لن نشمت فى سقوط ضحايا من الشعب التركى الصديق من الانفجارات الإرهابية المستمرة، وآخرها صباح أمس وسقوط أكثر من 30 شخصا فى انفجار بمحطة مترو وسط أنقرة.
الشماتة هنا لا محل لها من الإعراب، وخلافنا السياسى مع الإدارة التركية وسياسة الرئيس التركى أردوغان ومواقفه المعادية من مصر ودعمه للإخوان وتوفير الملاذ الآمن لهم، لن يدفعنا إلى التشفى فى وقوع أحداث إرهابية متكررة وسقوط بشر أبرياء من أطفال ونساء ورجال لا ذنب لهم سوى أن حاكمهم يتخذ مواقف وسياسات قمعية تجلب عليهم المصاعب والقلاقل الأمنية والعمليات الإرهابية.
ولو كان لى أن أكون ناصحا للحكومة المصرية، فأقترح أن تصدر الخارجية المصرية بيانا يندد بشدة بتلك الأعمال الإجرامية والإرهابية التى راح ضحيتها العشرات من الشعب التركى بالأمس، فتركيا ليست أردوغان المهووس بوهم الخلافة الذى انهار على حائط 30 يونيو فى مصر، ولا يمكن اختزال هذا البلد الكبير فى شخص موتور لا هم له سوى معاداة مصر ودعم جماعة تمارس نفس الممارسات الإرهابية فى مصر، وتزهق أرواح الأبرياء، وتستهدف رجال الجيش والشرطة وتربط بين تصاعد الإرهاب فى مصر و«السياسة القمعية وحكم العسكر»- كما تزعم الجماعة الخرفاء وقياداتها- ولا نسمع صوتها فى تفسير أعمال الإرهاب فى تركيا المتصاعدة منذ شهور، فهل ما يحدث فى تركيا الآن نتيجة «حكم العسكر» و«السياسات القمعية لأردوغان»؟!
تركيا الآن تكتوى بنار الإرهاب، بعد أن ظن أردوغان أنه بمنأى عنه بدعمه للإخوان الإرهابية فى مصر أو لداعش فى سوريا والعراق تحت وهم الطموح والزعامة على المنطقة، وبنى حسابات خاطئة تماما لتنفيذ حلم أو وهم الخلافة بدعم الإخوان فى مصر وداعش فى دول الجوار، فانقلب السحر واتسع الرتق عليه، وسادت الفوضى وخرجت الأوضاع عن السيطرة، وانقلبت الأوراق على الطاولة التركية، فى تزامن شديد الحساسية مع الأوضاع السياسية المعقدة فى الداخل التركى وتصاعد المعارضة الداخلية لأردوغان.
انقلبت داعش على أنقرة بعد شهور العسل مع تركيا، والساحة التركية معرضة لمزيد من الاشتعال الداخلى وتصاعد حدة العنف والإرهاب الذى ندينه جميعا ولا نشمت فيه، ولا نتمنى أن يسقط مزيد من الضحايا من الشعب التركى الصديق الذى عليه أن يدرك أن وراء كل هذه الكوارث والمصاعب شخص اسمه أردوغان بسياساته الخرقاء ومواقفه الهوجاء ودعمه لجماعات الإرهاب التى بدأت تنقلب عليه.