فى مشهد طال انتظاره، عادت الجماهير المصرية لتزين مباراة القمة بين الأهلى والزمالك وتحديدا فى مباراة السوبر المحلى التى أقيمت أمس الأول الخميس، وانتهت بفوز الفريق الأحمر بثلاثة أهداف مقابل هدفين، ليتوج الأهلى بكأس السوبر التاسعة فى تاريخه والرابعة على حساب منافسه التقليدى الزمالك.
حفلت المباراة بالعديد من المكاسب والنقاط المضيئة، الا أن المكسب الأكبر هو عودة الجماهير للملاعب وامتلاء ملعب هزاع بن زايد الذى استضاف المباراة عن أخره بالمشجعين الذين التفوا حول ناديى الأهلى والزمالك.. تعبيرا عن عشقهم للقطبين خاصة وأن مباريات القمة تقام منذ فترة طويلة صوت صمت جماهيرى خوفا من أعمال الشغب.
جماهير استاد هزاع بن زايد منحت صورة مثالية للجمهور الذى تحتاجه الكرة المصرية فى هذا التوقيت الصعب والحساس الذى تمر به مصر.. حيث التزم مشجعو الفريقين بالروح الرياضية ولم تتفوه بأى ألفاظ خارجة وانحصرت هتفافات الجماهير فى تشجيع فريقها المفضل سواء الأهلى أو الزمالك .. حتى عندما حاولت جماهير الزمالك أن "تناوش" الأهلى قبل المباراة هتفت قائلة:" انتو جبتوا ايه..جايين السوبر ليه".. لم تخرج الجماهير عن النص وهى هتافات مقبولة طالما أنها لم تخرج عن حدود اللياقة أو الذوق العام.
كما أنه عندما نشبت مشادة بين لاعبى الأهلى والزمالك أثناء المباراة، واشتبك حازم إمام وعمر جابر مع حسام غالى ورمضان صبحى لم تخرج الجماهير عن النص، ولم تهتف بألفاظ مسيئة ضد أى من اللاعبين وامتثل الجميع لقرار الحكم بتوقف المباراة، قبل استئنافها مجددا.
هذا التابلوه الفنى الذى قدمته الجماهير المصرية لا يمكن غض الطرف عنه وحتى إن كان خارج مصر وفى ظروف تختلف عن الداخل المصرى، فالجماهير التزمت بالضوابط الموضوعة من جانب الأمن ومن قبل الجماهير المسئولين حيث لم تحدث أى مجاملات فى دخول الجماهير كما حدث فى مصر مؤخرا عندما وافق الأمن "استثنائيا" على حضور الجماهير بعض المباريات، وهو ما أفسد المشهد بدلا من تعزيزه واستغلاله ليتم السماح بعدد أكبر من الجماهير بالدخول وحضور المباريات فى مصر.
والحقيقة هنا أن عودة الجماهير للملاعب هى مسئولية مشتركة بين المسئولين سواء فى وزارة الرياضة أو اتحاد الكرة أو الأمن من ناحية، والجماهير أنفسهم من ناحية أخرى، فالمسئولين يجب أن يفتحوا حوارا مع الجماهير من أجل عودته للملاعب بضوابط وشروط ومعايير محددة يتقبلها الجمهور.. كما حدث فى الإمارات وتقبل الجمهور الضوابط التى وضعتها البلد الشقيق من اجراءات تفتيش وموعد دخول الملعب وعدم اشعال الشماريخ والألعاب النارية والبعد عن الهتافات المسيئة، أما الجمهور عليه أن يتقبل الحوار أن يدرك أن ما عليه إلا تشجيع فريقه والبعد عن التعصب أو رفع أى إشارات مسيئة، والا سيخضع للقانون الذى يعتبر الفيصل فى حالة الخروج عن النص.
جماهير السوبر كسبت الرهان وأحرجت وزير الرياضة واتحاد الكرة.. المسئولون يبحثون عن إجابة للسؤال للصعب: لماذا احترم المشجعون ضوابط استاد هزاع بن زايد ورفضوها فى مصر؟!
السبت، 17 أكتوبر 2015 12:04 ص
جماهير مباراة السوبر
تحليل يكتبه حاتم رضا
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة