( يع مش بحب البامية... يع مش بحب الفراخ... يع مش بحب الأكل )
للأسف أنا كنت طفلة من بتوع يع الرخمين دول
لكن فى النهاية طبعا ماما كانت بتنتصر سواء....( بالابتسامة الرقيقة أو بالعين الحمرا أو بالشبشب بتاع الحمام )
فكان الحل هو....... فم مملوء بالطعام وعيون لا تتوقف عن البكاء وصوت شنهفة متقطعة لتنتهى بالنوم دون بلع الطعام
لكن.........................................................
لما الوضع يوصل ( للقلقاس )
لازم تكون هناك وقفة حقيقية.. وإصرار على عدم الخضوع أو التسليم تحت أى ضغط أى كان...
وفعلا..............
وعلى مدار عمرى لم تنجح أمى الغالية صاحبة الأساليب المبتكرة فى فرض شخصيتها القوية لم تستطع إقناعى بمجرد تذوق هذا المدعو............( قلقاس )
كان قرار حازم جازم.... وكنت بقول بصوت يحمل كلمة النهاية بلا نية للتراجع
(إعملى اللى تعملية... ضرب...عض...قرص... خلصى كل أسلحة الأمهات بتعتك دى... بس مش ممكن ( القلقاس ) ده يلمس بقى )
ومرت السنوات واتجوزت.....
والحمد لله الحمد لله جوزى حبيبى مش بيكرة فى حياتة قد ( القلقاس)...ودى كانت إحدى أهم نقاط التلاقى بنا وبين بعض
ودخلت عش الزوجية السعديد.. وأنا فرحانة لأن خريطة حياتى الجديدة بلا ( قلقاس )
ولكن.............................................................
دائما لا تأتى الرياح بما تشتهى السفن
حماتى طلعت بتحب ( القلقاس ) بتحب (القلقاس ) لدرجة العشق الممنوع....
خت الصدمة....
وبعدين قلت لنفسى وأنا مالى...هى تحبة زى ما هى عايزة.. أنا خارج الخريطة لأنها مش معقول يعنى فى يوم تعزمنى عندها على ( القلقاس )
شعرت بالراحة وتنفست الهواء
وفى يوم...........
كانت عندى وقررت تعملنا الغدا... وكانت الصاعقة.. قررت تعمل ( قلقاس ) اللى اشترته معاها وهى جية تزرنا
جوزى حبيبى بصلى وهز رأسه ووشوشنى (حببتى..بجد ربنا معاك ) ولبس وخرج علشان معاد أصحابه المزعوم، ودخلت المطبخ مع حماتى وتابعت الخطوات الكاملة لتحضير ( القلقاس) وحماتى تتحدث وتحكى أمجدها فى طرق إعداده.. وإزاى أن ولادها مش بيحبوه... بس أنا بقا حببيتها اللى هكله معاها.
وفى لحظة شجاعة...تقدمت من حماتى وبكل قوة قلتلها ( يعنى أولادك مش بيحبوه أنا ذنبى إيه ؟ !!!..متعمليش حسابى معاك... لأنى مش ممكن هاكل قلقاس)
وانتبهت على صوت حماتى وهى بتقول........الله...... شفتى رحته حلوة إزاى
لأجد لحظة شجاعتى مجرد خيال الأمانى وفقط....
انتهت حماتى من إعداد القلقاس وتم وضعه على السفرة...
وجاءت اللحظة الحاسمة
التى يجب أن أحافظ فيها على بيتى.. وأثبت حبى لزوجى... وأبنى علاقة طيبة مع حماتى... وأكون مثالا للزوجة الصالحة المضحية التى تتحمل الصعاب من أجل الحياة الزوجية.
مدت يدى لأتناول أول قطعة من القلقاس... التى ألقيت بها فى فمى كما كرة الثلج فى النار... وأطبقت فمى وحاولت أن أتصنع الإعجاب والانبهار بكل هذا الجمال
ولكنها المفاجئة.............................................
القلقاس طعمة تحفة.......
مبقتش مصدقة نفسى.. وجاتلى حالة ازبهلال على فقدان نطق... وكنت بحاول أعبر بأيديا عن مدى حلوته ولذاذة طعمة...
وفى اليوم ده ضربت الحلة كلها وفضلت أتغزل فيه وفى جماله ولما جوزى رجع مبقاش مصدق اللى حصل وكان فاكرنى بجامل مامته...
بس الحقيقة لا
فعلا كان طعمه يجنن..لدرجة إنى ندمت على عمرى اللى فات من غير ما أدوق القلقاس وأتعرف عليه.. وكفرت عن ذنبى وظلمى لية إنى فضلت أكل فية لمدة ثلاثه أيام متتالية
وهنا كان الوقفة والتأمل.......................................
إزاى إحنا كدة....ديما مابنديش فرصة لأى شىء مختلف مع قناعتنا..
ما بنحولش نتعرف على الرائ أو الفكر المختلف..
وبنصدر الأحكام عن جهل ونحن مقتنعين إننا على صواب وسعات كتير بنكون فى الجانب المظلم
لذلك لابد أن.......................
نستمع
ونصغى
ونحلل
ونفكر
وندرس
ثم نكون رأى
حتى لانظلم أنفسنا قبل أن نظلم الأخرين... وحتى لا ندعم الخطأ لمجرد إنه يتماشى مع أهواء النفس
تجربة إتعلمتها من موقف فى حياتى
وتسلميلى يا حماتى على أحلى قلقاس وأجمل طعم
قلقاس
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة