نشأت رشدى منصور يكتب من أستراليا: أنا وصديقى والحمار

الأحد، 11 أكتوبر 2015 02:05 م
نشأت رشدى منصور يكتب من أستراليا: أنا وصديقى والحمار صورة أرشيفية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
قال لى زميل الدراسة والمقعد المدرسى.. هل تحب الحمار ؟ قلت له بالطبع قال لى لماذا ؟ هل لك أن تعدد لى ماذا يعجبك فيه ؟ قلت له إن تساؤلك غريب يا محمد .. إننا أغلب المصريين نحب الحمير والعشرة ما تهونشى إلا على أولاد الحرام وهل نسيت عزيزى مقدار محبة الناس للحمير عندما قالوا المثل المعروف والشهير ""من فاته حماره تاه".

قال لى صديقى محمد " أنت على حق " ولكنك حتى الآن لم تخبرنى أو حتى تجيبنى على سؤالى وهو بسيط للغاية.

قلت له إن الحمار مخلوق مغلوب على أمره.. مسالم .. عندما يعبر عن غضبه "" يتمرمغ" فى الأرض تعبيرا عن استيائه قال لى " وإيه كمان " قلت له يتحمل كل ما هو فوق طاقته من هموم الناس وأقصد من ذلك الحمولة التى دوما ما تفوق قدراته الجسمانية وتحملها فى صبر ولا يعترض أبدا ثم يفاجأ فى نهاية ورديته من أن ما يقدم له من طعام لا يتناسب وعمله الشاق.. لم يدع المرض يوما ما.. يعمل على جميع الخطوط ولم يطلب فى يوم من الأيام إجازة أو تذكرة ذهاب وعودة.. أو أنه ضل الطريق يوما ما او انه تمارض .. كما يذكرنى دوما من أن للمجتهد نصيب .. وهذا اكبر كنز .. قال لى زميل الدراسة ما دام الوضع هكذا لماذا لا نشترى سويا. حمارا على الاقل نمتطيه ونعتقد فى قرارة انفسنا من اننا من الخيالة .. على قدنا اصل. الناس مقامات والدنيا. غريبة فيها الراكب وفيها المركوب.

كم معك من النقود ؟ قلت له إننى اقتصد من عيديتى التى يعطيها لى جدى عشرة قروش فى كل مرة فلدى الآن مبلغ جنيهان قال لى " أن معى جنيها وثمن الحمار ثلاثة جنيهات لا غير.

قلت لزميلى إننا أمام مشكلة عويصة كيف لنا أن نذهب للسوق لشراء هذا المخلوق الظريف المسمى حمار مع إنه يتندر به كمخلوق غبى مع انه ليس كل حمار " حمار " كما فى عالم البشر.. أن السوق يوم ثلاثاء وهو يوم دراسى.

واستطاع كل منا أن يختلق قصة لكى يصرح لنا بمبارحة المدرسة وأن نتقابل فى مكان ما وقد كان دون أى عائق على باب السوق وجدنا مبتغانا حمار ظريف صغير السن بثلاثة جنيهات لا غير، كما أعطانا البائع كمية من البرسيم حبات من القراميش والمكسرات أى الفول.. وذهبت إلى منزلنا المودرن والأم التى كانت لا تسمح لى وأخوتى من أن ندخل المنزل بأحذية بل نتركها على باب المنزل .. لم تكن مصر تعرف وقتها سرقات الأحذية وناديت على أمى وأنا فرح ومسرور وسرعان ما تحول فرحى لهم وغم عندما قالت لى يا مجنون إيه اللى عملته ده رجعه من حيث أتيت به ازاى نحطه فى الشقة قلت لها زى ما بتحطى الديوك الرومى وسوف أقوم بالنظافة عندما وجدت الطريق مسدودا فأخذت حمارى العزيز إلى السوق فوجدت مشتريا له بأربع جنيهات.. كان كلى حسرة بالطبع وكان بودى أن أتغن له بأغنية "ودعت حبك".









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة