بالصور.. 5 أشخاص بالشرقية يختطفون طفلا 5 سنوات لطلب فدية 2 مليون جنيه.. الجناة خططوا للجريمة داخل السجن.. الأمن يقبض عليهم وبحوزتهم أسلحة.. والطفل بعد عودته: "الحرامية أكلونى طعمية وسرقوا منى 3 جنيه"

"أنا كنت بلعب كرة مع إبن عمى فى الملعب وفى راجل جاء قال فين "مهند سمير" قولت له أنا ياعمو، قال تعالى معانا كلم بابا عايزك، قولت له ماما قالت ليه اوعى حد يقول لك تعالى أوديك لبابا تروح معاه، راح شدنى معاه بالعافية وأنا رحت معيط وقولت له عايز ماما، وركبنى العربية، وبعدين كان معاه رجالة كتير خدوا منى 3 جنيه، ومش ضربونى خالص وأكلونى طعمية، بس كنت بعيط وأقول لهم عايز بابا وماما".. بهذه الكلمات قابل الطفل "مهند سمير" 5 سنوات أحضان أسرته بعد يومين من خطفه من قبل عصابة مكونة من 5 أشخاص مقابل فدية مالية من والده تقدر بـ 2 مليون جنيه .

البداية عندما تلقى اللواء خالد يحيى مدير أمن الشرقية، إخطارا من اللواء عبد اللطيف الحناوى مدير المباحث الجنائية، يفيد بلاغا من الأهالى بقرية ميت معلا التابعة لمركز بلبيس، بقيام مسلحين بخطف طفل عمره 5 سنوات، من أمام ملعب القرية أثناء لهوه مع الأطفال ولاذوا بالفرار، وتحرر عن ذلك المحضر رقم 10722 إدارى مركز بلبيس لسنة 2015.

وتبين من التحريات التى باشرها الرائد محمد غيث رئيس مباحث بلبيس، أنه أثناء قيام الطفل "مهند سمير رضوان" 5 سنوات باللهو أمام ملعب القرية قام مجهولون بخطفه مقابل فدية مالية من والده 2 مليون جنيه نظير إطلاق سراحه سالما، وتم إخطار النيابة العامة بلبيس برئاسة المستشار أمير نوار وبإشراف المستشار أحمد الفقى المحامى العام لنيابات جنوب الشرقية.

وتم تشكيل فريق بحث جنائى قاده اللواء عبد اللطيف الحناوى مدير مباحث الشرقية، وضم كلا من الرائد محمد غيث رئيس مباحث بلبيس ومعاونه النقيب عمر جمال برئاسة العقيد محمود جمال رئيس فرع البحث الجنائى لفرع الجنوب.

وتبين من التحقيقات التى باشرها فريق البحث، أن الجناة أغلبهم لا يعرفون بعض شكلا، وأن 3 منهم كانوا محبوسين سويا بسجن الزقازيق العمومى بالشرقية، منذ عدة أشهر وأثناء تواجدهم سويا، فكر السجين "محمد فتحى بدر" مازال محبوسا بالسجن على القيام بأى ضربة يحصلون منها على أموال، وفى السجن تعرف على شخص من قرية ميت معلا، التابعة لمركز بلبيس بمحافظة الشرقية، قرية والد الطفل، واتفق معه على أن القرية بها شخص تاجر ولديه طفلان أنجبهما مؤخرا وفى حالة خطف أى منهما سوف يدفع آخر مليم بجيبه من أجل إعادة نجله سالما.



واستقر السجناء الثلاثة "محمد" الذى ما زال محبوسا وصاحب الفكرة، و"علاء" و"ملاك" اللذان خرجا من السجن مؤخرا، على تنفيذ العملية وأنهم سوف يحفظون حق "محمد" له من الأموال حصيلة الفدية التى يدفعها والد الطفل لهم، واتفق مع سائق من الزنكلون وشخص رابع على تنفيذ العملية.

وأضافت التحقيقات: أن المتهمين قرروا الاستعانة بشخص معروف عنه القيام بالأعمال الإجرامية بالقرب من قرية ميت معلا ويدعى "ناصر" من قرية تل الجراد، فذهبوا إليه واتفقوا معه على التخطيط لواقعة خطف الطفل، وقاموا بخطف الطفل أثناء لهوه أمام ملعب القرية وهربوا به، وعند علم المتهمين بأن الشرطة قبضت على المتهم الرئيسى فى الواقعة ويدعى "السيد الجندى" قام 2 منهم بالذهاب إلى أسرة الطفل وتسليمهما الطفل بزعم العثور عليه تائها ويبكى بالقاهرة، وأنهما أشفقا عليه وحضرا لتسليمه لأسرته بعد أن صعب عليهما من كثرة البكاء وذلك مقابل أن يحصلا على حلاوة رجوع الطفل سالما .

وتبين من التحريات أن وراء ارتكاب الواقعة كلا من "السيد.م.ع" وشهرته "السيد الجندى" 32 سنة عاطل ومقيم عرب تل الجراد – بلبيس وله محل إقامة آخر بالهرم، و"محمد.ص.م" 34 سنة سائق ومقيم قسم أول الزقازيق، و"أحمد.ف.م" 32 سنة سائق ومقيم مركز الزقازيق، و"ملاك.ص.ح" ومسند بعد إسلامه باسم "محمد.ف" 34 سنة عاطل ومقيم محرم بك الإسكندرية، وله محل إقامة آخر قسم أول الزقازيق، و"علاء الدين.س" 39 سنة عاطل ومقيم شبرا القاهرة، وله محل إقامة آخر شارع فاروق قسم أول الزقازيق.

وتبين من التحقيقات، أن فريق البحث تمكن من ضبط المتهم الأول أثناء تواجده بمنطقة الهرم والسابق اتهامه فى القضية رقم 1587 /2014 جنايات بلبيس تهمة "استعراض قوة"، والمقضى فيها بالسجن المؤبد ومتهم فى 3 قضايا خطف، وتم ضبط المتهمين من الثانى إلى الخامس بدائرة قسم أول الزقازيق ومركز شرطة الزقازيق .



وأكدت التحقيقات التى أشرف عليها اللواء عبد اللطيف الحناوى مدير البحث الجنائية، أن المتهم الأول قام بالتخطيط للواقعة باختطاف الطفل، وقيام كل من المتهم "الثانى والثالث والرابع والخامس" بتنفيذ الواقعة، مستخدمين السيارة المملوكة للمتهم الثالث ورقمها 128169 ملاكى شرقية، وتبين قيام المتهم الأول بإمداد المتهمين بسلاح نارى عبارة عن بندقية آلية، أثناء ارتكابهم للواقعة، تحسبا لمحاولة ضبطهم من قبل أهالى القرية أو الشرطة وتم ضبط السلاح، بندقية آلية عيار 62ر7 ×39 مطموسة الأرقام وبخزينتها عدد (15) طلقة لذات العيار .

وأضافات التحقيقات أن المتهمين الرابع والخامس قاما بأخذ الطفل بعد خطفه، وإخفائه بمسكن أسرة المتهم الخامس بمنطقة شبرا القاهرة، أنهما لبكاء الطفل المستمر وخشية لافتضاح أمرهما فقاما بالتوجه إلى مسكن أسرة الطفل المختطف وسلم الطفل لوالده بعد أن أقنعا والد الطفل أنهما عثرا عليه بمدينة القاهرة، وأعطاهم والد الطفل مكافأة مالية قدرها خمسة آلاف جنيه، تم ضبط مبلغ وقدره 4500 جنيه بحوزة المتهم الخامس.

ويقول "سمير مهدى" والد الطفل ويعمل تاجرا ويقيم بقرية ميت معلا مركز بلبيس، إن الله رزقه بطفلين "مهند" 5 سنوات و"مروان" 3 سنوات، وذلك بعد سنوات طويلة أنجبهما، ويوم الحادث كان فى العمل وأخبره تليفون من اأالى القرية بخطف نجله "مهند"، فعاد مسرعا للمنزل، ولم يصدق إلى أن تلقى اتصالا من شخص مجهول يطلب منه مبلغ 2 مليون جنيه، لإعادة نجله سالما، وتفاوض معهم حتى وصل إلى مبلغ 80 ألف جنيه، وكان شقيقه قد أبلغ الشرطة فى لحظة خطف الطفل وتحركت الشرطة من اللحظة الأولى وقبضت على الجناة.



فيما تقول "نهى سعيد" والدة الطفل إنها كانت تعيش فى عذاب وألم خلال اليومين اللذين قضاهما "مهند" بعيدا عن المنزل فى أيدى العصابة الذين لايعرفون شيئا عن قلب الأم والأمومة وأنهم أخذوا من جيب الطفل 3 جنيهات كانت أعطتها له للعب فى ملعب القرية وجابوا له طعمية، خلال 48 ساعة مدة خطفه.

وانهمرت فى البكاء هى وزوجها وسجدا على الأرض داخل مكتب رئيس المباحث باكيين شكر ا لله، فيما قال المتهمين إنهم لم ينوون قتل الطفل بل كانوا يمرون بضائقة مالية ويرغبون فى الحصول على أموال واعترف كل منهم بدوره فى الواقعة ما عد المتهم الأول الذى أنكر الواقعة فيما أكد الجناة جميعا عليه الواقعة.