ولادة طفل مصرى بدون «جمجمة».. وفريق طبى بمحافظة الدقهلية ينجح فى معجزة صناعة أخرى بديلة..الطفل ولد بمخ مستقر فى كيس خارجى.. والأطباء نجحوا فى صناعة جمجمة من «الأكريلك» لإنقاذ حياته

السبت، 17 أكتوبر 2015 05:48 م
ولادة طفل مصرى بدون «جمجمة».. وفريق طبى بمحافظة الدقهلية ينجح فى معجزة صناعة أخرى بديلة..الطفل ولد بمخ مستقر فى كيس خارجى.. والأطباء نجحوا فى صناعة جمجمة من «الأكريلك» لإنقاذ حياته الطفل عبد الرحمن محمد
كتبت - إيناس الشيخ

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

نقلا عن اليومى..


«رأس مفتوح، وجمجمة هشة خرج منها المخ بالكامل مدلى بجانب رأس الطفل الذى لم يتعد عمره أيام»، هو التوصيف المبدئى لحالة شديدة الندرة لطفل ولد بدون جمجة، ومخ خارج الرأس بالكامل بمستشفى «سندوب للتأمين الصحى» بمحافظة الدقهلية، فى حالة هى الأولى من نوعها على مستوى محافظات مصر بالكامل، كما أكد الدكتور رمضان شمس الدين، جراح المخ والأعصاب، الذى تكفل بالحالة فور وصولها للمستشفى، كحالة نادرة لا تتعدى نسبتها الـ 1 فى كل 100 ألف مولود على مستوى العالم.

اليوم السابع -10 -2015

تشخيص الحالة


أحمد عبد الرحمن محمد، هو اسم الطفل الذى سجل أندر حالات تشوهات المخ فى المواليد فى مستشفيات مصر، فعلى مدى شهر هى كل ما يبلغه من عمر منذ ولادته، خضع لدراسة فريق من جراحى المخ والأعصاب، وأطباء التخدير والأطفال الحديثى الولادة، للتعامل مع حالة نادرة لطفل ولد بدون جمجمة تقريبًا، وقضى أيام عمره الأولى فى غرفة العمليات لمحاولة وضع مخه فى جمجمة صناعية، قام بصناعتها الدكتور رمضان شمس الدين، استشارى جراحة المخ والأعصاب والعمود الفقرى، الذى وصف لـ «اليوم السابع» حالة الطفل بالتفصيل قائلاً: حالة أحمد هى أكثر حالات تشوهات المخ والجمجمة ندرة على مستوى العالم، فالطفل خرج من بطن أمه بجمجمة مشوهة ومخ مدلى من الرأس، وبعد دراسة الحالة خلال وجودها فى الحضانة بعد الولادة بعدة أيام تمكنت من تشخيصها بالتفصيل، وهى حالة يطلق عليها علميًا «قيلة مائية» من النوع النادر، نتيجة لرتق فى عظام الجمجمة، الطفل ولد بنقص فى تكوين عظام الجمجمة، ونقص فى تكوين الأم الجافية التى تبطن المخ، مع وجود تشوه فى عظام الجمجمة الأمامية، وعدم وجود مساحة كافية للمخ داخلها، مما أدى لوجود المخ بالكامل خارج الجمجمة فى كيس خارجى احتوى على فصى المخ الأيمن والأيسر وجذع المخ، وهو ما جعلها أكثر حالات الولادة ندرة، فبهذا التشخيص يعتبر «أحمد» أول طفل يولد بدون جمجمة.

رزق من ربنا


القصة منذ بدايتها تعود لامرأة متواضعة الحال، يستقر منزلها بمركز «منية النصر» بمحافظة الدقهلية، ينفق زوجها على الأسرة بدخل متواضع من عمله بـ«اليومية»، أما بالنسبة لأم أحمد التى فضلت أن يناديها الجميع باسم طفلها المريض، فتعتبر هذه الولادة «رزق من ربنا» على الرغم من وصف الحالة بـ«الكارثة الطبية» ممن حولها، أما المفاجأة الحقيقية فهى أن الأم التى قررت بكامل إرادتها استقبال هذا الطفل، أنها كانت على علم بتشوه جمجمته منذ الشهر الخامس لحملها، وعلى الرغم من ذلك قررت استكمال الحمل وولادة طفل تعلم مسبقًا أنه معرض للوفاة بمجرد ولادته، أو وفقًا لأكثر السيناريوهات إيجابية سيكمل حياته بإعاقة ذهنية، بصبر ورضا تحدثت «أم أحمد»، والدة الطفل الذى لم يكتب له الله أن يولد بصورة طبيعية، عن حالة طفلها: «ربنا خد منى ابنى الأولانى وهو عنده 12 سنة، كان سليم وزى الفل ومات غرقان، فلما ربنا يبعتلى العوض أموته؟!».

اليوم السابع -10 -2015

عملية جراحية فى الأيام الأولى


تشخيص الأطباء، وندرة الحالة التى لم يجد لها أحد من الفريق الطبى المكلف بالعلاج مثيلاً فى الدراسات العلمية، أو على صفحات الإنترنت، هو ما دفع الفريق الطبى بالمستشفى لتجهيز غرفة العمليات لاستقبال «أحمد» ذى الأيام المعدودة لإجراء عملية جراحية توقع الجميع أن تنهى حياته فورًا، وذلك لخطورتها، وخطورة إخضاع طفل بهذا السن وهذه الحالة للبنج الكلى، وهو ما يكمل الحديث عنه الدكتور رمضان شمس الدين قائلاً: فكرة العلاج أو إجراء عملية جراحية لتعديل وضع المخ، بدأت بصناعة جمجمة بديلة لوضع المخ بداخلها، وهى المرحلة الأولى، قمت قبل العملية بصناعة خوذة من «الأكريلك» كمادة تحمى المخ لوضعها بديلاً للجمجمة وتكون بمثابة وعاء جلدى بديل، وداخل غرفة العمليات قمنا باستئصال جزء من الجمجمة المشوهة لفتح مساحة لتثبيت المخ داخل الرأس، ثم وضعنا المخ بداخل الرأس وقمنا بتثبيته بواسطة الجمجمة الصناعية، كمرحلة أولى لبقاء الطفل على قيد الحياة.

بقاء «أحمد» على قيد الحياة بعد هذه العملية الدقيقة هى المعجزة التى لم يتوقعها الأطباء أنفسهم، بداية من الدكتور رمضان شمس الدين، جراح المخ والأعصاب، مرورًا بطبيب التخدير الدكتور أشرف أبوالمحاسن، و الدكتور أبوالحسن أحمد، طبيب الأطفال المتابع للحالة، وباقى الفريق من الأطباء، وهو ما فتح المجال للانتظار لتنفيذ المرحلة الثانية من علاج الطفل ليبدو رأسه طبيعيًا مع انتظار ما يمكن أن يعيشه هذا الطفل من عيوب خلقية حتمية، كما أكد «شمس الدين».

اليوم السابع -10 -2015

أحمد أول طفل فى مصر بجمجمة صناعية


بعد نجاح العملية الأولى، ونهاية مرحلة الخطر، يكمل «شمس الدين» خطة العلاج المستقبلية قائلاً: لا شك أن الطفل سيعيش بإعاقة ذهنية بنسبة 100 %، لكننا حتى الآن لا يمكننا تحديد نوع الإعاقة التى لا يمكن تحديدها سوى بعد مرور من 6 أشهر من عمره، أما الآن فنحن فى انتظار إجراء عملية جراحية أخرى، لاستبدال جمجمة «الأكريلك» بجمجمة عظمية تتم صناعتها حاليًا خصيصًا لحالة «أحمد».
ويشرح قائلاً : قمنا بإرسال طلب لتصنيع جمجمة عظمية مصنوعة من «شبكة تيتانيوم»، وهى مادة تشبه العظام، من وظائفها أنها موصل جيد للعظام، وتساعد فى نمو العظم الموجود بالفعل، لتكون بديلًا عظميًا يلتئم مع الوقت بباقى عظام الجمجمة، ليكون بمثابة جمجمة دائمة، ونحن الآن فى انتظار جراحة ضخمة، نسبة نجاحها ضئيلة جدًا ولا تقل خطورتها عن الأولى.

حتى فى حالة نجاح العملية الثانية، أكد الأطباء أن «أحمد» سيعيش بقصور شديد فى المخ، وهو ما أوضحه الدطتور أبوالحسن أحمد، استشارى الأطفال الحديثى الولادة، والذى يتابع حالة الطفل بالحضانة، ويشرح: «أحمد حالته نادرة، وحتى الآن لديه مقومات الحياة فى الشهور الأولى، وزنه مناسب، ولديه قدرة ضعيفة على الامتصاص، لذلك تصعب رضاعته، ويخضع لتقييم مستمر لبصره وحدة السمع، ولكن يصعب تحديد كل هذه المقومات سوى بعد مرور ستة أشهر على أقل تقدير، ويمكن بعدها تحديد نوع الإعاقة الذهنية التى سيعيش بها فى حالة نجاح العملية الجراحية الثانية التى ستحدد مصير أكثر الحالات الجراحية ندرة فى العالم».

حتى الآن يستقر «أحمد» فى حضانة المستشفى فى انتظار الفرج، ولا يعلم أحد سوى الله مصير الطفل الذى تعتبره «أم أحمد» «عوض ربنا» بعد وفاة طفلها الأول، ورزقًا لا يستحق سوى الحمد، حتى وإن كتب الله له الحياة معاقًا، أو أراد أن ينهى ألمه مبكرًا.








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
التعليقات 6

عدد الردود 0

بواسطة:

طه سعد

ربنا كبير

عدد الردود 0

بواسطة:

هدي عبدالرحمن

سبحان الله

عدد الردود 0

بواسطة:

سعيد بانجاز الاطباء المصريين

الله أكبر وتحيا العلم والحمد لله لانقاذ الطفل الجميل احمد **وشكرا لاطبائنا العمالقه

لله الحمد والشكر

عدد الردود 0

بواسطة:

النخيلي

سبحان الله

عدد الردود 0

بواسطة:

ام ادهم

الحمد لله

عدد الردود 0

بواسطة:

ام هنا

االحمد لله

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة