هل يعقل أن كل طائرات العالم المقاتلة تضرب فى سوريا الجميلة؟ هل يعقل أن مئات الآلاف من القنابل والصواريخ والبراميل المتفجرة ودانات المدافع تنفجر على الأراضى السورية وتصيب البشر والحجر بدعوى مكافحة الإرهاب؟ هل يعقل أن تمول الدول الغربية والعربية وصول آلاف المرتزقة والمتطرفين إلى سوريا ليقتلوا أهلها ويغتصبوا نساءها ويعيثوا فيها فسادا، بينما السوريون أصحاب البلد يلقون بأنفسهم إلى البحر هربا من الموت إلى شبح الموت لاجئين أو غرقى فى البلاد الغريبة؟
لماذا كل هذه النيران فى قلب سوريا من الجو والبر والبحر؟ لماذا كل هذه الرصاصات تنطلق فى سوريا، ألمجرد إسقاط بشار الأسد بناء على رغبة أمريكا وذيولها من العجم والعرب؟ هاهى روسيا وإيران ترفضان وذيولهما من العرب إسقاط بشار، لاستبعادهما من كعكة سوريا الاستراتيجية ومكانها كبوابة بين العرب وأوروبا وبين الشرق الأوسط والخليج، فمن يدفع الثمن؟
السوريون وحدهم من يدفعون الثمن وسط هذا الصراع القذر والمجنون على بلد صغير كان إلى حد كبير مغلق على أهله وأحلامهم وأمانيهم، نعم كان السوريون يعانون من بطش عائلة الأسد ومن فسادهم وتحكمهم بالاقتصاد والسياسة والتعليم والصحة والحريات من خلال خلايا ودوائر ولجان حزب البعث الموجودة فى كل مبنى عام ومصلحة حكومية ومستشفى ومدرسة، لكنهم كانوا يعيشون على أرضهم ويغنون على أرضهم ويبدعون على أرضهم ويناضلون على أرضهم.
الآن ماذا تبقى للسوريين غير الخوف من الموت قصفا بطائرات التحالف أو بطائرات روسيا، الموت برصاص بشار وبراميله المتفجرة أو الموت برصاص وغباء وجهل داعش وجبهة النصرة والقاعدة وغيرها من الفصائل الوحشية التى تغلغلت فى المجتمع السورى .
ماذا تبقى للسوريين وهم يشاهدون مفاوضات الكبار على جثثهم التى سقطت فى سوريا أو غرقاهم الذين قضوا بحثا عن مهرب فى البحر؟
لابد أن يتوقف كل هذا الجنون فورا، أن يتوقف قصف كل الأطراف فوق سوريا وأن يخرج كل المرتزقة من سوريا وأن يتم سحب كل السلاح فى أيدى فرقاء سوريا، وأن يتحمل العالم إعادة بناء ما تهدم فى البلد الذى كان جميلا وساحرا، ثم يقرر السوريون وحدهم ماذا يريدون.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة