إذا ما كنا غير قانعين بالتعامل مع المدربين الخواجات، فلماذا نستقدمهم ونتحمل آلاف الدولارت شهرياً نظير التعاقد معهم لتولى تدريب الأندية والمنتخبات، وإذا ما اقتنعنا بقدراتهم فعلينا توفير المناخ المناسب لنجاحهم، ولكن فى رأيى ذلك لا يحدث إلا القليل.
تعامل غريب يلقاه المدربون الخواجات فى مصر، وصدمات عديدة تعرضوا لها إزاء التفسيرات والمبررات التى يجدونها لأى تصرف غير احترافى يتعرضون له.
نحن هنا أمام ثلاثة أمثلة تدار فيها الأمور بشكل مبهم، دون معالم ثابتة وسياسة واضحة، لأهم قطاعات الكرة فى مصر، وهى المنتخب، الأهلى، الزمالك، وجميعها تعانى معها الخواجة، وتحتاج لكثير من النضج فى التعامل مع الأمور.
ولتكن البداية مع المنتخب باعتباره الأهم وله الأولوية على الجميع بحكم تمثيله للبلد، فبعد معاكسات كثيرة تعرض لها الأرجنتينى كوبر المدير الفنى للفراعنة، جاءت فضيحة السنغال الأخيرة لتجعل الرجل يعيش على فوهة بركان قابل للانفجار فى أى وقت، ليخرج عن صمته مهاجماً اتحاد الكرة، ويتقدم بشكوى رسمية ضد جهازه الإدارى، متعللاً بعدم القيام بواجباتهم، ويتسببوا فى ضرر للفريق، مثل عدم توفير مكان لاستشفاء اللاعبين داخل فنادق المعسكرات، وتعطل تأشيرات السفر لبعض اللاعبين والجهاز الفنى فى الرحلات الخارجية.
فى الزمالك تحول البرتغالى فيريرا من صانع الفرحة فى الزمالك إلى فاشل بالثلاثة، رغم مساهماته فى إعادة رسم التاريخ داخل القلعة البيضاء من خلال التتويج بالبطولات، والفوز بالدورى الغائب منذ 11 عاماً، وتحقيق الثنائية المفقودة منذ 27 عاماً، فضلاً عن استقرار الفريق فى عهده، وخلق حالة من الحب بينه وبين اللاعبين الذين أعلنوا أكثر من مرة تمسكهم باستمراره.
موقف الزمالك فى التعامل مع فيريرا بعد الهزيمة من السوبر لم يكن لائقاً تماماً بالنادى الأبيض وليس المدرب فحسب، وذلك من أجل سمعة مصر خارجياً، حيث لا يجوز التقليل من الرجل وتهميشه لدرجة الإساءة من خلال ضم الثنائى محمد صلاح وطارق مصطفى للجهاز الفنى فى وجوده، ومنحهما نفس صلاحياته.. كل هذا بغرض تطفيشه لعدم سداد الشرط الجزائى المقدر براتب ثلاثة شهور، وهل من الجائز أن أضحى بسمعة مصر من أجل 150 ألف دولار.. بالتأكيد الإجابة الطبيعية والمنطقية "لا وألف لا".. خاصة وأن سمعة البلد أكبر وأهم مليون مرة من أى فلوس مهما بلغت قيمتها.. وماذا سيكون موقفنا إذا ما رحل الخواجة وكشف لوسائل الإعلام الأجنبية عن الطريقة التى تم التعامل بها معه.
وأخيراً.. موعدنا مع النادى الأهلى الذى انقلبت الدنيا ولم تقعد بداخله، منذ لحظة أن أعلن مسئولوه التعاقد مع البرتغالى بيسيرو، وربطت الجماهير بين تعيين الخواجة وأمور أخرى كثيرة ليست لها علاقة بكرة القدم، وكان أغربها والمثير للشفقة على طريقة تفكيرنا، ما خرج للحديث عن أن ابنة بيسيرو "ترتدى ملابس غير لائقة وبتنزل البيسين كتير".. يا للعجب أنا كدة استغربت ولازم فعلاً المدرب ده ميجيش يدرب الأهلى.. ما هذه السطحية التى نتعامل بها مع الأمور.. يا جماعة ابنة بيسيرو مالها ومال تدريبه للأهلى، هل ستقوم هى بتدريب اللاعبين وتحديد التشكيل ووضع الخطة الحمراء فى المباريات.. يا ريت حد يرد عليا، علشان ألاقى إجابة، بدلاً من التوهة التى وضعنا فيها هؤلاء!.
وهل ابنة بيسيرو ستضع خطة الأهلى؟..
كمال محمود يكتب: "المصريين عايزين إيه من الخواجات"
السبت، 17 أكتوبر 2015 10:29 م
كوبر وفيريرا وبيسيرو
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة