نصر القفاص

سامحونا يا أهل الصعيد!!

الأحد، 11 أكتوبر 2015 06:00 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
قضيت يوما مدهشا ومثيرا بين أهلى الذين يجب أن نرفع الرأس لكوننا منهم، كنت فى «الأقصر» و«نجع حمادى» عشت بين ناس يعشقون الحياة، راغبين فى البناء، يرفضون رفع رايات اليأس، رغم أنهم محاصرون بالأزمات، السياحة الغائبة جعلت من «الأقصر» عروسا حزينة على تأخر زفافها، الصناعة التى ضربوها فى مقتل بخنق «مجمع الألومنيوم» تصرخ بحثا عن مخلص ينقذها، وكم كان مؤلما أن زراعة قصب السكر، يتآمر عليها موظفون انعدم ضميرهم فتركوا الفلاح يزرع ويقدم محصوله للدولة دون أن يحصل على ثمن جهده وعرقه وإخلاصه.

كلنا نزور الصعيد لمواساة أهله، والاستمتاع بالكنوز الطبيعية التى يملكها، يطلب منهم الدفاع عن الوطن، فيتقدم أهله الصفوف، نرجوهم المشاركة فى الانتخابات فلا يتأخرون، ويسجلون أعلى نسب الاحترام للديمقراطية وقواعدها، نرجوهم الصبر فضربوا المثل فى استحلاب الصبر، حتى تصورنا أنهم أدمنوه وأصبح هوايتهم.

أكثر من ثلث آثار العالم يحافظ عليها أهل الصعيد، كنوز السياحة أمانة بين أيدى أهل الصعيد، إنتاجنا الاستراتيجى من قصب السكر وغيره من الزراعات، يقدمه مزارعو الصعيد، لكننا مشغولون بالقاهرة والإسكندرية وبعض عواصم المدن، والمدهش أن أهل هذه المدن يسخرون من صناديق الانتخابات، ويرفضون نداءها، يشكون ارتفاع أسعار كهرباء مقبلة إليهم من الصعيد المظلم، يتألمون إذا انقطعت مياها تمر على «الصعايدة» وهم عطشى وأراضيهم تتسولها! والإعلام لا يرى غير أهل العاصمة، يشغل الأمة بفنان ضبطوه متلبسا بتعاطى المخدرات، دون تفكير فى مئات- بل آلاف- الأسر التى تمر عليها الشهور والسنين بلا كهرباء أو ماء أو صرف صحى، يمرضون فلا يجدون من يحنو عليهم أو يعالجهم، ثم يشغلنا عدد من الشباب الذين تدربوا على إطلاق الشائعات وإشعال نيران الأكاذيب، هكذا فكرت وفرحت بقدر ما حزنت أننا أمة نملك هذا الكنز الإنسانى الذى يتنفس، فضلا عن كنوز أثرية وسياحية وزراعية وصناعية فى الصعيد، لكننا نتعامى عن رؤيتها، اللهم أكرمنا بنعمة البصر والبصيرة!!








مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة