تدمير سمبوزيوم أسوان.. لصالح من؟.. مؤسسات العالم تسند مشاريعها الكبرى إلى رواد الفن والوزير السابق أبعد الفنان العالمى «آدم حنين» عن السمبوزيوم فأفقده سمعته الدولية
الثلاثاء، 13 أكتوبر 2015 05:25 م
الفنان أدم حنين
تحليل يكتبه: وائل السمرى
فرق كبير بين الفنانين والفواعلية، فمع احترامنا الكامل لما يبذله عمال البناء المعروفون باسم «الفواعلية» من مجهود «شريف» فى أعمالهم اليومية، لكنه من المعروف أن لمهنتهم سقفا عمريا معينا لا يستطيع أحد تجاوزه، بينما لا يستلزم عمل الفنان سقفا عمريا محددا، بل على العكس كلما كبر الفنان المتميز فى العمر ازداد تميزه وأصبح مدرسة فنية عامرة بالتجارب النادرة، وإذا ما كان هذا الفنان الذى نتكلم عنه صاحب مكانة فنية كبيرة، أصبح الفرق شاسعا، أما إذا أصبح هذا الفنان صاحب اسم عالمى مجلجل وصاحب مدرسة فنية خاصة أصبحت المقارنة «مستحيلة»، لكننا للأسف نهدر قيمنا الفنية العالمية بل وندفعها إلى الانتحار الفنى بإقصائها عن حلمها وتهميشها عن الواقع الفنى وحرمانها من التواصل مع الأجيال الشابة، وحرمان الأجيال الشابة من الاغتراف من خبرتها، وهو للأسف ما حدث مع الفنان العالمى «آدم حنين» الذى أبعده الوزير السابق عبدالواحد النبوى عن «سمبوزيوم أسوان» ما ينذر بتدمير هذا الحدث الفنى الكبير.
على مدار عشرين عاما رأس الفنان العالمى هذا السمبوزيوم الفريد فى المنطقة، وبفضله أصبح لدى مصر والعالم العربى فنانون متخصصون فى فن النحت على الحجر، كما أصبح السمبوزيوم من أشهر الأحداث الفنية حول العالم، إذ يلتقى فيه الفانون من مختلف البلاد ليتبادلوا الخبرات فيما بينهم ويتلقون تعاليم الفنان الأكبر «آدم حنين»، فتتحدث مصر عن نفسها وتعود إلى مكانتها الفنية المفتقدة وتتجلى فى أبهى صورها مع المعلم الأمهر والفنان الأشهر «آدم حنين».
لسنا هنا ضد «عجلة الزمن»، ولست أيضا من دعاة الركود أو الجمود، وقد يقول قائل إن الفنان الكبير مكث فى موقعة عشرين عاما ومن اللازم أن تتجدد الدماء، لكن حالة سمبوزيوم أسوان تؤكد أن هذا الفنان الكبير الذى مازال قادرا على العطاء فوق هذه الأقاويل وأرفع، فليس «حنين» من المتكالبين على المناصب، وليس أيضا من المحتاجين لعطايا الحكومة إن كان هنا عطايا، وفى الحقيقة فإن خسارة السمبوزيوم لحنين أكبر بكثير من خسارة حنين للسبموزيوم، فالفنان الكبير حفر اسمه عالميا ومحليا منذ عشرات السنين، كما أن منحوتاته تعد من أغلى المنحوتات فى تاريخ الفن المصرى، ومدرسته الفنية أصبحت من أكبر المدارس الفنية رسوخا، فما الذى سيخسره من الابتعاد عن السمبوزيوم، أما خسارة السمبوزيوم من إبعاده فمهولة أبسطها أن السمبوزيوم سيفقد سمعته العالمية برحيل أكبر أسماء عالم النحت عنه، ومن الواجب هنا أن ندعو وزير الثقافة الكاتب الكبير «حلمى النمنم» أن يعيد النظر فى قرار إبعاد حنين عن موقعه، مثلما راجع الكثير من قرارات عبدالواحد النبوى الطائشة.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
فرق كبير بين الفنانين والفواعلية، فمع احترامنا الكامل لما يبذله عمال البناء المعروفون باسم «الفواعلية» من مجهود «شريف» فى أعمالهم اليومية، لكنه من المعروف أن لمهنتهم سقفا عمريا معينا لا يستطيع أحد تجاوزه، بينما لا يستلزم عمل الفنان سقفا عمريا محددا، بل على العكس كلما كبر الفنان المتميز فى العمر ازداد تميزه وأصبح مدرسة فنية عامرة بالتجارب النادرة، وإذا ما كان هذا الفنان الذى نتكلم عنه صاحب مكانة فنية كبيرة، أصبح الفرق شاسعا، أما إذا أصبح هذا الفنان صاحب اسم عالمى مجلجل وصاحب مدرسة فنية خاصة أصبحت المقارنة «مستحيلة»، لكننا للأسف نهدر قيمنا الفنية العالمية بل وندفعها إلى الانتحار الفنى بإقصائها عن حلمها وتهميشها عن الواقع الفنى وحرمانها من التواصل مع الأجيال الشابة، وحرمان الأجيال الشابة من الاغتراف من خبرتها، وهو للأسف ما حدث مع الفنان العالمى «آدم حنين» الذى أبعده الوزير السابق عبدالواحد النبوى عن «سمبوزيوم أسوان» ما ينذر بتدمير هذا الحدث الفنى الكبير.
على مدار عشرين عاما رأس الفنان العالمى هذا السمبوزيوم الفريد فى المنطقة، وبفضله أصبح لدى مصر والعالم العربى فنانون متخصصون فى فن النحت على الحجر، كما أصبح السمبوزيوم من أشهر الأحداث الفنية حول العالم، إذ يلتقى فيه الفانون من مختلف البلاد ليتبادلوا الخبرات فيما بينهم ويتلقون تعاليم الفنان الأكبر «آدم حنين»، فتتحدث مصر عن نفسها وتعود إلى مكانتها الفنية المفتقدة وتتجلى فى أبهى صورها مع المعلم الأمهر والفنان الأشهر «آدم حنين».
لسنا هنا ضد «عجلة الزمن»، ولست أيضا من دعاة الركود أو الجمود، وقد يقول قائل إن الفنان الكبير مكث فى موقعة عشرين عاما ومن اللازم أن تتجدد الدماء، لكن حالة سمبوزيوم أسوان تؤكد أن هذا الفنان الكبير الذى مازال قادرا على العطاء فوق هذه الأقاويل وأرفع، فليس «حنين» من المتكالبين على المناصب، وليس أيضا من المحتاجين لعطايا الحكومة إن كان هنا عطايا، وفى الحقيقة فإن خسارة السمبوزيوم لحنين أكبر بكثير من خسارة حنين للسبموزيوم، فالفنان الكبير حفر اسمه عالميا ومحليا منذ عشرات السنين، كما أن منحوتاته تعد من أغلى المنحوتات فى تاريخ الفن المصرى، ومدرسته الفنية أصبحت من أكبر المدارس الفنية رسوخا، فما الذى سيخسره من الابتعاد عن السمبوزيوم، أما خسارة السمبوزيوم من إبعاده فمهولة أبسطها أن السمبوزيوم سيفقد سمعته العالمية برحيل أكبر أسماء عالم النحت عنه، ومن الواجب هنا أن ندعو وزير الثقافة الكاتب الكبير «حلمى النمنم» أن يعيد النظر فى قرار إبعاد حنين عن موقعه، مثلما راجع الكثير من قرارات عبدالواحد النبوى الطائشة.
مشاركة