مرت سنوات طويلة لم يكن الحزب الوطنى وحكوماته يطلبون من الناخب المشاركة فى الانتخابات والتصويت، ولم يهتم مبارك بنسبة الحضور ولا اهتم الناس، وبدا أن الأمر متفق عليه، أن يلتزم الناس بعدم المشاركة مقابل أن يلتزم الحزب الوطنى بإنجاح مرشحيه، وفى حالة اختلال عدد نواب «الوطنى» كان الحزب يسعى لضم المستقلين على مبادئ الحزب الوطنى، وكلما كانت نسبة الحضور أقل، كانت الفرصة أكبر للتقفيل والتستيف.
حتى فى انتخابات 2010، لم تكن هناك نسب حضور، ومع هذا بدت عملية التطبيخ زيادة عن اللزوم، وهو ما أغضب الناس، ويقول كثيرون إن نتائج انتخابات 2010 كانت القشة التى قصمت ظهر البعير. لكن الحقيقة أن هناك أسبابا أخرى، ولا أحد يعلم ما إذا كانت النتائج جاءت مختلفة وسمح الحزب الوطنى بنسبة من المعارضة تشارك، هل كان من الممكن أن تتغير النتائج؟. ومن يقولون ذلك يعترفون بأن الأمر كله تمثيلية، متفق عليها، تنتهى بتمثيل شكلى وممارسة شكلية «كأنها انتخابات.. وكأنه برلمان».. وكأنها سياسة.
لهذا ربما يحتاج من يبحثون عن أسباب الغضب ضد مبارك أن يبحثوا عن أسباب أخرى قادت لذلك، أيضا عن طريقة لبحث وتقدير مدى صحة وخطأ المواقف من الانتخابات أو المشاركة، هناك تيار استمر فى المقاطعة بعد يناير، ولم يراجع نتيجة المقاطعة، ولا الذين شاركوا.
اختلفت المشاركة بعد يناير 2011، وكانت المشاركة أكثر، لكن النتائج بعد المشاركة كانت مثلها قبل المشاركة، واستفاد تيار واحد من المقاطعة وظل الموقف «عدم الرضا» النسبى.
وفى الانتخابات الحالية طلب الرئيس والحكومة من الناس النزول والاختيار، فهل كان واجبهم أن يطالبوا بالتصويت، لو كانت هناك رغبة فى التوصل إلى نتيجة محددة سلفا، سيرد دعاة المقاطعة بأنه لا فائدة من النزول، وأن مجلس النواب المقبل، سيأتى من خليط من كل الاتجاهات وهو انعكاس للمجتمع. عموما مش لازم تنزل على فكرة، لكن هل يمكن الإجابة على سؤال هل توجد طريقة غير الانتخابات يمكن من خلالها للناس التعبير عن رأيهم والمشاركة فى العمل السياسى؟.
ربما يكون هناك مطالب بتحسين الشروط وخلق تكافؤ فرص ومساواة. ربما كان فى حاجة لحوار حقيقى وتقييم للمواقف السابقة والحالية. لنعرف إلى أين نتجه. بدلا من البقاء فى المكان.