حكاوى القهاوى

أملك طاقة غضب شديدة جدا، تجاه كلمات بعينها، منها تلك اللعينة التى يحدثوننا عنها قبل الأكل وبعده، كلمة «التطوير»!!
فى عصر التطوير كان القبض على قصبة التليفزيون المصرى الهوائية، بقتل القناة الثقافية المصرية، شطبوا التنوير والتفوا لخنق الثقافية، ثم رفعوا بيارق «التليفزيون العربى» فكان تجسيدا لمعنى القول المأثور: «تمخض الجبل فولد فأرا»!!
لا يعلم القائمون على التليفزيون المصرى، وأرادوه عربيا بالعودة للتراث، أن القناة الثقافية المصرية هى جوهرة الإبداع التليفزيونى المصرى، فى المغرب العربى ودول الخليج، تلك القناة بكل ما تقدمه من برامج يقبل عليها المشاهدون العرب، باحترام وتقدير غير مسبوقين، فالقناة الثقافية المصرية فنارة الإبداع التليفزيونى المصرى، سيتم إطلاق الرصاص عليها قريبا باسم «الإبداع» تحت قصف من قنابل الدخان المعروفة باسم التليفزيون العربى!!
القناة الثقافية تلقى تعاملا لا يليق إطلاقا بما حققته من نجاح يتجاوز كل القنوات التى تحتاج إلى أن نذكرها بإعلان «حسنين ومحمدين» للمطربة الرائعة «فاطمة عيد»، باكورة حملات تنظيم النسل، لكن القائمين على التليفزيون المصرى يرون أن البركة فى كثرة القنوات عكس منطق ومنهج العلم، يتفاخرون بأنهم يقدمون وجوها جديدة وتناسون ما قدمته الرائعة «سامية الأتربى»- رحمها الله- التى كانت سباقة فى تقديم برامج «التوك شو» من الشارع لتتجلى الثقافة المصرية، رافقها مخرج عبقرى اسمه «عمر أنور» صبر صامدا حتى أصبح رئيسا للقناة الثقافية، والعبقرى «يحيى تادرس»، وتأتى الرياح بما لم تشتهه سفينته، فقد قرروا اغتيال الثقافية لصالح ما يقولون عنه إبداعا، فصاحب القول الفصل فى شؤون التليفزيون المصرى ينحاز إلى طراز آخر يختلف عن «عمر أنور»، هو مع كثرة القنوات التليفزيونية والإذاعية، وتوجيه «اللوبى الإعلامى» الذى يقوده ضغطا على وزير الإعلام نفسه لتنفيذ مخططاته، فقد جاء من القطاع الخاص وإليه سيعود، لذلك استخدم إمكانيات الدولة لجذب العقود التى كان يحلم بها فى المستقبل، ثم يقولون نحن فى عصر التطوير، تلك الكلمة التى كلما سمعتها أتحسس قلمى!! ليتهم قدموا لنا برنامجا واحدا بحجم وقيمة «حكاوى القهاوى» فهذا أفضل مائة مرة من إعادة إنتاج الماضى، والتفاخر أنهم اخترعوه، فالكبير يقول عنه الآخرون إنه كبير، أما التفاخر بذلك فاعلم أنه الفأر الذى يلده الجبل!!
ملحوظة: كتبت هذه الكلمات قبل ثورة 25 يناير بسنوات!