حتى فى عالم "الفاشون" الستات مظاليم.. نسبة ضئيلة من القيادات النسائية تدير بيوت الأزياء الشهيرة.. الرجال يسيطرون لتركيزهم على الأفكار التجارية.. وقائمة أغنى 10 مصممى أزياء فى التاريخ بها 3 سيدات فقط

الشكوى من غياب تمكين المرأة وتصدرها للأماكن القيادية أمر مسلم به، حتى أن الكثير من المؤسسات والمنظمات العالمية تعمل بخطى حثيثة نحو تمكينها خاصة فى المجالات التى تشهد قلة من القيادات النسائية مثل التكنولوجيا مؤخرًا والساحة السياسية.

ولكن المفاجأة أنه حتى فى تلك المجالات التى لها علاقة وثيقة بالمرأة مثل صناعة الأزياء لم تتصدر النساء المراكز القيادية.

الأمر لا يقتصر على مصر فحسب التى إذا سألنا عن أبرز مصممى الأزياء فيها تبادر إلى أذهاننا قائمة قصيرة من الأسماء كلها لرجال، ولا حتى العالم العربى الذى يعيش الوضع نفسه لكنه كان ملحوظًا أيضًا بشكل عالمى، خاصة فى أسبوع الموضة الأخير فى باريس الذى شاركت فيه قرابة 91 علامة تجارية، أقل من 20% منها يشغل منصب المدير الإبداعى فيها امرأة.

التمثيل النسائى فى عالم الموضة يتحسن لكنه لا يزال ضعيفًا




وهذه القضية التى ناقشتها "فانيسا فريدمان" محررة وناقدة الموضة المخضرمة فى صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية فى مقالها بالصحيفة هذا الأسبوع التى تساءلت فيها "أين هى المرأة من صناعة الأزياء التى ترغب المرأة فى ارتدائها؟؟

وأضافت "الحكمة التقليدية تقول إن مصممى الأزياء الإناث تصنعن الملابس التى تحلم بارتدائها بينما الذكور يصممون الملابس التى يرون أن المرأة تحلم بارتدائها" وهو ما يعنى أن المصممة تبحث أكثر عن الخيال بينما الرجل يتسابق فى مجال عمل ووظيفة

وتابعت "من المفروغ منه أن التمثيل النسائى فى عالم الموضة أفضل كثيرًا الآن من الوقت السابق، لكن الوضع لا يزال مؤسفًا".

وأشارت "فانسيا" إلى أنه لتغيير هذا الوضع القائم يجب أن يتم كسر الصورة النمطية عن النساء فى عالم الأزياء قبل أى شىء.

لماذا يحتل الرجال كل الأماكن فى عالم الموضة؟




هذه القضية لم تكن "فانسيا" أول من يفجرها، ففى مارس الماضى، بعد إقامة أسبوع الموضة فى باريس لأزياء الخريف والشتاء، وتحت عنوان "لماذا فى عالم الموضة، كل الأماكن لا تزال للرجل؟" تساءلت "لورين شيرمان" محررة الموضة الأمريكية "لماذا على مدار التاريخ الطويل لعلامات الأزياء الشهيرة لا يتولى منصب المدير الإبداعى فيها سوى الرجال؟ وقالت إن مالكى هذه العلامات التجارية نادرًا ما يجازفون بوضع امرأة فى هذا المنصب، لأنهم بالأساس يبحثون عن النجاح التجارى وغير مستعدين للتضحية والمجازفة بوضع امرأة قد لا تملك نفس قدرة الرجل على المنافسة وطرح أفكار تجارية مثل الرجل، كما يعتقدون.

لماذا لا تُؤخذ النساء على محمل الجد فى عالم الموضة؟



أما "بينيش شاه" المدير التنفيذى والشريك المؤسس لمنصة Before the Label أول منصة للتمويل الجماعى للأزياء فتطرقت إلى نقطة أخرى فى هذه القضية وهى "لماذا لا تُعامل النساء بجدية فى عالم الموضة كما الرجال؟" وأرجعت ذلك للعديد من الأسباب منها أن هناك صورة نمطية عن المرأة عاشقة الموضة، بأنها تحب الأقمشة والتصاميم وشراء الأزياء ولكنها لا تملك القدرات العقلية لفهم كيف تعمل كصناعة، ولا يدرك الرجال بعد أن الزمن يتغير وأن النساء اللاتى وصلن إلى منصب المدير الإبداعى والتنفيذى لدور الأزياء الكبرى أثبتن نجاحًا وقوة فى هذا المجال.

وأرجعت الأمر كذلك إلى أن الرجل حين يدخل عالم الموضة يكون منشغلا جدًا بعمله ويشق طريقه ويضع عينيه فى وسط رأسه كما يقول التعبير الشعبى، ويفكر دائمًا فى حل المشاكل بينما تنشغل النساء بالنميمة والصراعات والغيرة.

ومن الملاحظات الطريفة لـ"بينيش" على وضع الرجال فى عالم الموضة، هو أن الجميع يظن أن النساء لهن السيطرة والهيمنة فى هذا المجال، بالتالى عندما يلاحظن رجلاً يعمل فى الموضة يعتبرونه شخصا فريدا يجرى وراء شغفه ويهدف لتحقيق نفسه فى عالم الموضة بالتالى يمنحونه فرصة أكبر ويسلطون الضوء عليه، بينما الحقيقة هى أن وجود النساء هو القليل فى هذا المجال.

قائمة أغنى مصممى الأزياء فى العالم بها 3 نساء فقط




إذا نظرنا للأمر من زاوية أخرى وهى الأرقام والمال، نجد أن قائمة أغنى مصممى الأزياء فى العالم لعام 2015-2016 تتضمن 3 أسماء نسائية فقط على رأسها "ميوشيا برادا" والتى يرجع جزء كبير من ثروتها إلى الماركة التى ورثتها عن جدها "ماريو برادا"، وتحتل "ديان فون" المركز السابع فى القائمة وجاءت المصممة "Allegra Versace" فى المركز التاسع.