شارع النبى دانيال، الممتد من محطة الرمل حتى محطة مصر، من أهم شوراع عروس البحر من حيث أهميته التاريخية والأثرية، فبمجرد السير فى ارجاؤة يمكنك ان تعرف كيف كانت تسير الحياة فى الاسكندرية القديمة...فالشارع أوله مسجد وآخره معبد ويتوسطهم كنيسة.
المسجد ينسب للشيخ محمد دانيال الموصلي، أحد شيوخ المذهب الشافعى الذى بناه عام 1790 ميلاديا، حين جاء إلى الإسكندرية فى نهاية القرن الثامن الهجري، واتخذ منها مكاناً لتدريس أصول الدين والفرائض حتى وفاته المنية عام 810 هجريا، ودُفن بالمسجد، ومن حينها أصبح ضريحه – الموجود فى نفق يصل إلى 5 أمتار- مزارا للناس للتبرك به.
وتتوسط الشارع الكنيسة المرقسية، أقدم كنيسة فى مصر وأفريقيا، والتى بناها القديس "مرقس" فى القرن الأول الميلادى عام 62م، مع دخول المسيحية إلى مصر، اما المعبد فهو من اقدم المعابد اليهودية التى يعود تاريخها الى القرن الـ19، والذى كان يحتضن أكثر من 40 الف يهودى ومجموعة من الكتب والمخطوطات اليهودية النادرة التى يعود تاريخها إلى القرن 15.
ولذلك تمتزج فى هذا الشارع أصوات التراتيل العبرية بأجراس الكنائس والآذان، كشاهد على حضارة مصر التعددية بين كافة طوائفها المختلفة.
كما يوجد بالشارع بعض الابنية الهامة، مثل مبنى جريدة "الأهرام" فى الإسكندرية والمركز الثقافى الفرنسى الذى أنشئ عام 1886، ولذلك فالعديد من الفرنسيين يقصدون المكان بكثرة.
ومن أكثر العلامات المميزة لشارع النبى دانيال هو انتشار الأكشاك التى تبيع الكتب المستعملة - المصطفة على جانبية- بداية من الكتب الدراسية والخارجية والروايات والقصص الأدبية -بمختلف اللغات، العربية والأجنبية-، وبيعها بأسعار زهيدة لسكان المدينة، قد تصل أحياناً الى "جنية" للكتاب الواحد.
فالشارع صورة كربونية مطابقة لسور الأزبكية بالقاهرة، كأكبر سوق مفتوح تباع على أرصفته الكتب القديمة، ولهذا يقصده العديد من طلاب العلم والباحثين والمثقفين بالإسكندرية، لشراء الكتب والمراجع التى يصعب العثور عليها فى أماكن أخرى والتى تحمل رائحة الأجداد وذكرياتهم وخلاصة تجاربهم.
وقد بات شارع النبى دانيال من أكثر الشوارع حيوية فى الإسكندرية لما يتوفر به من الخدمات الأخرى، كوجود المحال التجارية التى تبيع كل شيء بدءا من الملابس والأحذية والأجهزة الكهربائية، ومستلزمات المنزل وغيرها.
وانتشرت كثير من الاقاويل المتضاربة حول إن الإسكندر الأكبر مدفون فى الشارع الجنوبي، وهو شارع فؤاد المتفرع من شارع النبى دانيال، ولكن هناك دراسات أخرى تشير إلى أنه فى الحى الملكى أو فى مرسى مطروح، ودراسات أخرى تؤكد وجوده فى سيوة، ولكن البحث عن المقبرة ما زال جاريًا، ولم يثبت صحة شيء منهم حتى اليوم.
موضوعات متعلقة..
-وزير الثقافة ومحافظ الأقصر يفتتحان قصر ثقافة أسنا بحضور رؤساء قطاعات الوزارة
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة