دندراوى الهوارى

حزب النور يستعين بخطة (ابنة الإله) للوصول إلى السلطة

الجمعة، 16 أكتوبر 2015 12:51 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
حزب النور السلفى، استلم راية حزب الحرية والعدالة، الذراع السياسية لجماعة الإخوان الإرهابية، لاستكمال مسيرة خلط الدين بالسياسة، طمعا فى الوصول إلى السلطة عبر بوابة مجلس النواب المقبل.

الحزب يقدم نفسه على أنه المكلف من السماء بتطبيق الشريعة والجهاد على طريقة داعش لإقامة الخلافة الإسلامية، دون أن ينظر بعين الاعتبار إلى ترتيب أوضاعه الداخلية، وتقويم سلوك بعض قياداته وأعضائه، من عينة على ونيس، وأنور البلكيمى، وعنتيل الغربية، وغيرهم من الذين تورطوا فى ارتكاب جرائم أخلاقية.

الحقيقة أن حزب النور، هذه الأيام، يستخرج من مخزون التراث المصرى المتجذر فى عمق التاريخ، وتحديدا فى عصر الأسرة 18 من الأسر الفرعونية، سيناريو محكما لخلط الدين بالسياسة، للفوز بأكبر عدد من المقاعد البرلمانية تمكنه من تشكيل الحكومة.

سيناريو خلط الدين بالسياسة عرفته مصر طوال تاريخها للأسف، وظهر بوضوح فى عصر الملكة حتشبسوت، عندما قررت الاستيلاء على الحكم دون وجه حق و أن تنزعه من ابن زوجها تحتمس الثالث.

وإذا كان فى زمننا الحالى، بكل صخبه من تطور وتقدم مذهل فى كل مناحى الحياة، فمع ذلك ترفض غالبية الشعب المصرى فكرة تولى امرأة حكم البلاد، فما البال إبان العصر الفرعونى وتحديدا عام 1508 قبل الميلاد؟

لذلك استغل كهنة أمون رع، حينذاك، شغف وطموح حتشبسوت لاغتصاب الحكم من ابن زوجها، الوريث الشرعى تحتمس الثالث، وعرضوا عليها صفقة جوهرها أن تعيد لهم مجدهم وسطوتهم ونفوذهم، وتمنحهم مزيدا من الأراضى والممتلكات والأموال، فى مقابل مساندتها للوصول للحكم.

تمت الصفقة، المسجلة نصا فيما يعرف اصطلاحا غرفة (الولادة) بمعبد الأقصر، حيث خرج الكهنة على الشعب بأسطورة أن الإله أمون رع، أبوالألهة، كان يمر فى مدينة طيبة (الأقصر حاليا) للاطمئنان على أحوال الرعية، فى ليلة مقمرة، فشاهد والدة حتشبسوت، فأعجبته، فدخل عليها و(حملت منه) فى حتشبسوت، وأشهد الألهة المحليين على الواقعة، ومن ثم فإن حتشبسوت ابنة الإله، إذن من يعترض على أن ابنة الإله تحكم مصر؟

بهذه الحيلة وصلت حتشبسوت للحكم فى صفقة خلط الدين بالسياسة، وهى نفس الخطة المستمرة منذ 1508 قبل الميلاد، وحتى كتابة هذه السطور، حيث يخرج حزب النور وجماعة الإخوان على أنهم وكلاء الإله فى الأرض، وبالتالى من الذى يعترض على أن وكلاء الإله يحكمون هذا الوطن؟

حزب النور لا يختلف عن كهنة أمون رع، وكبيرهم هامان، ولا يختلف عن الإخوان وداعش وتنظيم القاعدة وجبهة النصرة والحوثيين وحزب الله، وغيرها من الأحزاب والجماعات والتنظيمات التى تتخذ من الدين (تجارة) لتحقيق (مكاسب) السلطة.








مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة