى المال ؟
رد صديقى : طبعا لا ... أنا شخصيا مقتنع بأن السعادة فى الصحة .
نظرت له مستغربا و قلت : و كيف لو أنك لديك الصحة و لا تملك من المال شيئا ؟ هل ستكون سعيدا ؟
مط صديقى شفتيه ثم ابتسم و قال : هل تعلم يا عزيزى ؟ أنا أعتقد بأن السعادة فى راحة البال .
فكرت فى هذه الجملة بصورة عميقة .. السعادة فى راحة البال .. هل حقا هى كذلك ? و هل راحة البال هذه ستكون وقتية أم مستمرة ؟ وهل ستلازمنا هذه الراحة أينما ذهبنا ؟ ألن تتخلى عنا يوما ؟ وكيف سنحقق راحة البال تلك لكى ننعم بالسعادة ؟
أتدرون ؟ .. من الصعب جدا أن نختزل إجابة السؤال " أين هى السعادة ؟ " فى كلمة واحدة مثل المال أو الصحة أو الذرية أو العائلة أو حتى أى شىء ينقصنا، فالسعادة ليست حالة أبدية مستمرة يعيش فيها من عاش و يبحث عنها من لم يجدها.
السعادة أوقات ولحظات نمر بها فى اليوم مرات عديدة ونحن لا نقتنصها لأننا فى بحر الضغوط الذى نعيش فيه قد تمر علينا تلك الأوقات دون أن نشعر بها.
السعادة أوقات نضحك فيها و نمرح، نلهو و نلعب ونبتسم، نرى أو نسمع شيئا يريح صدورنا ويبهجنا.
السعادة فى لهو مع طفل صغير، فى لقاء مع صديق قديم، فى دعوة استجاب لها رب العباد، فى سجدة أثلجت صدرك، فى صحة أغدق الله عليك بها، فى مولود وهبه الله لك، فى لقاء عائلى ملئ بالود، فى مساعدة الناس و قضاء حوائجهم ... كل هذا وأكثر.
ولأن السعادة تظهر وتخبو وهى ليست مستمرة، إذن السعادة حالة.
فاغتنم عزيزى هذه الحالة واقتنص السعادة ولتفرح ولتبتهج، فأنت فى ذلك الوقت " سعيد " .








مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة