حاولت التعرف على القوائم الانتخابية المتنافسة فى الانتخابات البرلمانية المقرر إجراؤها الأسبوع المقبل بالجولة الأولى يومى 18 و19 أكتوبر الجارى فى 13 محافظة، فأنا من الملتزمين بأداء حقهم الدستورى فى الاختيار والمشاركة فى العملية الانتخابية فى مصر بصفتى مواطن مصرى يبحث عن الشخصيات المناسبة لتمثيله فى البرلمان، بشرط معرفة هوية المرشحين وتوجهاتهم وانتماءاتهم وبرامجهم الانتخابية.
كان لا بد من بذل مجهود فوق العادة لمعرفة القوائم الانتخابية المشاركة وأعضائها، بحكم المهنة التى أنتمى إليها، وتساءلت.. إذا كانت هناك صعوبة كبيرة بالنسبة للمهتمين ولشخص مثلى فى التعرف على القوائم والبرامج، فكيف هو الحال بالنسبة للمواطن الناخب البسيط الذى لا يعرف أسماء المرشحين أو القوائم وعددها ورموزها وأعضاءها وكيف سيتم انتخابها، والمفروض أن الشريحة الضخمة المستهدفة من الناخبين هى من الفئات البسيطة التى من المفترض أن تسعى إليها القوائم الانتخابية وتجلس إليها وتعرفها ببرامجها وأفكارها وما تطمح لتحقيقه من خلال البرلمان ومواقفها من القضايا الاجتماعية والاقتصادية والسياسية المختلفة.
للأسف هناك حالة لا مبالاة فى الشارع المصرى من الانتخابات البرلمانية الحالية رغم أهميتها وضرورتها، وغالبية الناس تبدى عدم اهتمام، بعد حالة الصراع والارتباك التى سادت الأحزاب والقوى السياسية لتشكيل القوائم وانشغالها بالحصص الحزبية وبالأنصبة السياسية والدخول فى صراعات ونزاعات أدت فى الأخير إلى الانسحابات المتكررة من التكتلات الانتخابية وتصدير حالة من الإحباط واليأس لدى الناس من تشكيل قائمة وطنية موحدة تتصدر المشهد الانتخابى ببرنامج انتخابى واضح ومحدد، ولم يعرف الناخب عن القوائم سوى صراعاتها وتنازعها على نسبة المرشحين والمقاعد.
ليس ذنب المواطن البسيط فى عزوفه عن الانتخابات البرلمانية الحالية- مع حرصنا على مناشدتنا له بأهمية وضرورة النزول للجان- والمسؤولية كاملة تقع على عاتق السادة من النخبة السياسية التى اهتمت بتشكيل القوائم وبنصيبها من البرلمان قبل التفكير فى المواطن البسيط الذى سيدفع بها إلى المجلس، فلم يجد أمامه سوى التحصن بالسلبية، وهذا مؤشر خطر، وعدم الاهتمام بمعرفة القوائم التى بالكاد يعرف منها قائمة أو قائمتين، رغم أن 7 قوائم متنافسة ربما لا يعلم كثيرون عنها شيئا، فهل تبقى شىء آخر للتعرف بالبرامج.. فى حالة وجود برامج من الأصل..!
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة