صالح المسعودى يكتب: دلوعة العالم

الثلاثاء، 13 أكتوبر 2015 03:00 ص
صالح المسعودى يكتب: دلوعة العالم عبد الفتاح القصرى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
( يا أرض احفظى ما عليكى. يا صفايح السمنة السايحة ويا برميل الزبدة النايحة) لا أدرى كيف استدعت ذاكرتى هذا الحوار الفنى البحت، الذى تحول لمشهد حقيقى فى وسط عالم يتشدق بالمدنية والعدالة الاجتماعية بل ويعاقب الدول التى تكون من وجهة نظره غير ديمقراطية ويتوعدها بالعقوبات وبعظائم الأمور.

ولا أدرى كيف جال بخاطرى أن (أشبه) هذه (الدويلة) بتلك المرأة اللعوب التى تتحكم فى غرائز الرجال وتسيطر على مقدراتهم وتصرفاتهم بدلالها تارة وبالمكيدة تارة أخرى، فهى عندما تتمايل وتمشى فى الطريق تخطف أبصار الرجال وينجرفوا خلفها فى مشهد عجيب وكأنها ساحرة شريرة تفعل بهم ما تريد.

وعندما يهم أحدهم بالتفكير بالاقتراب من تلك المرأة يظهر له كبير الحارة (والاضيشه) ليكيلوا له اللكم والركل، فالجميع أصبح كل همهم أن يخطبوا ودها، فقد سيطرت على عقل الكبير(فهل صار لبقية أهل الحارة قيمة عندها؟).

ثم أتذكر فجأة الفنان (عبد الفتاح القصرى) وهو يردد كلماته بصوته الأجش المميز، ولكن هنا وللأسف تحول (الحول) البسيط الذى يميز الفنان الراحل إلى حول من نوع آخر، حيث الكيل بمكاييل عدة. فهل تعرفت الآن يا عزيزى القارئ على دلوعة العالم وفتاتهم المدللة؟

إنها إسرائيل فتاة العالم (الدلوعة) التى لا ينطبق عليها القانون الدولى فهى بكل وضوح لا تعترف بهذا القانون طالما انه فى غير مصلحتها ولو حاولت يا مسكين أن تنتقد هذا الوضع المشين وقفت كبيرة العالم وكالت بمكيالين وتبعها الأهل والعشيرة فى أوروبا. ثم يقال لك كيف تتجرأ يا هذا على سيدة القصر.

إذن كان يجب علينا أن نسأل أنفسنا سؤال هام وهو ( لماذا نعتب على إسرائيل؟)
ولماذا نكيل لها الاتهامات؟ فهى تعرف مصلحتها وتبحث عنها وتتخير من الطرق ما تشاء لتفرض سيطرتها على أصحاب القرار فى العالم فقد سيطرت على الإعلام العالمى (وجعلناكم أكثر نفيرا) فهى تعرف (من أين تؤكل الكتف ).

إذن لابد أن نبحث نحن عن عيوبنا. فقد أعطيناها الفرصة لتقوى (لأننا تفرقنا) وتركناها ترتع فى السيطرة على مقدرات الشعوب من خلال السيطرة على مقدرات أصحاب القرار فى بلدانهم ونحن لم نهتم إلا (بالكبسة والثريد) وهات العطر يا ولد.

بحثنا عن تثبيت سلطاننا وكراسينا وأصابنا (الوهن) وبدأت تتداعى علينا الأكلة، ثم عندما تعتدى علينا إسرائيل لا نتوقف عن النواح والعويل ونستجدى العالم أن ينصفنا ولو بكلمات ( رقيقة ) تسمى الشجب والإدانة، ولكننا وللأسف لا نستحقها فتخرج علينا كبيرة العالم مشهرة سيفها البتار ( والفيتو أصدق أنباء من الشجب ) لتقول لنا بصوت أجش وحول واضح ( إنها منطقة خطر. ممنوع الاقتراب).

فنتدارك الأمر مسرعين لأننا نعلم أننا الأضعف، ولا ننسى أن كراسى معظمنا مرتبطة برضا أصحاب القرار فى العالم التى تسيطر عليهم بدورها ( دلوعة العالم )، وعندما نفكر فى الوحدة أو أى عمل عربى مشترك نجد من يحارب هذا العمل ويذكرنى ذلك بالمثل البسيط ( دود المش منه فيه).

أيها الشعب العربى ما يحدث الآن هو مثال مشابه لما حدث لأجدادكم فى الأندلس فقد تشرزموا وتفرقوا واستقوى بعضهم على بعض حتى قيل فيهم (ابكوا كالنساء على ملك لم تحافظوا عليه كالرجال) فهل نتدارك الأمر قبل فوات الأوان؟.











مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة