الأحسن هو جمهور الناديين، بفنلاتهم الحمراء والبيضاء، ومظهرهم الحضارى الرائع، فهذه هى مصر، وهذا هو جمهور الكرة، لا شتائم ولا هتافات مسيئة ولا شماريخ، وأمثال هؤلاء هم الأحق بالعودة إلى المدرجات فى الدورى القادم، لتعود الحياة إلى ملاعب الكرة.. والأحسن هو الكرم الإماراتى الكبير، وإخراج البطولة بهذا الشكل الرائع، وشاهدت المباراة على قناة أبوظبى، متعة كبيرة فى الصورة واللقطات والتعليق والحياد، ولم أشاهد مخرجًا فى حالة سرحان، يتوه بالكاميرا بعيدًا عن المباراة، وصاحبت الكاميرات اللاعبين منذ خروجهم من الفندق، وتابعت الجماهير فى الشوارع، بلقاءات سريعة، دون تكرار ممل، فزادت المتعة، وليس عيبًا أن نتعلم منهم، وننقل خبرتهم، فقد انتهى عصر الهواة والفهلوة والخبرات التاريخية، لصالح العلم والدراسة وحسن توظيف الإمكانيات.
الأسوأ فيريرا، هادم اللذات ومفسد البطولات، بعناده الغبى، وإصراره على لاعبين ثبت فشلهم، مثل حمادة طلبة، ومحمد إبراهيم، وأخطائه الفادحة فى المباريات المصيرية، وإهدار الخبرات والمهارات، مثل أيمن حفنى، وحمودى.. والأسوأ باسم مرسى الذى صدعنا بمشاكله، فشتت تركيز اللاعبين قبل المباراة، ولم يفعل شيئًا سوى استجداء ضربة جزاء لم يحصل عليها.. والأسوأ رمضان صبحى بحركاته الطفولية الساذجة، وحازم إمام بانفلات أعصابه حتى كادا أن يفسدا العرس الكروى الجميل.. والأسوأ حارس الزمالك جنش الذى نزل لاستنفار الجماهير بحركات بهلوانية لا تليق، ومؤمن زكريا الذى يحتفل بتسجيل الأهداف بإمساك أذنيه وإخراج لسانه على طريقة الشمبانزى، ومذيع الملعب لقناة النيل للرياضة الذى كان يجرى وراء اللاعبين بعد انتهاء المباراة، بطريقة بهلوانية وأسئلة تافهة وتحريضية.
فاز الأهلى لأنه سعى إلى الفوز واسترد روحه العالية، وانهزم الزمالك لأنه حنّ إلى الهزائم، وعاد لفصوله البايخة، وسبحان مغير الأحوال، فقد جاءت نتيجة المباراة بالاستقرار للأهلى، والمتاعب للزمالك قبل بداية الموسم الجديد، وبات السؤال المطروح: هل يستمر الزمالك فى الفوز بالبطولات، أم كان موسمًا استثنائيًا لن يتكرر إلا بعد سنوات؟، وهل أفاق الأهلى من كبوته أم هى مجرد حلاوة روح الفانلة الحمراء؟